تركيا: قصف ميناء طرابلس «تحرّش» ورددنا عليه بالمثل وأكثر

TT

تركيا: قصف ميناء طرابلس «تحرّش» ورددنا عليه بالمثل وأكثر

أعلنت تركيا أنها ردت على قصف الجيش الوطني الليبي على ميناء طرابلس، بعد تفريغ سفينة تركية شحنة أسلحة في مخزن يقع بالميناء. ووصف المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، الهجوم بأنه «تحرش»، مؤكداً أنه «تم الرد عليه بالمثل وأكثر».
وقال كالين في مؤتمر صحافي ليلة أول من أمس، عقب اجتماع الحكومة التركية برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، إن الحكومة «بحثت حادث الاعتداء على ميناء طرابلس... لقد كان هجوماً فاشلاً، بقصد التحرش، وتم الرد عليه بالمثل وأكثر على الفور... ويمكننا القول بأن الوضع هدأ تماماً».
واتهم كالين الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بأنه يواصل كل يوم «خرق وتخريب» خريطة الطريق في ليبيا، التي طرحتها الأمم المتحدة واتفقت عليها دول عدة، وتعطيل حقول النفط وإلحاق الضرر بالاقتصاد الليبي، قائلاً إن «صمت المجتمع الدولي حيال هذه الغطرسة يدعو للتساؤل... ورغم كل القرارات، يتلقى حفتر المساعدات العسكرية».
وكان الجيش الوطني الليبي قد استهدف ليل الاثنين – الثلاثاء مخزن أسلحة بميناء طرابلس بقذائف صاروخية، بعد تفريغ سفينة تركية أولى لشحنة أسلحة، ودفع القصف السفينة الثانية للمغادرة سريعاً. وقد حذرت مصادر استخباراتية ليبية، الاثنين، من وجود أربع سفن تركية قرب مياه العاصمة طرابلس، محملة بشحنات أسلحة لصالح ميليشيات السراج، قائلة إن شحنة الأسلحة التركية القادمة إلى طرابلس «هي الأكبر، وقد تتسبب في كوارث إنسانية».
وبخصوص إعلان الاتحاد الأوروبي إطلاق مهمة لمراقبة ومتابعة حظر الأسلحة في ليبيا، قال المتحدث التركي «إنه لا ينبغي إجراء هذه المتابعة إلا تحت مظلة الأمم المتحدة، وبالتشاور مع حكومة الوفاق الوطني، كما هو موضح بشكل صريح في قرارات الأمم المتحدة». لافتاً إلى أن هذا مدرَج في قرارات الأمم المتحدة كقاعدة ملزمة. وشدد المتحدث ذاته على أنه من الضروري «إلقاء نظرة فاحصة للغاية على مكان دخول هذه الأسلحة والميليشيات إلى ليبيا، ونؤكد هنا ضرورة السيطرة بشكل خاص على المناطق الشرقية والجنوبية، حيث يرى المجتمع الدولي بأسره كيف جاء الدعم العسكري ودعم الأسلحة من المواقع المعروفة، عبر الطائرات والسفن بالإضافة إلى المرتزقة، وكيف أن هذا الدعم قوّض العملية العسكرية والسياسية في ليبيا». موضحاً أنه «يتعين على الأمم المتحدة خاصة، والبلدان ذات الصلة والبلدان المجاورة، مثل الجزائر وتونس، وغيرهما من البلدان المشاركة في العملية، اتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء هذه الانتهاكات».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.