«النهضة» التونسية: عدلوا الحكومة المقترحة قبل انقضاء الآجال

TT

«النهضة» التونسية: عدلوا الحكومة المقترحة قبل انقضاء الآجال

طالب حزب حركة النهضة الإسلامية في تونس، أمس، بتعديلات داخل حكومة إلياس الفخفاخ المقترحة، قبل ساعات من انقضاء الآجال الدستورية، وقبل اتخاذ موقفه الرسمي بشأن التصويت في البرلمان.
ويطالب الحزب الفائز في الانتخابات التشريعية، التي أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بحكومة سياسية موسعة «لا تقصي أحداً»، كما أعلن تحفظه على طريقة توزيع الحقائب الوزارية.
وقال عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس الشورى، وهو الهيئة الأعلى في الحزب، إن الحكومة الحالية «لا ترتقي إلى حكومة وحدة وطنية لا تقصي أحداً». وأضاف الهاروني في مؤتمر صحافي أمس: «من خلال المفاوضات حصل تقدم، وتعهد بأن يتقدم رئيس الحكومة المكلف باتجاه الانفتاح وإدماج أطراف جديدة في الحكومة، في اتجاه الوحدة الوطنية؛ لأن في ذلك مصلحة عليا للبلاد». مبرزاً أن هناك تقدماً في مراجعة تشكيل الحكومة، وتوزيع المسؤوليات. غير أنه لم يتم تحديد القائمة النهائية للوزراء حتى الآن.
وتابع رئيس المجلس: «لم تصلنا قائمة نهائية تعبر عن اختيار رئيس الحكومة المكلف، وننتظر القائمة لاتخاذ الموقف النهائي من الحكومة، ومن وثيقة التعاقد حول البرنامج الحكومي. ونحن يهمنا البرنامج قبل الحقائب».
ويتعين على الفخفاخ إعلان حكومته قبل إشعار البرلمان بجلسة التصويت المقررة اليوم (الخميس).
وكان الرئيس قيس سعيد، وهو أستاذ قانون دستوري متقاعد، قد أعلن في وقت سابق أن فشل تشكيل الحكومة سيقود البلاد إلى حل البرلمان، وإجراء انتخابات جديدة، بحسب ما ينص عليه الفصل 89 في الدستور، وهو خيار سيكون مكلفاً للديمقراطية الناشئة في ظل الصعوبات الاقتصادية.
تكثفت الاتصالات والمشاورات أمس مع انتهاء المهلة الدستورية لتشكيل الحكومة، حيث سعت أطراف سياسية ونقابية عدة إلى حلحلة الأزمة السياسية، والتوصل إلى توافق حول الحكومة الجديدة لضمان نيلها ثقة البرلمان قبل عرضها على الرئيس قيس سعيد، باعتباره الطرف الذي كلف الفخفاخ تشكيل الحكومة.
وحاول الفخفاخ أمس تقريب وجهات النظر، وبحث صيغ «لا تغضب» الأحزاب السياسية المشاركة في الائتلاف الحاكم، وتراعي موازين القوى بالنسبة للمنظمات النقابية والأحزاب، التي قد تنضم إلى المعارضة، حيث ركز اهتمامه على حركة النهضة، المنسحبة من المشاورات بدعوى المطالبة بحكومة وحدة وطنية موسعة، في حين سعى الفخفاخ لتشكيل حكومة مصغرة، واستثناء حزب «قلب تونس» و«الحزب الدستوري الحر» من المشاورات.
وحول موقف «النهضة» من مشاورات اللحظات الأخيرة، أكد الهاروني أن حزبه «سيعمل على تجنيب تونس فرضية حل البرلمان، وإجراء انتخابات برلمانية سابقة لأوانها في حال فشلت حكومة الفخفاخ في نيل الثقة»، مؤكداً أن الانتخابات المبكرة ستكبد البلاد مزيداً من الجهد والوقت، وستثقل ميزانية الدولة. منتقداً في المقابل الحكومة المقترحة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.