إسبانيا تقرر إنهاء وجودها الإداري بالصحراء

قررت إغلاق «دار إسبانيا» بالعيون ونقل صلاحياتها لقنصليتها في الرباط

TT

إسبانيا تقرر إنهاء وجودها الإداري بالصحراء

قررت السلطات الإسبانية إغلاق «دار إسبانيا» بالعيون، كبرى مدن الصحراء المغربية، التي تعد آخر امتداد للإدارة الإسبانية فيها، ونقل صلاحياتها فيما يتعلق بالإجراءات وتسليم الوثائق الإدارية للمواطنين الإسبان، والمغاربة حاملي الجنسية الإسبانية المقيمين في المحافظات الصحراوية، وغيرهم من ذوي الحقوق إلى القنصلية العامة لإسبانيا في الرباط.
وشكّل القرار الذي دخل حيز التنفيذ بداية الأسبوع الحالي مفاجأة بالنسبة لشرائح السكان المعنيين. وتوجد «دار إسبانيا» في مبنى قديم بمدينة العيون، كان يستعمله الجيش الإسباني قبل استرجاع المغرب محافظاته الصحراوية في 1975.
وتلعب «دار إسبانيا» دور المحافظة بالنسبة للإسبان والصحراويين حاملي الجنسية الإسبانية؛ إذ تسلم شهادات الولادة ووثائق السفر والهوية، وكل الإجراءات المعقدة المتعلقة باكتساب الجنسية الإسبانية بالنسبة للصحراويين المولودين في الصحراء خلال الفترة الاستعمارية، أو نقلها من الآباء إلى الأبناء. إضافة إلى الإجراءات الإدارية لقدماء موظفي الإدارة الإسبانية خلال فترة استعمارها الصحراء، بما في ذلك تدبير ملفات المعاشات والتقاعد والتغطية الصحية، وغيرها من الخدمات الاجتماعية لهذه الشريحة، التي تتكون في غالبيتها من أشخاص مسنين وأرامل وأبنائهم.
واشتهرت «دار إسبانيا» في العيون بإيوائها الأرشيف الصحراوي لإسبانيا، خصوصاً الوثائق المتعلقة بالإحصاء الأخير لسكان الصحراء، الذي أجرته السلطات الإسبانية قبل جلائها منها، الذي اعتمدته الأمم المتحدة أساساً لتنظيم استفتاء الصحراء قبل سنوات.
وتعرف «دار إسبانيا» رواجاً يومياً؛ نظراً للدور الإداري الذي تقوم به. وقد أثار توقيف عملها جدلاً كبيراً وسط سكان المحافظات الصحراوية؛ إذ قال عبد الكبير تاغية، رئيس جمعية الساقية الحمراء للهجرة والتنمية، إن القرار كان مفاجئاً، مشيراً إلى أن الكثير من المعنيين أشخاص مسنون سيكون من الصعب عليهم تحمل مشاق التنقل إلى الرباط لإنجاز إجراءاتهم الإدارية.
وأضاف تاغية موضحاً: «هناك حديث عن احتمال فتح قنصلية إسبانية في العيون. وبالنظر لعدد المواطنين الإسبان في المنطقة والرواج اليومي، الذي كانت تعرفه (دار إسبانيا)، فإن هذا الأمر غير مستبعد، خصوصاً أن هناك مصالح مواطنين إسبان تقتضي ذلك».
غير أن حمداني مولاي بوبكر، الباحث الصحراوي المتخصص في السياسة الخارجية الإسبانية، أشار إلى أن افتتاح القنصلية الإسبانية في العيون، رغم أنه وارد نظراً لأهمية المصالح المعنية، فإنه سيكون صعب المنال في ظل الحكومة الحالية، التي تتكون من ائتلاف حزبي واسع يضم أحزاباً يسارية، وأخرى يمينية متطرفة تساند جبهة البوليساريو الانفصالية. إلا أنه يرى في المقابل أن افتتاح قنصلية إسبانية في العيون أمر محتمل جداً في سياق التحولات، التي تعرفها المنطقة، وإقدام ثماني دول أجنبية على فتح قنصليات في محافظتي العيون والداخلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.