«القائمة المشتركة» تتوجه لـ«المظلومين» من اليهود الروس والإثيوبيين

TT

«القائمة المشتركة» تتوجه لـ«المظلومين» من اليهود الروس والإثيوبيين

توجهت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية في إسرائيل إلى الجمهور الواسع لليهود المتدينين والروس والإثيوبيين، باللغات العبرية والإيدش والأمهرية، تطلب أصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 2 مارس (آذار) المقبل.
وقال رئيس هذه القائمة، النائب أيمن عودة، إن هناك كثيراً من المظلومين اليهود الذين يعانون من القمع والتمييز والإكراه، ويجب علينا أن نكون عنوانهم. وأضاف: «صحيح أن جمهورنا العربي هو الضحية الأولى لسياسة التمييز والقمع والاضطهاد، ولكن هذا لا ينسينا بقية الضحايا، وينبغي أن نوحد صوتنا مع أصواتهم لإسقاط حكومة اليمين العنصري».
وظهرت في الأيام الأخيرة لافتات دعاية انتخابية واسعة للقائمة المشتركة في مدن يهودية كبيرة، مثل بني براك، ومدينة اليهود المتدينين الأشكناز، وبيتح تكفا وهرتسليا وتل أبيب، مدن العلمانيين اليهود، وبيت شيمش، مدينة اليهود الشرقيين المتدينين واليهود الإثيوبيين، وغيرها. وقد توجهت إليهم بـ3 لغات يستخدمها هؤلاء، بالإضافة إلى العبرية، هي الإيدش (وهي خليط من اللغات الألمانية والبولندية والعبرية، يستخدمها يهود أوروبا حتى اليوم في إسرائيل والخارج)، واللغة الأمهرية (للإثيوبيين)، والروسية (لليهود الروس). وتتناول هذه الإعلانات مواضيع ملائمة لمطالب هذه الشرائح السكانية.
وجاء في الإعلانات للمتدينين بالإيدش: «في القائمة المشتركة، يوجد لك صوت ضد الخدمة العسكرية الإجبارية»، وفي الإعلانات للروس: «في القائمة المشتركة، يوجد لك صوت لأجل المساواة والحقوق الاجتماعية»، وفي الإعلانات للإثيوبيين: «في القائمة المشتركة، يوجد لك صوت ضد عنف الشرطة».
وقال عودة، تعقيباً على هذه الحملة: «نحن بالتأكيد نريد أصوات اليهود أيضاً، ولا نكتفي بأصوات العرب، ولدينا حتى الآن آلاف قليلة من أصواتهم، وبإمكاننا أن نستقطب المزيد. ولكن الأهم من الأصوات هو المضمون السياسي لتوجهنا. ففي حين نجد أن الأحزاب الصهيونية تحرض علينا، وتعد الائتلاف معنا شيئاً محرماً، واليمين يتهم غانتس بالتخطي لتشكيل حكومة تستند إلى أصواتنا، وغانتس يتنكر لذلك، كما لو أنه جريمة، فإننا نطرح بديلاً سياسياً وأخلاقياً معاكساً، ونقول إننا نطرح أنفسنا عنواناً لكل المظلومين والمنبوذين في المجتمع الإسرائيلي، ونحن منبر لكل الشرائح الاجتماعية، والصوت المعبر بصدق عن حقوق الإنسان وكرامته، أياً كانت ديانته وعقيدته وهويته القومية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.