خبير عقاري لـ {الشرق الأوسط}: عقارك اللندني ثروة كامنة.. لا تتركه فارغا

غاي فان دير ويسوزن: شقق «وان هايد بارك» الأغلى إيجارا في لندن

شقق «وان هايد بارك».. وفي الإطار غاي فان دير ويسوزن
شقق «وان هايد بارك».. وفي الإطار غاي فان دير ويسوزن
TT

خبير عقاري لـ {الشرق الأوسط}: عقارك اللندني ثروة كامنة.. لا تتركه فارغا

شقق «وان هايد بارك».. وفي الإطار غاي فان دير ويسوزن
شقق «وان هايد بارك».. وفي الإطار غاي فان دير ويسوزن

مع تعدد شركات العقار في لندن بأنواعها للبيع والشراء والوساطة، فإن شركة «إيفي ليتينغز» (Ivy Lettings) تختلف عنها جميعا، لأنها الشركة التي ابتكرت فكرة تأجير العقارات بالأسبوع بدلا من الإيجار لفترات طويلة. وتتولى الشركة كافة أوجه إدارة العقارات في غياب أصحابها، وتقول إنها تحقق لهم ثروات أعلى من تلك التي يمكن أن يحصلوا عليها في حالات الإيجار العادي. وتتوجه الشركة إلى السياح وزوار لندن الذين يفضلون الشقق المفروشة عن الإقامة في الفنادق، وهي تقدم لهم خدمات إضافية أيضا من بينها التوصيل من وإلى المطار. وتحقق هذه الإيجارات القصيرة فوائد مزدوجة للطرفين، حيث تفضل بعض العائلات التي تزور لندن الشقق الخاصة بدلا من الفنادق نظرا للمساحة الكبيرة والخصوصية التي توفرها، كما أنها أيضا تعد أرخص من الفنادق. أما مالك العقار فهو يحقق أرباحا مضاعفة لما يمكن أن يحققه بالإيجار طويل الأجل. وينصح مدير الشركة أصحاب عقارات لندنية بعدم تركها شاغرة لأنها يمكن أن تحقق لهم ثروات بتأجيرها بهذا الأسلوب.
ويستفيد من هذه الفكرة مالكو العقار الأجانب الذين يغيبون عن لندن معظم فترات العام، وذلك لإمكانية تأجير عقاراتهم أثناء غيابهم عن لندن، مع تولي الشركة كافة جوانب إدارتها. كما توفر الفكرة خيارا إضافيا للسياح القادمين إلى لندن لفترات قصيرة لمن يفضل الخصوصية وإعداد طعامه بنفسه.
من أجل التعرف على المزيد عن كيفية إدارة شركة «إيفي ليتينغز» لأعمالها، التقت «الشرق الأوسط» بمؤسس الشركة ومديرها العام غاي فان دير ويسوزن. وفيما يلي نص الحوار:
* كيف توفر العقارات التي تقدمها شركة «إيفي ليتينغز» بديلا أفضل من الفنادق؟
- يتحقق هذا على عدة مستويات. فالمستأجر يحصل على مساحة أكبر من تلك التي يحصل عليها في الفنادق، فيمكن مثلا استئجار شقة مكونة من غرفتي نوم بثمن غرفة واحدة في فندق من الدرجة المتوسطة. وإذا كان الأمر يتعلق بعائلة أو مجموعة من المسافرين، فإن نسبة التوفير تكون أعلى بدلا من حجز أكثر من غرفة في فندق. ولأن هذه الشقق توفر مطابخ خاصة لا يضطر المستأجر إلى الأكل في مطاعم طوال فترة إقامته في لندن، ويساهم ذلك أيضا في خفض تكاليف الزيارة.
من المزايا أيضا أن العائلات الزائرة تستطيع أن تنظف ملابسها في مغسلة المنزل وأن تستخدم الإنترنت مجانا أثناء إقامتها، مع الخدمات المجانية الأخرى المتاحة، التي تقدمها الفنادق لقاء رسوم عالية.
ولدى ويسوزن العديد من الشروط الواجب توافرها في العقارات التي يقبل إدارتها، منها أن تكون هذه العقارات في مواقع جيدة داخل لندن وفي أحياء هادئة وقريبة من مركز العاصمة. فالموقع هو أهم ما يهم الزائرين إلى لندن. ولا بد أن تكون مفروشة ومجهزة تجهيزا حديثا يتوافق مع توقعات النزلاء المقيمين فيها. ولا بد أن تتاح العقارات للإيجار لفترات لا تقل عن 6 أسابيع في العام. وهو يعتبر أن هدف الشركة هو بناء علاقة مستديمة مع أصحاب العقارات، حيث معظم المؤجرين حاليا يستخدمون خدمات الشركة منذ تأسيسها في عام 2009.
وإذا حصلت الشركة على حرية تأجير العقار لمدة عام كامل، وبشرط أن يكون العقار في موقع جيد ومجهز بديكور جذاب، فإن صاحب العقار يمكنه أن يحقق دخلا أعلي من تأجير عقاره بتعاقد طويل المدى لمستأجر واحد. وهو يشير إلى أن الشركة يمكنها أن تضمن في بداية التعاقد قيمة الإيجار في الأحوال التي تكون فيها الشركة واثقة من قيمة العقار.
* هل تعاملت الشركة مع زوار من منطقة الشرق الأوسط؟
- تجربتي معهم جيدة جدا رغم أن نشاط الشركة غير معروف بعد في المنطقة.
* تذكر معلومات عن الشركة أن أرخص عقار يقل إيجاره عن مائة إسترليني (150 دولارا) في الليلة، فماذا عن أغلى عقار تعرضه الشركة حاليا؟
- في الوقت الحاضر، العقار الأغلى لدينا إيجاره 500 إسترليني (750 دولارا) في الليلة، ولكن المعدل المتوسط يكون في حدود 200 إلى 250 جنيها (300 إلى 375 دولارا) في الليلة.
* هل تنوي الشركة التوسع في مدن أخرى في بريطانيا أو خارجها؟
- نحن نفكر في التوسع إقليميا ودوليا في المستقبل، ولكن في الوقت الحاضر هناك من النشاط في لندن ما يكفي حجم الشركة وطاقتها في الوقت الحاضر.
* هل وجدت الشركة مستثمرين أجانب يريدون شراء عقارات في لندن بغرض تأجيرها بهذا الأسلوب؟
- بالتأكيد. وقد تلقيت العديد من الطلبات من خارج بريطانيا للاستثمار العقاري في لندن بغرض التأجير قصير الأجل. وينظر المستثمرون إلى هذا الأسلوب من الاستثمار العقاري كأحد الخيارات المفضلة من حيث معدلات الدخل ولأن الشركة تتولى إدارة العقارات بالكامل. والعديد من مالكي العقارات المؤجرة في بريطانيا يعيشون بالفعل خارج بريطانيا ولذلك فالشركة لديها خبرة في هذا النوع من الإدارة الشاملة.
* هل فكرت الشركة في شراء العقارات من أجل التأجير قصير الأجل؟
- لم يتعد الأمر مجال التفكير حتى الآن حيث لم تقبل الشركة حتى الآن على شراء أي عقار بغرض تأجيره بهذا الأسلوب. ولكن هذا لم يكن بسبب عدم وجود إمكانيات، فالشركة تعرف تماما العقارات التي يزيد الطلب عليها، وهي تنظر في مسألة شراء عقارات لهذا الغرض لتحقيق معدلات إيجار قوية من ناحية وتحقق زيادة في قيمة العقار على مدى 5 إلى 10 سنوات مقبلة.
* هل يوجد مشاهير تعرض الشركة عقاراتهم للإيجار؟
- نعم، لدينا بعض المشاهير من مالكي العقار، ولكن هذا هو أقصى ما أستطيع أن أصرح به.
* ما شروط الشركة بالنسبة للمالك وتكاليف إدارتها للعقارات المملوكة لأجانب؟
- إنها توازي تماما ما يدفعه مالكو العقار من داخل لندن، وإن كان على الأجانب استشارة خبير ضرائب للنصيحة حول موقفهم الضريبي الذي قد يختلف من حالة لأخرى. وتتفق الشركة مع مالكي العقار على قيمة الإيجار في الليلة الواحدة خالية من العمولة والتكاليف الأخرى المصاحبة لتأجير العقار. ويحصل المالك على إيجار أعلى بينما يحصل المستأجر على شقة كاملة بدلا من غرفة فندق وبسعر يقل أحيانا عن أسعار فنادق لندن.

* ويسوزن: الحد الأدنى للإقامة 5 ليال

* أشار دير ويسوزن إلى بعض الشروط التي يتعين على المستأجرين الالتزام بها ومنها الحد الأدنى للإقامة وهي 5 ليال، مع حد أدنى لإيجار الليلة الواحدة يبلغ 85 جنيها. هذا ويمكن الحجز على الإنترنت ويتعين دفع المبلغ كاملا إذا كان الحجز قبل الإقامة بأقل من شهر واحد. أما أهم الشروط فهي:
* الحد الأدنى لأسعار الإيجار يصل إلى 85 جنيها في الليلة الواحدة.
* تفرض الشركة نسبة ضريبة على نظافة العقار، بالإضافة إلى الإيجار.
* الحد الأدنى للإقامة 5 ليال، وفي بعض العقارات 7 ليال. ومن يريد الإقامة لفترة أقل يمكنه ذلك ولكن بعد دفع قيمة 5 ليال. وما زال هذا السعر يقل عن تكلفة الإقامة في بعض فنادق لندن.
* يمكن الحجز على الإنترنت ولكن استخدام بطاقات الائتمان يكلف رسوما إضافية تصل إلى 3 في المائة. ويمكن أيضا الحجز بالهاتف.
* لدى حجز عقار مفروش قبل الوصول بشهر يمكن دفع 50 في المائة من تكلفة الإيجار مع دفع النصف الآخر قبل الحضور بشهر. وفي حالة الحجز قبل فترة تقل عن الشهر يتعين دفع مبلغ الإيجار بالكامل عند الحجز.
* النظام مشابه إلى ما تفرضه الفنادق من المغادرة قبل العاشرة والنصف صباحا والوصول بعد الواحدة والنصف ظهرا.
* الإيجارات تشمل أيضا تكلفة الكهرباء والمياه والغاز للتدفئة ولكنها لا تشمل الهاتف.
* ليست هناك شروط على مالك العقار سوى إتاحة العقار للإيجار لمدة 6 أسابيع كحد أدنى سنويا وأن يكون العقار في موقع جيد داخل لندن ومفروش بديكورات عصرية وبحالة جيدة.
* يمكن أيضا توفير الانتقال من وإلى المطارات بتكلفة إضافية.



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».