مراكز التدريب الرقمية.. الباب الذهبي للتوظيف في أميركا

تجتذب مزيجا ممن يبغون تغيير مساراتهم المهنية والطلاب الباحثين عن أجر جيد

طلاب في مدرسة ديف بووتكامب في سان فرانسيسكو المختصة بالتدريب الرقمي
طلاب في مدرسة ديف بووتكامب في سان فرانسيسكو المختصة بالتدريب الرقمي
TT

مراكز التدريب الرقمية.. الباب الذهبي للتوظيف في أميركا

طلاب في مدرسة ديف بووتكامب في سان فرانسيسكو المختصة بالتدريب الرقمي
طلاب في مدرسة ديف بووتكامب في سان فرانسيسكو المختصة بالتدريب الرقمي

نشأت مؤسسة تعليمية أميركية جديدة، تعرف بمركز تدريب «الترميز» (التكويد)، كمدرسة مهنية للعصر الرقمي، وهي متخصصة في تخريج مطوري البرمجيات.
وتعكس مراكز التدريب الرقمية تلك أخلاقيات الشركات الناشئة: فهي مؤسسات صغيرة وهادفة للربح (حيث تمتد الدراسة فيها من شهرين إلى 4 أشهر)، وبارعة إلى حد كبير (حيث تعمد إلى مراجعة المناهج الدراسية لديها للمواءمة مع متطلبات الصناعة)، وغير مهتمة بدرجات اختبار الكفاءة الدراسية (SAT) أو الدبلومات. وغالبية تلك المؤسسات باهظة الثمن، ولكن بعضهم يقبل حصة من أرباح العام الأول للطلاب الخريجين أو رسوم المكتشفين من أصحاب الأعمال بوصفها مقابل أتعاب.
من الجدير بالذكر، أنه في حين أن غالبية الشباب حديثي السن لا يجدون وظائف، فإن أغلب الخريجين، وخصوصا أولئك القادمين من مراكز التدريب الرقمية الانتقائية الراقية، سرعان ما يعثرون على وظائف ذات رواتب جيدة. ومن واقع استبيان أجري حول 48 مركزا رقميا من تلك المراكز، خلص موقع (Course Report)، وهو دليل على الإنترنت لمراكز التدريب الرقمية، إلى أن 3 أرباع الخريجين عثروا على وظائف، محققين زيادة في الرواتب بواقع 44 في المائة عن رواتبهم قبل الالتحاق بمركز التدريب الرقمي ومتوسط راتب سنوي يبلغ 76 ألف دولار.
يسمح مركز التدريب الرقمي بقبول من 20 إلى 40 طالبا في الدورة الواحدة، ولدى الكثير من تلك المراكز الرقمية دعم من رؤوس الأموال الاستثمارية، وفي شهر مايو (أيار)، بيع مركز (Dev Bootcamp)، الذي بدأ هنا في سان فرانسيسكو ثم توسعت أعماله إلى نيويورك وشيكاغو، إلى شركة (كابلان) للخدمات التعليمية.
ومع أن مدارس التجارة عفا عليها الزمن، فإن الكليات الهادفة للربح غالبا ما توصف بأنها مصانع الطلاب المتسربين من الدراسة، وأن الكليات الأهلية غالبا ما تخفق في تخريج أكثرية الطلاب، وجاء تصاعد مراكز التدريب الرقمية عبر العامين الماضيين إلى إثارة الافتراضات المعارضة للتعليم العالي، بالنسبة لبعض الطلاب الأذكياء من ذوي الدوافع الذاتية العالية على أدنى تقدير.
تتجمع مراكز التدريب الرقمية في منطقة ساوث أوف ماركت، وهي مركز شركات البرمجيات الناشئة. ولكن 60 مدرسة من تلك المدارس كانت قد بدأت في العمل في مختلف أرجاء البلاد منذ عام 2012. لتجذب الطلاب بوعود أن أي شخص – حتى أولئك الذين ليست لديهم خلفية حاسوبية مسبقة – يعمل بجد يمكنه التعلم والتأهل لشغل وظيفة في مجال تطوير البرمجيات في تلك الصناعة التواقة إلى مواهب البرمجة.
وفي إحدى الليالي مؤخرا في (Dev Bootcamp)، حيث تنتهي الفصول الدراسية رسميا بحلول الساعة السادسة مساء، وغادر أعضاء هيئة التدريس منذ فترة طويلة، كانت إحدى الغرف الدراسية في الطابق السادس لا تزال تعمل حتى التاسعة مساء، حيث يشغلها الطلاب الجالسون في أزواج، منهمكين في مشروعاتهم.
تقول شاكرا ايف (31 عاما)، التي قبل 3 شهور كانت تعمل خياطة ملابس «إنها ساعات كثيرة، إنه أمر مرهق، وفي كل أسبوع أظن أنني لن أستطيع الاستمرار. ولكنني أتعلم الكثير بمرور كل أسبوع، وإنه لأمر مثير للغاية أن تتمكن من تصميم تطبيقك الخاص».
تتكلف غالبية مراكز التدريب الرقمية 1000 دولار في الأسبوع أو أكثر، وهي تجتذب مزيجا ممن يبغون تغيير مساراتهم المهنية – مثل المحامين، أو الاستشاريين، أو الممثلين – وكذا الطلاب الذين تركوا كلياتهم ليتعلموا التكويد (لغة الترميز)، ويبحثون عن مسار سريع في وظائف ذات أجر جيد. يقول السيد أنتوني بي. كارنيفل، مدير مركز التعليم والقوى العاملة لدى جامعة جورج تاون، بأنه في الاقتصاديات الصناعية القديمة كان مثل ذلك التدريب يجري داخل الوظيفة ذاتها، ولكن الاقتصاد الحالي يعتمد على مدارس ما بعد المرحلة الثانوية لإعداد الطلاب لسوق العمل. ولا تمتلك معظم الكليات برامج متخصصة وجاهزة لتعليم الطلاب كيفية كتابة البرامج.
ويضيف قائلا: «إن الدراسة تطبيقية للغاية، وعملية للغاية، ومختصرة للغاية حتى يمكن إدراجها بسهولة في المناهج الدراسة للكليات. انظر إليها كمكان تتفوق فيه التكنولوجيا على التعليم».
إن نماذج الإيرادات المدرسية تتباين بشكل كبير. حيث الدراسة مجانية في (App Academy) المتواجدة في سان فرانسيسكو ونيويورك، ولكنها تأخذ 18 في المائة من رواتب العام الأول للخريجين، مع تخفيض بقيمة 5000 دولار لأولئك الذين يعثرون على وظائف لدى صاحب عمل من شركاء الأكاديمية. ولكن المصروفات الدراسية لدى (Flatiron School) في نيويورك تبلغ 12 ألف دولار، مع إعادة مبلغ 4000 دولار للطلاب الذين يعثرون على وظائف لدى صاحب عمل من شركاء الأكاديمية. (ويُطلب من أصحاب الأعمال كذلك سداد نسبة 15 في المائة إلى المدرسة من رواتب العام الأول للطلاب).
تقدم الكثير من المدارس تخفيضات للنساء والأقليات. وبعضها يقبل نسبة أقل من 10 في المائة من المتقدمين، والذين يجري اختبارهم من خلال مقابلات شخصية وتدريبات على التكويد تُجرى على تطبيق (Skype) للتواصل الاجتماعي.
من خلال العمل لمدة 10 ساعات يوميا، فإن طلاب مراكز التدريب الرقمية يغطون المناهج الدراسية المطلوبة في فصل دراسي كامل خلال 4 أيام، على حد قول آن سبالدينغ، التي تركت وظيفة دائمة في مجال علوم الحاسوب لتدرس لدى مدرسة (Dev Bootcamp).
وتقول أيضا «إنها طريقة أكثر تفاعلية للتعلم، من خلال المشروعات، وإنني انبهر فعلا بما تقدمه كل مجموعة من الطلاب في مشروعات تخرجهم. إن هدفي خلال السنوات الـ10 المقبلة، أن تكون مراكز التدريب الرقمية جزءا من منظومة التعليم العالي».
أكثر مراكز الرقمية الانتقائية تستحوذ على ما يقرب من 100 في المائة من معدلات الوظائف ومتوسط رواتب يتراوح بين 85 ألف دولار و100 ألف دولار (وهو معدل منخفض في نيويورك عنه في سان فرانسيسكو). ولكن تلك الأرقام مبلغ عنها بصفة ذاتية، وبعضهم يعد الوظائف المؤقتة وفترات التدريب مثل الوظائف الثابتة. وعند نقطة ما، سوف يتشبع سوق العمل، ولكنه حتى الآن يظل الطلب على المبرمجين الماهرين كبيرا. تقول بيثاني مارزويسكي من موقع (Stack Overflow Careers)، وهو موقع مختص بوظائف الحاسوب والبرمجيات «هناك في الغالب 5 وظائف لكل مطور من مطوري الشبكات. وإنها من أصعب الوظائف حاليا». وتعرف اليسا رافاسيو المشكلة. حيث أسست مدرسة (Hipcamp)، التي تساعد الناس على تخير مواقع المراكز في ولاية كاليفورنيا، بعدما أنهت دراستها في (Dev Bootcamp) العام الماضي.
وتقول السيدة رافاسيو «إنها حرب المواهب، وخصوصا بالنسبة لأولئك الذين تنقصهم سنوات الخبرة الطويلة. حاولت تعيين اثنين من رفاقي في الفصل الدراسي، ولكنهم كانت لديهم وظائف وهم سعداء بها للغاية».
يتعين على طلاب مدرسة (Dev Bootcamp) قضاء 9 أسابيع ليتمرسوا في الأساسيات بمجهودهم الشخصي قبل البدء في برنامج الطلاب المقيمين ذي الـ9 أسابيع كذلك. وهناك مجموعة جديدة من الطلاب تبدأ الدراسة كل 3 أسابيع، ويمكن للطلاب المتخلفين إعادة الوحدة التدريبية ذات الـ3 أسابيع مجانا.
يقول أيان روت، وهو معلم مدرسي سابق، متذكرا تجربته لدى مدرسة (Dev Bootcamp): «كنت في نهاية المجموعة عندما بدأت الدراسة، وكان لزاما علي العمل لمدة 100 ساعة للمحافظة على مستواي بين الطلاب».
والآن، هو مدرس للفترة المسائية، يجلس في هدوء، ينتظر قدوم الطلاب إليه، بحواسيبهم المحمولة على أيديهم، يطلبون المشورة حول مواطن الخطأ في أكوادهم. وينظر السيد روت باهتمام في شاشات الحواسيب، ثم يقدم اقتراحا ما أو يرجع بهم بضعة خطوات إلى الوراء.
تضم مجموعة السيد روت طالبا في العشرينات من عمره لم ينه دراسته الجامعية وآخر خريج جامعة هارفارد الذي في وقت لاحق عاد إلى تلك الشركة التي كان يعمل فيها، ولكن بوصفه مبرمجا.
التحق بعض من الطلاب في مراكز التدريب الرقمية بفضول لدراسة الحاسوب في الكليات، ولكنهم أدركوا أنهم تعلموا الكثير من الأمور النظرية واللوغاريتمات، ولكنهم لم يصلوا إلى حد البراعة في (Ruby) أو (JavaScript)، وهي لغات البرمجة المفضلة في صناعة البرمجيات، أو يجنون خبرات واقعية في بناء التطبيقات.
يقضي طلاب المراكز الرقمية وقتهم يعملون في أزواج في المقاعد المشتركة، ويتناوبون دور «القائد»، الذي يكتب سطور الأكواد، و«الملاح»، الذي يراجع السطور ويقترح التعديلات.
في حين يدفع المشككون أن بضعة أسابيع في مركز التدريب ليست كافية لتخريج مطور برمجيات فعال، إلا أن بعض أصحاب الأعمال يرفضون ذلك الطرح. حيث عين موقع (Indiegogo)، وهو متخصص في تمويل المشروعات ومقره في سان فرانسيسكو، 6 من الموظفين من خريجي مراكز التدريب الرقمية، وقد وصفهم السيد فيكتور كوفاليف، نائب الرئيس للشؤون الهندسية، بأنهم «رائعون».
ويقول السيد كوفاليف «إنه أمر مؤثر للغاية أن تتوقف حياتك لفترة ما تتعلم خلالها الهندسة في مركز من مراكز التدريب. إن مهندسي مراكز التدريب الرقمية يتمتعون بقدر واف من الذكاء، ولديهم محفزات قوية، ومتحمسون جدا لأن يصبحوا مهندسين».
تؤكد غالبية مراكز التدريب الرقمية على أن مطوري البرمجيات في حاجة إلى ما هو أكثر من الخبرات الفنية، ويهدفون إلى تطوير قدرات الطلاب على العمل مع مختلف الشركاء ومواجهة تحديات جديدة.
يقول آدم اينبار، رئيس والشريك المؤسس في مدرسة (Flatiron)، التي كما يقول تقبل 6 في المائة من المتقدمين فقط «إننا نفعل كل شيء مجنون هنا لكي نبقي الطلاب في مرحلة البداية، مثل تعليمهم كيفية فك الأقفال، أو لعبة طي الورق (اوريغامي)، أو اليوغا».
وفي هذا الصيف، جنبا إلى جنب مع الدورات العادية في مقر شركة (Flatiron) في جنوب مانهاتن، التحقت مجموعة أغلبها من النساء في بروكلين بالدورة التدريبية مجانا من خلال برنامج التدريب الوظيفي في مدينة نيويورك.
تقول كيت بريندر، وهي خريجة كلية برنارد المتخصصة في الفيزياء الفلكية وعملت في وظيفة شبه قانونية قبل الالتحاق ببرنامج بروكلين «كانت تجربة رائعة. كثيرا ما أحببت المنطق، ولكنني فوجئت بالقدر الذي أحببت به ذلك. حتى أنني ظننت أنني مبتدئة، أعرف أن ذلك هو ما أود القيام به».
وبعد شهر من التخرج – عندما بدأ نصف الطلاب في الفصل الدراسي خاصتها في وظائف جديدة – كانت السيدة بريندر لا تزال في المقابلات الشخصية ولكن ذلك لم يثبط من عزيمتها.. وقالت: «لدي 3 مقابلات شخصية الأسبوع المقبل. ويحتاج الأمر مقابلة واحدة فقط».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».