جمهور مانشستر سيتي يعلن تحديه للاتحاد الأوروبي لكرة القدم

هتف باسم غوارديولا والشيخ منصور في إعلان للتضامن والاعتراض على قرار الاستبعاد من المسابقات الأوروبية

جمهور مانشستر سيتي تعاطف مع إدارته ورفع رايات منددة بيويفا خلال المباراة ضد وستهام (رويترز)
جمهور مانشستر سيتي تعاطف مع إدارته ورفع رايات منددة بيويفا خلال المباراة ضد وستهام (رويترز)
TT

جمهور مانشستر سيتي يعلن تحديه للاتحاد الأوروبي لكرة القدم

جمهور مانشستر سيتي تعاطف مع إدارته ورفع رايات منددة بيويفا خلال المباراة ضد وستهام (رويترز)
جمهور مانشستر سيتي تعاطف مع إدارته ورفع رايات منددة بيويفا خلال المباراة ضد وستهام (رويترز)

ربما كانت رسالة المدير التنفيذي لمانشستر سيتي، فيران سوريانو، أكثر تهديداً ووعيداً من الهتافات التي رددها جمهور النادي خلال مباراته أمام وستهام يونايتد، اعتراضاً على قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) بحرمان الفريق من البطولات الأوروبية، خلال الموسمين المقبلين، بسبب انتهاكه قواعد اللعب المالي النظيف. لكن الرسالة المشتركة بين سوريانو والجمهور هي رسالة تحدٍّ لقرارات «يويفا».
وبينما كان المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس يهدر الفرص السهلة أمام حارس وستهام يونايتد، لوكاس فابيانسكي، كان جمهور مانشستر سيتي في المدرجات يغني كلمات تقول: «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، عليك اللعنة، ونراك في المحكمة».
لكن مَن منا كان يتخيل قبل بضع سنوات أن يغني جمهور مانشستر سيتي لمحكمة التحكيم الرياضية، التي من المفترض أن يتقدم أمامها باستئناف على القرار، بدلاً من أن يتغنى بأسماء نجوم الفريق، مثل سيرجيو أغويرو أو كيفين دي بروين؟ ومَن منا كان يتخيل أن يقوم الجمهور، وهو يشاهد أحد أفضل الفرق في تاريخ كرة القدم الإنجليزية بترديد هتافات تتعلق باتهام النادي بالمبالغة في عائداته التجارية، حتى يستطيع إنفاق كثير من الأموال على التعاقدات الجديدة؟
ربما يكون جمهور مانشستر سيتي محقاً فيما يقوم به. وقد أعلن سوريانو، بشكل قاطع، في وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، أن مانشستر سيتي سيتقدم باستئناف ضد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ورفع جمهور مانشستر سيتي لافتة مكتوباً عليها: «مافيا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم»، في حين كانت لافتة أخرى تقول: «احتيال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم». وقالت لافتة ثالثة: «تكتل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم»، وهو الشعار الذي نادراً ما نراه مكتوباً على لافتات في ملاعب كرة القدم.
ربما كان هناك ما يمكن أن نصفه بـ«عقلية الحصار» من قبل جمهور مانشستر سيتي، وربما ساعدت الاستراتيجية التي يتبناها مسؤولو مانشستر سيتي في خلق هذه الحالة. ومع ذلك، كانت أصوات وهتافات الجماهير أكثر تفاؤلاً، حيث هتفت بعض الجماهير، على سبيل المثال، بحماس وهي تقول: «لدينا غوارديولا». ومن المقرر أن يستمر المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا في قيادة سيتي، للموسم الخامس، حتى في حال تأييد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمان النادي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا.
كما تغنى الجمهور بعبارات مثل: «مانشستر سيتي أفضل فريق في العالم». وتعكس مثل هذه الشعارات شعور جمهور النادي بالسعادة العارمة، بعدما تحول مانشستر سيتي من فريق متواضع في السابق ينافس أندية مثل ماكليسفيلد وويورك إلى فريق عملاق ينافس أعتى الأندية الأوروبية، مثل ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. وقد شاهد قطاع كبير من جمهور مانشستر سيتي النادي عندما كان متواضعاً في السابق، وشاهده اليوم بعد تحوله بهذا الشكل المذهل، وبالتالي فهو يشعر بالسعادة بهذا التحول، سواء كانت هناك اتهامات بانتهاك قواعد اللعب المالي النظيف أم لا.
وقبل كل شيء، وجه جمهور مانشستر سيتي تحية حارة للاعبهم السابق بابلو زاباليتا، الذي شارك بديلاً مع وستهام يونايتد في آخر ظهور له على ملعب «الاتحاد»، الذي صال وجال به على مدار تسع سنوات. وكان زاباليتا قد انضم لمانشستر سيتي قبل أسابيع قليلة من استحواذ الشيخ منصور بن زايد على النادي، وقد تحول بفضل التزامه وأدائه القوي إلى أحد أساطير النادي. ورغم تراجع مستوى اللاعب الأرجنتيني بسبب تقدمه في السن، فإنه لا يزال يحظى بمكانة خاصة في قلوب جمهور وعشاق الفريق. ورحل زاباليتا عن ملعب «الاتحاد»، وهو يشكر جمهور مانشستر سيتي، ويعترف بتقديره البالغ لهم. وقد كان وداع الجمهور لزاباليتا أقوى وأكثر حرارة من أي شعور لديهم بالمرارة من أي قرار آخر، أو تجاه أي شخص آخر.
ومن المستحيل أن نعرف على وجه التحديد عدد الجماهير التي انضمت إلى الهتافات التي تدعم النادي والمدير الفني وتعارض قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ربما لا يكون من المناسب أن نحاول معرفة رد الفعل الحقيقي من خلال الحديث عن «المعارضة الصوتية» لقطاع من الجمهور، أو «صمت» قطاع آخر، لكن الحقيقة الثابتة هي أنه لا يمكن أن يكون هناك اتفاق بين الجميع، نظراً لأن هناك أشخاصاً يتحلون بالواقعية، وأن أشخاصاً آخرين متطرفون في ردود فعلهم، فضلاً عن وجود أشخاص أخرين يشعرون بالاضطهاد، وآخرين تسيطر عليهم الأمور الفلسفية!
وقد تغنى الجمهور أكثر من مرة باسم الشيخ منصور، ذلك الرجل الذي موّل عملية صعود الفريق إلى هذا المستوى، حتى وإن كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يرى أن هذا الأمر قد تم من خلال انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف. وعلى النقيض من قيام جمهور مانشستر يونايتد بتوجيه الانتقادات اللاذعة لعائلة غليزر الأميركية المالكة للنادي، فإن جمهور مانشستر سيتي يعشق الشيخ منصور. وقد زعم سوريانو، أحد المساعدين الرئيسيين للشيخ منصور بأن ادعاءات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا أساس لها من الصحة. لكن الشيء المؤكد هو أن نتيجة الاستئناف الذي سيقدمه النادي ستحدد مصيره إلى حد كبير، خلال السنوات القليلة المقبلة.
وكان هناك شعور أثناء مباراة الفريق السابقة أمام وستهام يونايتد بأن هناك حالة من الترقب والحذر بين جمهور النادي، وهي الحالة التي ربما انعكست على عدد الحضور، حيث كانت المقاعد خالية أكثر من المعتاد، على الرغم من أن ذلك ربما يعود إلى حقيقة أن أولئك الذين اشتروا تذاكر المباراة في موعدها الأصلي ربما لم يتمكنوا من حضور المباراة بعد تغيير موعدها، بعد أن أدت العاصفة «كيارا» إلى تأجيل المباراة التي كان مقرراً إقامتها قبل عشرة أيام. لكن يبدو أن «عاصفة اليويفا» قد تلحق أضراراً أكبر على مانشستر سيتي ولفترات أطول.
لقد استخدم مسؤولو مانشستر سيتي لغة تهديد ووعيد في الرد على قرارات الاتحاد الأوروبي. وفي تسريبات لصحيفة «دير شبيغل» الألمانية في عام 2018، قال محامي مانشستر سيتي، سيمون كليف، إن «الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يستجيب لأي شيء سوى بالعدوان»، لدرجة أن رفع دعوى قضائية ضد مدقق الحسابات في الاتحاد يمكن أن «تدمر المنظمة بأكملها في غضون أسابيع»!
ويبدو الأمر وكأن مجلس إدارة النادي يتعامل مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على أنهم «أعداء» في معركة حقيقية!
لكن هناك مفارقة غريبة في العمل في مانشستر سيتي. أولاً، على الرغم من كل المبالغ الطائلة التي أنفقت على تدعيم صفوف الفريق تحت قيادة غوارديولا منذ توليه قيادة الفريق في عام 2016. فكان من الغريب أن العقوبات التي فرضت على النادي كانت بسبب انتهاكه قواعد اللعب المالي النظيف خلال سنوات التعثر، وبالتحديد خلال الفترة بين موسمي 2012 و2016، وليست الفترة التي يوجَد فيها المدير الفني الإسباني، والتي أنفق خلالها 50 مليون جنيه إسترليني على التعاقد مع ظهير للجنب!
ثانياً: يمكن لهذا المشروع الرائع للغاية من الناحية الرياضية أن ينهار بسبب أشياء بسيطة وساذجة للغاية، تتمثل في الاعتقاد الظاهر بأن سيادة القانون يمكن التغلب عليها من خلال قوة الإرادة وحدها، ومن خلال الفشل في بناء شكل من أشكال التحالفات السياسية أو الدبلوماسية. ففي الوقت الذي وضع فيه القطريون أولوية في باريس سان جيرمان لبناء علاقات قوية مع «اليويفا» (عضوية القطري ناصر الخليفي في اللجنة التنفيذية لـ«يويفا»)، يجد مانشستر سيتي نفسه بمفرده ومن دون أصدقاء، ويعمل على حماية نفسه عن طريق الأموال فقط.
ربما يعمل مانشستر سيتي في الوقت الحالي على تجميع أدلة ضد أندية أخرى، تحسباً لمعركة ملحمية ضد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وربما ينجح النادي، الذي يدخل هذه المعركة مسلحاً بعدد هائل من المحامين والمحاسبين، في رفع الحظر المفروض عليه، لكن الشيء المؤكد هو أن نتيجة الاستئناف الذي سيتقدم به مانشستر سيتي ضد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ستحدد مصير النادي خلال السنوات المقبلة!


مقالات ذات صلة

مدرب فينورد يحذر من جراح مانشستر سيتي

رياضة عالمية براين بريسكي (د.ب.أ)

مدرب فينورد يحذر من جراح مانشستر سيتي

يخشى براين بريسكي، مدرب فريق فينورد روتردام الهولندي، رد فعل مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي (الجريح)، الذي يعدّه الفريق الأفضل في العالم حالياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كيفن دي بروين ينتهي عقده مع سيتي الصيف المقبل (رويترز)

دي بروين: أجلت محادثات عقدي الجديد مع سيتي

قال كيفن دي بروين إنه وضع محادثات مستقبله مع مانشستر سيتي جانباً بينما يركز على تعافيه من الإصابة.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا تلقى الهزيمة الخامسة توالياً في كل المسابقات (أ.ف.ب)

خسائر مانشستر سيتي... هل هي نهاية حقبة؟

فاز مانشستر سيتي بمباريات أقل من سان مارينو في الشهر الماضي.

The Athletic (مانشستر (إنجلترا))
رياضة عالمية بيب غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: سأبحث عن طريقة ليفوز السيتي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه يتحمل مسؤولية إعادة مسار موسم فريقه للطريق الصحيح بعد تلقيه الهزيمة الخامسة على التوالي يوم السبت الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».