لبنان يفعّل إجراءات وقائية لمواجهة فيروس «كورونا»

TT

لبنان يفعّل إجراءات وقائية لمواجهة فيروس «كورونا»

لم تُسجل الفحوصات المخبرية أي حالة إضافية مصابة بفيروس «كورونا المستجد» في لبنان غير الحالة المُعلن عنها يوم الجمعة الماضي، في وقت فعّلت فيه السلطات اللبنانية إجراءاتها الاحترازية في الموانئ والمعابر الحدودية.
وأعلن «مستشفى رفيق الحريري الجامعي»، أمس، أنّه استقبل خلال الساعات الـ24 الماضية 25 حالة في قسم الطوارئ المخصص لاستقبال الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا»، خضعوا جميعهم للكشوفات الطبية اللازمة ولم يحتج أحد منهم إلى دخول المستشفى.
وأوضح المستشفى في بيان أنّ فحوصاً مخبرية أجريت لـ13 حالة جاءت نتيجة 12 حالة منها سلبية، ما عدا حالة واحدة، هي الحالة ذاتها التي سجلت بإصابتها بفيروس «كورونا الجديد»، والتي ما زالت تخضع للعناية في وحدة العزل داخل المستشفى. وأشار إلى أن 7 حالات بقيت في منطقة الحجر الصحي.
أما الحالة الوحيدة المصابة بالفيروس، فبقيت في وحدة العزل وهي تتلقى العلاج اللازم بعد أن أجري لها الفحص المخبري للمرة الثانية، وكان إيجابياً. وأكّد وزير الصحة العامة حمد حسن أنه «حتى الساعة تم إجراء فحوصات لـ27 شخصاً من المشتبه بإصابتهم بفيروس (كورونا)، وقد أثبتت الفحوصات خلوهم من أي فيروس».
وتواصل وزارة الصحة جهودها للكشف المبكر عن أي حالة مصابة بأعراض فيروس «كورونا» بين صفوف المواطنين الآتين من الخارج. وبناء على كشف اللجنة الفاحصة، نقلت سيارة مجهزة تابعة للصليب الأحمر اللبناني مواطناً من مدينة بعلبك إلى «مستشفى رفيق الحريري الجامعي» في بيروت، لإجراء الفحوصات المخبرية للتأكد من خلوه من عدوى «كورونا» ضمن الإجراءات الاحترازية المتبعة، وهو من ضمن ركاب الطائرة التي اكتُشفت فيها أول حالة إصابة بالفيروس في لبنان.
على صعيد الإجراءات، شهد مطار رفيق الحريري في بيروت إجراءً استثنائياً للوقاية من الأمراض، عبر تركيب أجهزة حديثة. وتم تركيب هذه الأجهزة الحديثة التي بلغ عددها 22 جهازاً على جميع الممرات المتحركة والسلالم الكهربائية في المطار، لتعقيمها تلقائياً وبشكل دائم.
وتفقد وزير الصحة حمد حسن، يرافقه وفد قسم الصحة في محافظة البقاع، مكتب وزارة الصحة على الحدود اللبنانية - السورية عند معبر «المصنع» للاطلاع على التدابير والإجراءات الصحية التي يقوم بها الكادر الطبي المكلف من الوزارة على القادمين إلى لبنان. كما اطّلع الوزير على مركز الإسعاف الصحي التابع للأمن العام اللبناني على الحدود، والدور الذي يقوم به والتجهيزات المتوفرة مع غرف الحجر الصحي.
وتفقد حسن التحضيرات في «مستشفى الرئيس الهراوي» الحكومي في زحلة لاستقبال الحالات الطارئة القادمة عبر معبر «المصنع»، وتأمين غرف العزل إذا لزم الأمر.
وعلى خط السجال السياسي حول المسافرين الآتين من إيران، علّق رئيس «حزب القوات اللبنانية» في تغريدة على حسابه عبر «تويتر»، على إعلان الإصابة الأولى بفيروس «كورونا المُستجد» في لبنان. وقال جعجع: «نظراً لإمكانيات لبنان المتواضعة، من الأفضل اتخاذ تدابير قصوى وليس دنيا منذ البداية، وبالتالي من الأفضل كخطوة أولى منع السفر من وإلى الدول التي تشهد تفشياً واسعاً للمرض، من دون الأخذ في الحسبان أي اعتبارات أخرى أو أي عواطف، وبالأخص الصين وإيران».
في المقابل، رأى عضو كتلة «حزب الله» النيابية النائب حسن فضل الله أن «هذا الموضوع ليس فيه موالاة ومعارضة، وليس فيه طوائف ومذاهب وفئات سياسية وأحزاب، فهو موضوع إنساني أخلاقي صحي، يرتبط بحياة الناس وصحتهم، ولذلك المطلوب من الجميع التعاون مع الجهات الرسمية المعنية واعتماد المعلومات التي تعطينا إياها تلك الجهات». وقال إن «الحكومة اللبنانية مسؤولة عن كل مواطن لبناني سواء كان في لبنان أو في أي دولة في العالم، ولا أحد يستطيع أن يقول لهذا للبناني لا تأتِ إلى لبنان». وتابع: «المطلوب من الحكومة اللبنانية أن تأخذ إجراءات على المعابر، لكن أي مواطن لبناني في أي بقعة في العالم حكومته مسؤولة عنه وتفتش عنه».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.