غوتيريش يخشى «مواجهة أكثر خطورة» وتحذير أممي من {حمام دم}

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من حصول مواجهة «أكثر خطورة ولا يمكن التنبؤ بعواقبها» في إدلب وما يحيط بها في شمال غربي سوريا بعد وقوع صدامات عسكرية بين القوات التركية وتلك التابعة لحكومة الرئيس بشار الأسد، مطالباً بـ«وقف فوري للنار» وبـ«إنهاء الكابوس الإنساني» للشعب السوري.
وقال الأمين العام للمنظمة الدولية للصحافيين في نيويورك، إن الأزمة التي تتكشف في شمال غربي سوريا أدت إلى «خسائر بشرية فظيعة بين المدنيين»، مشيراً إلى فرار نحو 900 ألف شخص، أكثرهم من النساء والأطفال، من القتال الأخير «في ظل أكثر الظروف مأساوية». وأضاف أن «المئات قتلوا. وجرى اقتلاع كثيرين مرات عدة. الأطفال يتجمدون حتى الموت».
ولاحظ أن «القتال يقترب الآن من مناطق فيها تجمعات أكبر من الناس، وبينهم النازحون»، ما «يهدد بخنق شريان الحياة الإنسانية»، مؤكداً أنه «يجري تجاهل القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين بشكل منتظم».
ولفت إلى أنه «مع تقلص مساحة الأمان أكثر فأكثر، تزداد المعاناة الإنسانية سوءاً»، كاشفاً أن «نحو 2.8 مليون شخص في شمال غربي سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية». وأوضح أنه يدرس توجيه «نداء عاجل» للمانحين من أجل جمع 500 مليون دولار إضافية لتغطية حاجات النازحين الجدد خلال الأشهر الستة المقبلة.
وإذ وصف التطورات على الأرض بأنها «تزداد خطورة»، ذكر بأن منطقة خفض التصعيد في إدلب أنشئت عام 2017، لكن ترتيباتها بدأت في التعثر منذ فبراير (شباط) 2019. وتطورت هذا الشهر مع وقوع «اشتباكات قاتلة متكررة بين القوات التركية وقوات الحكومة السورية».
واعتبر أن «كل هذا يعني أنه بالإضافة إلى الوضع الإنساني الدراماتيكي والمتدهور، نحن أمام خطر مواجهة أكثر خطورة مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها». وطالب بما سماه «كسر الحلقة المفرغة للعنف والمعاناة»، مذكراً بأنه دعا مراراً إلى «وقف فوري للنار في إدلب وإنهاء الكارثة الإنسانية».
ورأى أنه ينبغي الآن «تجنب تصعيد لا يمكن السيطرة عليه». وإذ شدد على أنه «لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية»، طالب بـ«وقف هذا الكابوس الإنساني (...) للشعب السوري الذي طالت معاناته. يجب أن يتوقف الآن».
في غضون ذلك، حذر الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في جنيف ينس لاركيه من اشتداد المعارك في شمال غربي سوريا وزحفها إلى المخيمات التي لجأ إليها النازحون والمواقع المجاورة لها.
ودعا إلى «وقف فوري للنار لمنع المزيد من المعاناة»، معبراً عن خشيته من «حمام دم». وأضاف أنه يوجد حالياً 900 ألف نازح؛ 60 المائة بينهم أطفال ومعظمهم يقيمون في مناطق تزداد اكتظاظاً بالنازحين يوماً بعد يوم، لا سيّما في المناطق القريبة من الحدود بين إدلب وتركيا.
وقال إن «ثلث النازحين، أي 330 ألف شخص، فرّوا إلى مناطق في شمال محافظة حلب المحاذية لإدلب»، مرجّحاً أن «170 ألفاً من النازحين الجدد يقيمون في العراء أو في مبانٍ غير مكتملة»، فضلاً عن «أكثر من 280 ألفاً منهم يقيمون في مخيمات أصلاً مكتظة وتجاوزت قدرتها الاستيعابية، أو في مخيمات مؤقتة، حيث يبنون خياماً بشكل فردي دون أن تتوفر لديهم الخدمات الأساسية مثل المراحيض».