مصر: البراءة لنجلي مبارك في «التلاعب بالبورصة»

علاء وجمال مبارك خلف القضبان بمحكمة جنايات القاهرة أمس (أ.ف.ب)
علاء وجمال مبارك خلف القضبان بمحكمة جنايات القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر: البراءة لنجلي مبارك في «التلاعب بالبورصة»

علاء وجمال مبارك خلف القضبان بمحكمة جنايات القاهرة أمس (أ.ف.ب)
علاء وجمال مبارك خلف القضبان بمحكمة جنايات القاهرة أمس (أ.ف.ب)

بعد 8 سنوات من التقاضي، برّأت محكمة جنايات القاهرة، أمس، علاء وجمال مبارك (نجلي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك)، و7 متهمين آخرين في القضية التي عُرفت إعلامياً بـ«التلاعب بالبورصة».
وبموجب الحكم الأحدث، يصبح السجل القضائي لأسرة مبارك (الأب ونجليه) خالياً من المخالفات المدانة قانوناً باستثناء حكم واحد نهائي وغير قابل للطعن، صدر عام 2016 وأدان الثلاثة بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه (الدولار يساوي 15.7 جنيه مصري) من المخصصات المالية للقصور الرئاسية، وذلك في أثناء تولي الرئيس الأسبق السلطة. كما أبرمت عائلة مبارك اتفاقاً عام 2013 للتصالح مع نيابة الأموال العامة لسداد نحو 20 مليون جنيه قيمة هدايا حصلوا عليه بالمخالفة للقانون من بعض المؤسسات الصحافية المملوكة للدولة.
كانت النيابة العامة قد نسبت في عام 2012 إلى تسعة متهمين في القضية أنهم «اشتركوا في تسهيل الحصول لأنفسهم وآخرين على مليارين و51 مليوناً و28 ألفاً و648 جنيهاً بالمخالفة للقانون»، فضلاً عن «انتهاك قواعد سوق الأوراق المالية والبنك المركزي، بهدف التربح والحصول على مبالغ مالية بغير حق من خلال تعاملات في أسهم البنك الوطني المصري». فيما نفى المتهمون ارتكاب أي من المخالفات المنسوبة إليهم.
ومرت قضية «التلاعب بالبورصة» بمحطات قانونية بالغة التشعب، إذ نظرتها «8 دوائر محاكمة و24 قاضياً خلال 8 سنوات»، وفق ما أحصى علاء مبارك، الذي عقّب على الحكم بالبراءة، شاكراً محاميه «فريد الديب على المجهود الكبير الذي بذله مع الأسرة منذ عام 2011 رغم كم التهديدات والمضايقات التي تعرّض لها (...)»، دون أن يفصح في التغريدة التي بثها على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، عن طبيعة تلك التهديدات أو من أصدرها.
ودعا علاء مبارك، قبل ساعات من صدور الحكم بالبراءة، إلى «التحقيق لكشف التزوير غير المسبوق في القضية، وأن يتم التحقيق الجاد مع كل من لفّق وزوّر وعبث بأوراق الدعوى لدفن الحقيقة».
وستظل التداعيات المترتبة على المتهمين في القضية، قائمة حتى الشهر المقبل، إذ تصدر محكمة «جنايات القاهرة»، في 11 مارس (آذار) القادم، حكماً في أمر منع المتهمين التسعة في «التلاعب بالبورصة» من التصرف في أموالهم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.