السعودية تعزز صناعاتها وقطاعاتها غير النفطية ببنك {الصادرات}

خبراء: المصرف سيدعم تنافسية المنتج الوطني في الأسواق العالمية

السعودية تقر إنشاء بنك مستقل لتمويل الصادرات والواردات (الشرق الأوسط)
السعودية تقر إنشاء بنك مستقل لتمويل الصادرات والواردات (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تعزز صناعاتها وقطاعاتها غير النفطية ببنك {الصادرات}

السعودية تقر إنشاء بنك مستقل لتمويل الصادرات والواردات (الشرق الأوسط)
السعودية تقر إنشاء بنك مستقل لتمويل الصادرات والواردات (الشرق الأوسط)

أكد مختصون، أن خطوة السعودية لإطلاق بنك الاستيراد والتصدير، سيعزز التدفقات التجارية، وسيمكّن القطاع الصناعي في المرحلة المقبلة من لعب دور أكبر، ورفع جودة الإنتاج وتنافسيته في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى الإسهام لزيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16 في المائة إلى 50 في المائة.
وكان مجلس الوزراء السعودي أقر مؤخراً الموافقة على تنظيم بنك التصدير والاستيراد السعودي، حيث أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، أن بنك التصدير والاستيراد السعودي سيكون له دور بارز ومؤثر في تحقيق إحدى مستهدفات «رؤية المملكة 2030».
وأشار الخريف إلى أن بنك التصدير والاستيراد سيكون داعماً للقطاع الصناعي الذي تعول عليه الدولة في تعزيز التنمية، موضحاً أن العمل سيتم على تحديد رأس مال البنك اللازم لتمكين بنك التصدير والاستيراد من أداء مهامه وأهدافه المأمولة بدعم المصدرين بما يتناسب مع احتياجاتهم، ويعتمد من صندوق التنمية الوطني.
من جهته، قال الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس الغرف السعودية السابق ورئيس مجلس إدارات شركات صناعية كبرى في السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «إطلاق بنك الاستيراد والتصدير، يعدّ من أهم الضروريات للقطاع الصناعي في المرحلة المقبلة»، منوهاً بأن المنافسة على المستوى العربي كبيرة، حيث كل الدول تقدم مساعدات لإنعاش صادراتها. وأضاف الزامل: «في السابق، كان لدينا برنامج صادرات، غير أنه لم يكن متخصصاً، وأما الآن مع بنك الاستيراد والتصدير في ظل الحراك المحكوم في أجهزة الدولة المختلفة، أعتقد أن ذلك سيعزز تدفقات التجارة السعودية، على نطاق أوسع في ظل الإمكانات المتاحة».
وأوضح الزامل، أن هذا البنك بهذه الصفة سيعمل على تقصير الطريق للقطاع الصناعي؛ لأنه يسهل لأصحاب القطاع التفاهم معهم في هذا الجانب، خاصة أن البنك يلمّ بتفاصيل احتياجات هذا القطاع.
وأفاد بأن البنك المنتظر سيمكن القطاع الصناعي من لعب دور أكبر من حيث إسهامه في الناتج المحلي، مشيراً إلى قوة إسهام القطاع بوجود أنشطة ضخمة ومنتجة كالبتروكيماويات، والكهرباء، والأغذية، والأدوية، ومواد البناء التي تعزز مكونات الدخل غير النفطي في الخزينة السعودية.
ولفت الزامل إلى أن أهمية الصادرات تبرز في تحفيز إنتاجية المصانع، وتعزز عنصر التنافسية بينها، مشيراً إلى أن تأسيس بنك الاستيراد والتصدير، يعكس الفلسفة الجديدة في العمل الحكومي، التي تدعم القطاع الخاص وتسرع من تلبية طلباته.
وأكد الزامل، أن بنك الاستيراد والتصدير، لن يموّل فقط الصادرات، بل أيضاً يعزز الخدمات والتقنية، وهذا – في رأيه - مهم للسوق الخليجية ولسوق دول الجوار، منوهاً بأنه بالنظر للعراق، فإن الأخير مهم للسوق السعودية، وبالتالي فإن البنك سيقدم فرصاً رائعة بجانب الأسواق العربية والأفريقية والإسلامية، وغيرها.
من ناحيته، أكد الدكتور عبد الرحمن باعشن، رئيس مركز الشروق للدراسات الاقتصادية بجازان، لـ«الشرق الأوسط»، أن إطلاق بنك للتصدير والاستيراد يعزز التدفق التجاري السعودي داخلياً وخارجياً، ويخلق تنافسية عالية بين المنتجين الصناعيين؛ الأمر الذي يثمر عن منتجات بجودة وتنافسية، قادرة على اقتحام الأسواق العالمية.
وشدد باعشن على أن بنك التصدير والاستيراد، سيوفر منصة قوية لتحقيق برامج «رؤية السعودية 2030»، من خلال الإسهام في زيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16 في المائة إلى 50 في المائة على الأقل من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي في عام 2030، مشيراً إلى أن البنك سيمكّن القطاع الصناعي من تحقيق مستهدفات تعزيز التنمية.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».