الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة بسبب المعارك في جنوب السودان

وفد من الاتحاد الأفريقي يبحث في القاهرة تطورات الأوضاع بالسودان

الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة بسبب المعارك في جنوب السودان
TT

الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة بسبب المعارك في جنوب السودان

الأمم المتحدة تحذر من حدوث مجاعة بسبب المعارك في جنوب السودان

قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، مساء أول من أمس، إن «المساعدات وبعض المحاصيل البسيطة ساعدت على تفادي حدوث مجاعة في جنوب السودان»، لكنه قال إن «أي معارك أخرى ربما تترك الملايين عرضة لمجاعة شديدة العام المقبل».
وحذرت الأمم المتحدة في مايو (أيار) الماضي، من أن زهاء 4 ملايين شخص سيكونون على شفا التضور جوعا بحلول نهاية 2014 بعد أن هددت أشهر من القتال المحاصيل، وأغلقت عدة برامج للإغاثة.
وبهذا الخصوص قال إيدي رو، نائب مدير فرع برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، إن «وكالات تنمية دشنت حملة مناشدة ضخمة لتفادي المجاعة».
ولقي نحو 10 آلاف شخص حتفهم، وشرد أكثر من مليون مواطن منذ اندلاع القتال بين قوات حكومة الرئيس سلفا كير والمتمردين المتحالفين مع نائبه السابق، ريك مشار، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع هاجم المتمردون بلدة بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة، ليكسروا هدوءا نسبيا استمر منذ أشهر خلال موسم الأمطار؛ حيث تجعل الطرق الموحلة عمليات الاشتباكات والاقتتال ونقل المعدات، أمرا شبه مستحيل. وفي هذا الصدد قال دبلوماسيون إن «حلول موسم الجفاف الشهر المقبل قد يؤدي إلى اندلاع مزيد من المعارك، رغم أن كلا الطرفين التزم بوقف إطلاق النار في مايو الماضي».
وقال رو إن «الحصاد في الولايات الـ3 الأكثر تضررا من العنف، وهي: جونقلي، والوحدة، وأعالي النيل، كان محدودا؛ مما يعني أن الغذاء المحلي قد يبدأ في النفاد قريبا»، وأضاف موضحا: «كمية الغداء التي ستكون متاحة على مستوى كل بيت ستستنفد بحلول ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني) المقبل، وهذا يعني أنه لن يكون لدينا سوى عدد كبير من الناس دون طعام، اعتبارا من يناير وحتى مارس (آذار)، بناء على توقعات ومؤشرات نجمعها».
من جهة ثانية، وصل إلى القاهرة، أمس، وفد من الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق، ثابو مبيكى، قادما من إثيوبيا في زيارة لمصر تستغرق 3 أيام، وذلك في إطار جولة تشمل الخرطوم. وقالت مصادر مطلعة إن «الوفد سيلتقي خلال زيارته مع كبار المسؤولين المصريين وشخصيات المعارضة السودانية لبحث آخر تطورات الوضع بين السودان ودولة جنوب السودان، وبحث ملف الحوار الوطني السوداني».
وأضافت المصادر أن «الوفد سيبحث مختلف القضايا الأفريقية، خصوصا في ليبيا والتعرف على ما يمكن أن تقدمه مصر لتحقيق الاستقرار والأمن في بعض المناطق الملتهبة في القارة السمراء».
يذكر أن مبيكي تولى عملية المفاوضات بشأن الحوار الوطني السوداني بتفويض من الاتحاد الأفريقي وبدعم إقليمي ودولي، بعد أن كانت مهمته مقتصرة على التفاوض بين الخرطوم وجوبا، والخرطوم والحركة الشعبية.



«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
TT

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)

اعتقلت وحدة من مقاتلي «فاغنر» الروسية الخاصة 6 مدنيين موريتانيين على الأقل في إحدى القرى الواقعة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإعلامية موريتانية، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن مجموعة من مقاتلي «فاغنر» دخلوا قرية لقظف، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة باسكنو، أقصى جنوب شرقي موريتانيا، غير بعيد عن الحدود مع دولة مالي. مؤكدةً أن جميع سكان قرية لقظف يحملون الجنسية الموريتانية، رغم أن القرية تقع داخل شريط حدودي «غير مرسَّم»، وبالتالي تتداخل فيه صلاحيات البلدين: مالي وموريتانيا.

موريتانيان معتقلان من طرف مجموعة «فاغنر» (إعلام محلي)

وبسبب غياب ترسيم الحدود، نفَّذ الجيش المالي المدعوم من قوات «فاغنر»، خلال العامين الأخيرين، عمليات عسكرية كثيرة داخل الشريط الحدودي، ضمن ما تطلق عليه مالي «مطاردة العناصر الإرهابية»، لكنَّ هذه العمليات راح ضحيتها عشرات المدنيين الموريتانيين.

اقتحام واختطاف

وصفت المصادر المحلية ما حدث أمس في القرية بأنه «عملية اختطاف» تعرَّض لها ستة مواطنين موريتانيين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء «المختطفين»، وكان بعضهم يحمل بطاقة تعريفه الموريتانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن قوات «فاغنر» اقتحمت القرية خلال تنظيم سوق محلية أسبوعية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص في الهواء، قبل أن يجمعوا رجال القرية، ويقرروا توقيف 7 أشخاص، أفرجوا عن واحد منهم لاحقاً، كما صادروا خمس سيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء، تعود ملكيتها إلى رجال من القرية.

في غضون ذلك، نشرت الصحافة المحلية أن قوات «فاغنر» نقلت الموقوفين الستة إلى مدينة نامبالا، داخل أراضي مالي، وسلَّمتهم للجيش المالي، وسيجري نقلهم إلى العاصمة باماكو، «تمهيداً لإطلاق سراحهم»، على حد تعبير صحيفة محلية.

رعب «فاغنر»

خلال العامين الأخيرين قُتل عشرات الموريتانيين على يد الجيش المالي وقوات «فاغنر» الروسية، داخل الشريط الحدودي بين البلدين، وحتى داخل أراضي مالي، وهو ما أسفر عن برود في العلاقة بين البلدين، كاد يتطور إلى قطيعة نهائية.

وقُتل أغلب هؤلاء الموريتانيين بطرق بشعة، من بينها الحرق والدفن في قبور جماعية، مما أشعل موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، لكنَّ الماليين برَّروا ذلك بالحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، والتي دعت الموريتانيين إلى اصطحاب هوياتهم، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

قوات موريتانية على الحدود مع مالي (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من عامين، تجري معارك عنيفة بين الجيش المالي المدعوم من «فاغنر» من جهة، و«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة على الحدود مع موريتانيا، وتحدث مطاردات تنتهي في الغالب داخل الشريط الحدودي.

شريط حدودي رمادي

يمتد الشريط الحدودي بين البلدين على أكثر من ألفي كيلومتر، وبعمق يزيد على 10 كيلومترات، حيث تقع فيه عشرات القرى التي يقطنها سكان من البلدين، دون تحديد إن كانت موريتانية أم مالية.

وحاول البلدان ترسيم الحدود عدة مرات منذ الاستقلال عن فرنسا قبل ستين عاماً، لكنَّ هذه المحاولات لم تُفضِ إلى نتيجة، ليشكل البلدان بعد ذلك لجنة مشتركة لتسيير الحدود.

وسبق أن هددت السلطات الموريتانية، التي احتجت على ما يتعرض له مواطنوها، بالرد والتصعيد أكثر من مرة، وطالبت في الوقت ذاته مواطنيها بالانسحاب من هذه المنطقة، حتى تنتهي المعارك. لكنَّ سكان المنطقة الحدودية من البدو، المشتغلين بتربية الأبقار والإبل والأغنام، ويعيشون منذ قرون على التحرك في المنطقة، بحثاً عن الماء والمرعى، لا يمتلك أغلبهم أي أوراق مدنية، وبعضهم الآخر يحوز الجنسيتين؛ الموريتانية والمالية.

ومع تصاعد استهداف الموريتانيين، زار قائد الجيش المالي نواكشوط، مطلع مايو (أيار) الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قائد الجيش الموريتاني ووزير الدفاع، أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة، والاتفاق على تنسيق العمليات على الأرض.

الرئيس الموريتاني أجرى مشاورات مع المسؤولين في مالي لمنع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي بلاده (أ.ف.ب)

وكان الهدف من هذا التنسيق، حسبما أعلن الطرفان، هو منع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي موريتانيا، لكن أيضاً تفادي أي استهداف للموريتانيين بالخطأ داخل الشريط الحدودي. ومنذ ذلك الوقت لم يُقتَل أي مواطن موريتاني داخل الشريط الحدودي، فيما تراجعت بنسبة كبيرة تحركات قوات «فاغنر» في الشريط الحدودي، وتعد عملية توقيف الموريتانيين (الثلاثاء) الأولى من نوعها منذ ستة أشهر.