بُلّغ المسؤولون اللبنانيون بأن المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين من لبنان إلى ديارهم تواجه صعوبات عديدة لدرجة تعتبر أنها بحكم «الميتة»، ووفقا لأحد المتابعين للاتصالات التي أجرتها موسكو مع بيروت ودمشق والتي سبقت طرحها على مجلس الأمن، فالمبادرة حاليا «مجمدة حتى إشعار آخر» بسبب الشروط والمواصفات التي نشأت في أثناء اتصالات جرت في كواليس المجلس.
وقالت مصادر مواكبة إن دمشق صارحت موسكو بأنه ليس باستطاعتها استضافة النازحين السوريين الذين دمّرت منازلهم ولا يملكون المال لإعادة بنائها. وتبين لموسكو بنتيجة الاتصالات أن واشنطن وباريس ولندن وبكين والدول ذات العضوية الدائمة لدى المجلس «غير مستعدة لتأمين الأموال اللازمة قبل اكتمال الحل السياسي الذي يستوجب المزيد من الاتصالات» في وقت عاد العنف ليحل محل أي اتصالات تؤمن الحل السياسي.
وفي تقرير دبلوماسي ورد إلى بيروت أن القيادة العسكرية الروسية قررت استكمال السيطرة على إدلب والطرق السريعة المؤدية إلى حلب. وأكد المصدر الدبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة يمكن اعتبارها ميتة أو على الأقل غير قابلة للتطبيق. وأضاف أن المشكلة الكبرى تكمن في أن باقي الدول الغنية والمانحة والمؤثرة في القرار الدولي لا تشعر بلبنان، وأن كلفة النزوح السوري إلى لبنان تقدر حتى الآن بقيمة 25 مليار دولار في وقت يمر لبنان فيه بأخطر وأعمق أزمة اقتصادية منذ الاستقلال. وقال إن ما يثيره رئيس الجمهورية ميشال عون وباقي المسؤولين مع كل زائر رسمي أو في أي لقاءات خارج البلاد وفي الأمم المتحدة في نيويورك لا يلقى إلا الثناء على لبنان الذي ينعتونه بالبلد المضياف ولا أكثر من ذلك.
وحذر من الاكتفاء فقط بمن يعود من النازحين بواسطة الأمن العام وأن ذلك يستوجب سنوات طويلة ليعود باقي النازحين إلى ديارهم.
وكشف مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أيد موقف لبنان من ضرورة عودة اللاجئين كلاميا دون أن يعد بتحرك معين مع دمشق لوضع برنامج زمني للعودة.
المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين مجمدة
المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين مجمدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة