إسرائيل تلغي تسهيلاتها للقطاع وتقصف مواقع لـ«حماس»

تقليص مساحة الصيد ووقف تصاريح ومنع إدخال الإسمنت

مدينة غزة كما بدت فجر أمس (أ.ف.ب)
مدينة غزة كما بدت فجر أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تلغي تسهيلاتها للقطاع وتقصف مواقع لـ«حماس»

مدينة غزة كما بدت فجر أمس (أ.ف.ب)
مدينة غزة كما بدت فجر أمس (أ.ف.ب)

ألغت إسرائيل تسهيلات سابقة منحتها لقطاع غزة ضمن اتفاق تهدئة مع حركة حماس، وذلك بعد ساعات من شنها غارات ضد أهداف للحركة في القطاع.
وأعلن منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية أن الإجراءات المدنية التي تم إعدادها لقطاع غزة قد تم التراجع عنها، وشمل ذلك: توسيع مساحة الصيد، وإلغاء التصاريح التجارية لـ500 شخص، ومنع إدخال الأسمنت إلى القطاع. وقال منسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية: «(حماس) مسؤولة عما يحدث داخل وخارج قطاع غزة. ما دام أنه لم يتم الحفاظ على الهدوء، فإن دولة إسرائيل سوف تتصرف وفقاً لذلك».
وقال مصدر أمني إسرائيلي: «كانت هناك محاولة لإعادة الاستقرار والهدوء إلى المناطق الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. أردنا منح ذلك فرصة، ولهذا لم نرد بحزم في اليوم السابق على البالونات وعلى إطلاق النار، ولكن بعد إطلاق النيران أمس، قصف الجيش الإسرائيلي أهدافاً لـ(حماس) في وسط قطاع غزة، وتم اتخاذ قرارات»، وأضاف: «إن العقوبات الانتقامية التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين في القطاع ستخفف مقابل وقف الهجمات».
وقصفت إسرائيل مجدداً أهدافاً تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، بينها مجمع عسكري تابع للحركة وسط القطاع، وذلك رداً على إطلاق صاروخين من قطاع غزة في وقت سابق من مساء السبت. وقال الجيش الإسرائيلي إن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة ليلة السبت - الأحد، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.
وكانت صافرات الإنذار قد دوت في التجمعات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، لكن يبدو أن الصواريخ سقطت خارج منطقة كيبوتس كيسوفيم، شرق حدود غزة، في منطقة إشكول. وأفاد سكان المنطقة بأنهم سمعوا صوت انفجار. وقال متحدث باسم إشكول إن قوات الأمن بدأت في تفتيش المنطقة بحثاً عن مواقع سقوط الصواريخ. وأطلقت الصواريخ من غزة بعد وقت قصير من مقابلة وزير الأمن الإسرائيلي نفتالي بينيت مع القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، قال فيها إنه خلال ولايته في الوزارة تراجع إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات الحارقة على البلدات المحاذية لقطاع غزة.
وتوتر الموقف في غزة منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته للسلام نهاية الشهر الماضي، وحاولت مصر تثبيت التهدئة في القطاع. والتصعيد الأخير جاء رغم تقارير حول اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس»، ووقف الحركة أي هجمات، بما في ذلك البالونات الحارقة. لكن القيادي في حركة حماس، ماهر صبرة، نفى وجود اتفاقات جديدة بشأن موضوع التهدئة مع إسرائيل، مشيراً إلى أن التفاهمات القائمة بعد «مسيرات العودة» ما زالت قائمة، وأن الميدان هو الذي يحكم إذا كانت إسرائيل قد التزمت بالتسهيلات للقطاع.
ودعا صبرة إسرائيل إلى الالتزام بما قدمته من تفاهمات سابقة فيما يتعلق بتسهيل الحصار عن قطاع غزة، ومن ضمن ذلك موضوع توسعة مساحات الصيد.
وسقطت أمس بالونات أطلقت من القطاع في تجمعات إسرائيلية، وشوهدت بالونات مفخخة في سماء بئر السبع وعسقلان كيبوتس بئيري. وأعلنت إسرائيل «حظر حركة المرور على الطريق رقم 6 في الجنوب، بعد العثور على بالونات مفخخة».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم رصد إطلاق 11 حزمة بالونات محملة بمواد متفجرة باتجاه مستوطنات غلاف قطاع غزة، وإنه جرى استدعاء خبراء المتفجرات في كثير من الحالات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.