... وهلع عراقي يغلق منفذاً حدودياً مع الجارة الشرقية

ضعف النظام الصحي عزز مخاوف تسلل العدوى

إيرانيون يشترون أقنعة واقية في إحدى الصيدليات بطهران أمس (رويترز)
إيرانيون يشترون أقنعة واقية في إحدى الصيدليات بطهران أمس (رويترز)
TT

... وهلع عراقي يغلق منفذاً حدودياً مع الجارة الشرقية

إيرانيون يشترون أقنعة واقية في إحدى الصيدليات بطهران أمس (رويترز)
إيرانيون يشترون أقنعة واقية في إحدى الصيدليات بطهران أمس (رويترز)

أثار إعلان إيران وفاة اثنين من مواطنيها بعد إصابتهما بفيروس «كورونا» في مدينة قم، خوفاً وقلقاً داخل الأوساط الشعبية العراقية، خشية انتقال عدوى المرض إلى العراق عبر حدوده «شبه المنفلتة» مع الجارة الشرقية. ويعمق من مشاعر قلق العراقيين معرفتهم بضعف نظام بلادهم الصحي، وانهيار بنيته الأساسية من المستشفيات والمراكز الصحية ذات الكفاية والعلاجات الفعالة، إلى جانب الشكوك المتعلقة بعجز السلطات الحكومية عن اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لإبعاد شبح الفيروس الخطير عن البلاد.
ودفعت هذه المخاوف باتجاهات عراقية مختلفة إلى مطالبة السلطات بغلق الحدود مع إيران للحيلولة دون دخول الفيروس.
ورغم توجيه السلطات المحلية في البصرة، المنافذ الحدودية ودوائر الصحة في المحافظة بـ«منع دخول أي مواطن عراقي أو إيراني عبر منفذ الشلامجة الحدودي إلى البصرة ما لم يتم فحصه والتأكد من عدم إصابته بالمرض»، فإن محتجين عمدوا أمس (الخميس)، إلى إغلاق منفذ الشلامجة الحدودي مع إيران لمنع الوافدين من دخول العراق.
وأعلنت إدارة منفذ الشلامجة عن تشديد الإجراءات بشأن دخول المواطنين العراقيين والإيرانيين القادمين باتجاه البصرة والمحافظات الأخرى عبر المنفذ.
وقال معاون مدير المنفذ العميد عدنان عبد الله لإذاعة «المربد» المحلية إن «تشديد الإجراءات يأتي بعد توجيه رئيس هيئة المنافذ الحدودية، فضلاً عن محافظ البصرة، بضرورة فحص الداخلين بشكل دقيق قبل السماح لهم بعبور المنفذ، وهناك إجراءات من صحة المحافظة والجهات ذات العلاقة بهذا الشأن».
وأعلن في البصرة، أمس، عن احتجاز عائلة عراقية آتية من الصين عبر إيران، لكن الفحوصات الأولية لم تثبت إصابة أفراد العائلة بفيروس «كورونا»، وفق تصريحات لوكيل وزارة الصحة حازم الجميلي.
وفي بغداد، عقدت خلية الأزمة العراقية العليا، أمس، اجتماعاً لمناقشة تداعيات انتشار فيروس «كورونا» في إيران، وتأثير ذلك على العراق.
وذكرت وكالة الأنباء العراقية شبه الرسمية (واع) أن «خلية الأزمة عقدت اجتماعاً طارئاً برئاسة وزير الصحة لمناقشة ومتابعة آخر التطورات في إيران بعد الإعلان عن إصابات جديدة بفيروس (كورونا)».
وقالت الوزارة في بيان مقتضب، أمس، إن «الأنباء التي تحدثت عن مطالبة الوزارة بإغلاق المنافذ الحدودية مع إيران، على خلفية ظهور إصابات بفيروس (كورونا)، عارية عن الصحة»، داعية إلى «توخي الدقة في نقل المعلومة واستسقائها من المصادر الرسمية». كما نفت سلطة الطيران المدني العراقية، أمس، صدور قرار بإيقاف الرحلات الإيرانية الآتية إلى العراق.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، خالد المحنا، تحدث عن استعداد وزارته لغلق الحدود مع إيران في حال طلبت وزارة الصحة ذلك.
وفي النجف، نصح محافظها لؤي الياسري، أمس، الأهالي بعدم السفر خارج المحافظة والبلاد، خصوصاً بعد وقوع إصابات بالفيروس في مدينة قم بإيران.
وقال الياسري في بيان إن «الوضع الصحي في النجف مطمئن، وأجهزة حديثة في المطار الدولي لفحص الوافدين بخصوص فيروس (كورونا)»، محذراً «المواطنين من السفر في الوقت الراهن خارج المحافظة والبلاد، خصوصاً بعد وقوع إصابات بالفيروس في مدينة قم المقدسة». وأشار الياسري إلى «تشكيل خلية أزمة (داخل المحافظة) برئاسة مدير الصحة والأطباء الاختصاص لمتابعة الموضوع أولاً بأول».
وتعد محافظة النجف التي يوجد فيها مطار دولي لاستقبال الوفود الدينية من إيران ودول المنطقة، من بين أكثر المحافظات العراقية اهتماماً بالإجراءات المتخذة بشأن فيروس «كورونا»، حيث أعلن فيها عن تشكيل غرفة عمليات برئاسة مدير عام دائرة الصحة ، والعمل على خطة للسيطرة على الأمراض الانتقالية عالية الخطورة عبر افتتاح مركز صحي في المطار، مع سيارات إسعاف مجهزة للعمل استعداداً لنقل حالات الإصابة الطارئة، إلى جانب التنسيق مع مكاتب الجوازات لتوجيه الوافدين من الصين والشرق الأقصى إلى المفرزة الطبية بغرض فحص درجة حرارتهم وملء استمارة رصد «كورونا».
وطالبت السلطات المحلية في محافظة واسط رئاسة الوزراء بإغلاق منفذ «زرباطية» الحدودي مع إيران لتفادي انتقال «كورونا» إلى العراق. وأفادت مصادر طبية في المنفذ الحدودي بتراجع حركة الدخول والخروج بين العراق وإيران إلى مستويات كبيرة. ويقول المعاون الطبي في المركز حسن هادي لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة المسافرين بين البلدين بطيئة جداً في منفذ (زرباطية) وشبه متوقفة في اليومين الأخيرين، وتراجعت حركة التجارة بشكل واضح، خصوصاً بعد إعلان اكتشاف الفيروس في إيران».
ويقول هادي إن «السلطات العراقية اتخذت إجراءات وقائية في المنفذ، وقامت بنصب كاميرات حرارية لاكتشاف المصابين وحجزهم إن وجدوا، وشددت على إجراء الفحص اللازم لجميع الداخلين ومن مختلف الجنسيات».
من جانبه، طالب المرجع الديني فاضل البديري، أمس، الحكومة العراقية بإغلاق الحدود مع إيران بعد تسجيل وفاة شخصين بفيروس «كورونا». كما طالبت النائبة عن محافظة ديالى غيداء كمبش الحكومة العراقية بـ«إغلاق فوري للحدود مع إيران ضمن حدود ديالى في معبري المنذرية ومندلي».
وقالت كمبش في تصريحات صحافية، إن «ديالى هي الأقرب للمدن الإيرانية التي سجلت فيها حالات الإصابة بفيروس (كورونا) مؤخراً».



أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
TT

أميركا تطلب من تركيا الضغط على «حماس» للقبول بوقف النار في غزة

فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)
فيدان وبلينكن في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء مباحثاتهما في أنقرة (الخارجية التركية)

طالبت الولايات المتحدة تركيا باستخدام نفوذها لجعل حركة «حماس» الفلسطينية تقبل مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد البلدان اتفاقهما بشأن ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن.

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، عقب ختام مباحثاتهما في أنقرة (الجمعة): «اتفقنا على تحقيق وقف إطلاق النار بغزة في أسرع وقت ممكن»، لافتاً إلى الجهود التي تبذلها تركيا والولايات المتحدة والشركاء الآخرون في المنطقة من أجل وقف إطلاق النار.

وأضاف فيدان أن «إسرائيل تواصل قتل المدنيين في غزة، وتعمل على استمرار دوامة العنف في المنطقة، وقد اتفقنا على أن تعمل تركيا وأميركا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين للحد من العنف».

وتابع أن العنف المستمر في غزة، أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وأعربت كل من تركيا وأميركا عن قلقهما إزاء الوضع.

جانب من مباحثات فيدان وبلينكن في أنقرة الجمعة (الخارجية التركية)

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه رأى خلال الفترة الأخيرة «مؤشرات مشجّعة» على التقدّم نحو وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف: «ناقشنا الوضع في غزة، والفرصة التي أراها للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار. وما رأيناه خلال الأسبوعين الماضيين هو مزيد من المؤشرات المشجّعة».

وطالب بلينكن تركيا باستخدام نفوذها كي ترد حركة «حماس» بالإيجاب على مقترح لوقف إطلاق النار، مضيفاً: «تحدثنا عن ضرورة أن ترد (حماس) بالإيجاب على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار؛ للمساهمة في إنهاء هذا الوضع، ونُقدِّر جداً الدور الذي تستطيع تركيا أن تلعبه من خلال استخدام صوتها لدى (حماس) في محاولة لإنجاز ذلك».

وكان بلينكن وصل إلى أنقرة، مساء الخميس، والتقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مطار إسنبوغا بالعاصمة التركية، قبل أن يجري مباحثات مع نظيره هاكان فيدان استغرقت أكثر من ساعة بمقر وزارة الخارجية التركية، حيث ركّزت مباحثاته بشكل أساسي على الوضع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والوضع في المنطقة وبشكل خاص التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

جانب من لقاء إردوغان وبلينكن بمطار إسنبوغا في أنقرة مساء الخميس (الرئاسة التركية)

وجاءت زيارة بلينكن لتركيا بعدما زار الأردن، الخميس، لإجراء مباحثات تتعلق بسوريا والوضع في غزة أيضاً.

وتبدي أميركا قلقاً من أن تؤدي التطورات الجديدة إلى مخاطر على أمن إسرائيل، وأن تجد جماعات إرهابية فرصة في التغيير الحادث بسوريا من أجل تهديد إسرائيل، التي سارعت إلى التوغل في الأراضي السورية (في الجولان المحتل) في انتهاك لاتفاقية فض الاشتباك الموقّعة عام 1974، وهو ما أدانته تركيا، في الوقت الذي عدّت فيه أميركا أن من حق إسرائيل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين نفسها ضد التهديدات المحتملة من سوريا.