قيادي في طالبان الأفغانية: توقيع الاتفاق التاريخي مع واشنطن قريباً

أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية يقف في حالة تأهب عند برج حراسة حيث قتل جنديين أمريكيين أول من أمس في منطقة شيرزاد بمقاطعة نانجرهار (رويترز)
أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية يقف في حالة تأهب عند برج حراسة حيث قتل جنديين أمريكيين أول من أمس في منطقة شيرزاد بمقاطعة نانجرهار (رويترز)
TT

قيادي في طالبان الأفغانية: توقيع الاتفاق التاريخي مع واشنطن قريباً

أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية يقف في حالة تأهب عند برج حراسة حيث قتل جنديين أمريكيين أول من أمس في منطقة شيرزاد بمقاطعة نانجرهار (رويترز)
أحد أفراد قوات الأمن الأفغانية يقف في حالة تأهب عند برج حراسة حيث قتل جنديين أمريكيين أول من أمس في منطقة شيرزاد بمقاطعة نانجرهار (رويترز)

قال نائب زعيم حركة طالبان الأفغانية إن الحركة ستوقع قريبا اتفاقا مع الولايات المتحدة لخفض العنف لمدة سبعة أيام، وأضاف أن قيادات الحركة «ملتزمة بالكامل» باحترام الاتفاق «التاريخي».
وكتب سراج الدين حقاني في مقال للرأي في صحيفة «نيويورك تايمز»: «وقوفنا اليوم على أعتاب اتفاق للسلام مع الولايات المتحدة ليس بالإنجاز الصغير»، في أول تصريح علني مهم من قيادي بارز في الحركة بشأن الاتفاق لخفض العنف لمدة أسبوع. وقد يؤدي الاتفاق المبدئي، الذي تم التوصل إليه خلال مفاوضات بين ممثلين عن الولايات المتحدة وعن طالبان في قطر، إلى انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان. وأضاف حقاني، الذي يتزعم أيضا شبكة حقاني التي لها صلات بباكستان، في المقال «تحقيق الاتفاق بكل ما يتضمنه من إمكانات وضمان نجاحه واكتساب سلام دائم سوف يعتمد على احترام بالغ الدقة من الولايات المتحدة لكل التزاماتها». واستمرت الاشتباكات بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان، لكن القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني قال يوم الثلاثاء إن اتفاقا لخفض العنف سيطبق خلال خمسة أيام. وذكر حقاني المخاوف بشأن تحول أفغانستان مرة أخرى لملاذ للمتشددين. وقال إن تلك المخاوف «مبالغ فيها». ورد القصر الرئاسي الأفغاني بحدة على مضمون المقال. وقال صديق صديقي المتحدث باسم القصر الرئاسي لـ«رويترز» «من المحزن أن (نيويورك تايمز) أتاحت تلك المساحة لشخص مدرج في قائمة الإرهاب. هو وشبكته مسؤولان عن هجمات بالغة الوحشية على أفغان وأجانب». وذكر صديقي على «تويتر» أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي أعيد انتخابه في الآونة الأخيرة، التقى بالمبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد للمرة الثانية خلال 24 ساعة اليوم الخميس لمناقشة أمور متعلقة بمحادثات السلام وتفاصيل اتفاق خفض العنف.
وبحسب مسؤول أفغاني كبير، فإن التوقيع قد يتم في 29 فبراير (شباط) في الدوحة، إذا حدث «خفض العنف» المعلن من الأميركيين والمتمردين.
وحقاني الذي كانت رسائله الصوتية النادرة السابقة بلغة الباشتون، كتب هذه المرة بالإنجليزية «نحن على وشك توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة ونحن ملتزمون تماما بتطبيق نص بنوده وروحها». ويعود آخر تسجيل له إلى يونيو (حزيران) 2017.
وأضاف: «الجميع فقد عزيزا عليه. الجميع تعب من الحرب. أنا مقتنع بضرورة انتهاء أعمال القتل والأذى».
وسيفتح الاتفاق بين واشنطن وحركة التمرد، بعد توقيعه، المجال للمرحلة التالية من المفاوضات التي ستكون هذه المرة بين الحركة والحكومة الأفغانية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل. وبعد أن كانت طالبان ترفض في الماضي باستمرار التباحث مع السلطات الأفغانية التي يصفونها بـ«دمية» واشنطن، أبدى حقاني هذه المرة تفاؤلا بشأن مفاوضات محتملة معها.
وكتب: «نحن ملتزمون بالعمل مع باقي الأطراف في ظل روحية الاحترام الصادق للتوافق على نظام سياسي جديد يشمل الجميع».
ومن المسائل المهمة الأخرى مسألة حقوق المرأة التي قال حقاني إنه سيتم احترامها وفق «تعاليم الإسلام». والمشكلة بحسب العديد من المتابعين، تكمن في التأويل المتشدد لتعاليم الدين من طالبان.
كما أكد حقاني أن المتمردين سيمنعون مجموعات متطرفة من اللجوء إلى أفغانستان للضرب خارجها، وهو بند آخر في الاتفاق المرتقب.
وقال: «ليس في صالح أي أفغاني السماح لمثل هذه المجموعات بأخذ بلادنا رهينة وجعلها ساحة حرب». وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي نقدا واسعا لنشر الصحيفة الأميركية للمقال.
وقال رحمن رحماني وهو طيار أفغاني في تغريدة: «لا أكاد أصدق. الرجل الذي قتل مئات من أصدقاء الأميركيين وآلاف الأفغان والمدرج على اللائحة السوداء لمجلس الأمن الدولي ويكرهه الأفغان كافة، ينشر في (نيويورك تايمز)». من جهته، غرد سعد محسني مالك أكبر مجموعة صحافية في أفغانستان «قررت (نيويورك تايمز) أن تضخم وتروج عمليا رسائل الإرهابي الأبرز في العالم، والعضو في (القاعدة)». وأضاف: «أن تُجرى معه مقابلة أمر (يمكن تبريره)، أما تمكين مثل هذا الرجل من التعبير دون نقاش، فهو أمر مخجل». وردا على أسئلة وكالة الصحافة الفرنسية، وصف رحيم الله يوسفزاي الخبير في ملف طالبان المقالة بأنها «تدريب جيد على العلاقات العامة» بالنسبة للمتمردين، حيث «لا توجد منصة (إعلامية) أفضل من (نيويورك تايمز)».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.