«الرياضة السعودية» تعلن الحرب على ظاهرة «الجماهير المزيفة»

أندية اتخذتها جسراً «غير شرعي» نحو جائزة المليون

الاستعانة بالعمالة في المدرجات باتت ظاهرة لافتة في بعض مباريات الدوري السعودي (تصوير: صالح الغنام)
الاستعانة بالعمالة في المدرجات باتت ظاهرة لافتة في بعض مباريات الدوري السعودي (تصوير: صالح الغنام)
TT

«الرياضة السعودية» تعلن الحرب على ظاهرة «الجماهير المزيفة»

الاستعانة بالعمالة في المدرجات باتت ظاهرة لافتة في بعض مباريات الدوري السعودي (تصوير: صالح الغنام)
الاستعانة بالعمالة في المدرجات باتت ظاهرة لافتة في بعض مباريات الدوري السعودي (تصوير: صالح الغنام)

تشكل خطوة الاستعانة بالعمالة الأجنبية في مدرجات المباريات ظاهرة لافتة ومسيئة لمكانة الدوري السعودي، إن كان على المستوى العالمي أو على مستوى القارة الآسيوية، الأمر الذي دفع بالهيئة العامة للرياضة لإعلان فتح التحقيق الرسمي إزاء تلك المخالفة.
وكان رجاء الله السلمي، وكيل رئيس هيئة الرياضة السعودية، قد أعلن عن فتح تحقيق رسمي في مداخلة هاتفية للقنوات الرياضية السعودية فجر أمس، بعد تداول صور ومقاطع فيديو لعمالة داخل مدرجات ملاعب كرة القدم تم استئجارها في مباراة الشباب والنصر ضمن منافسات الدوري التي جرت الجمعة الماضية.
ونشر حساب القناة «الإخبارية» السعودية صوراً ومقاطع فيديو توضح وجود عمالة بأعداد كبيرة في ملعب الملز (وسط الرياض) تحمل أعلام نادي الشباب.
وتخصص هيئة الرياضة مكافأة مليون ريال للأندية التي تشهد مدرجاتها حضوراً جماهيرياً كثيفاً، وذلك بحسب إعلان هيئة الرياضة لاستراتيجيات الأندية السعودية.
وتنامت ظاهرة توافد العمالة الأجنبية إلى مدرجات الملاعب في الدوري السعودي للمحترفين بشكل مزعج، فيما يلحظ الجميع وجود الحافلات التي تستعين بها إدارات عدد من الأندية لنقل العمالة من بعض الشركات والمجمعات التجارية والأماكن التي تكتظ بالعمال إلى الملاعب، بعد الاتفاق معهم على مبلغ مالي ضئيل ووجبات غذائية مقابل قضاء ساعتين في المدرجات لزيادة العدد الجماهيري لهذه المباراة، بهدف اصطياد جائزة المليون ريال التي خصصتها الهيئة العامة للرياضية السعودية ضمن استراتيجية الدعم الحكومي للأندية الرياضية.
والطريف أن هذه العمالة تحضر المباراة وهي لا تعلم من هما طرفي المنافسة، فيما يقضون وقتهم في رفع أعلام النادي الذي يحضرون إليه دون معرفة به.
وتقدم الهيئة الرياضية مبلغاً بقيمة مليون ريال لكل مباراة يستضيفها النادي على أرضه، في حال زاد الحضور الجماهيري فيها على 50 في المائة من سعة الملعب الذي تتسع مدرجاته لأقل من 10 آلاف مشجع، أو في حال حضور 10 آلاف مشجع كحد أدنى للملاعب التي تتسع مدرجاتها لأكثر من 10 آلاف مشجع. وتكررت في الآونة الأخيرة مشاهد توافد الحافلات المحملة بالجماهير لأندية الاتفاق والوحدة والرائد والفيصلي، وأخيراً الشباب، مما يضعها في دائرة التحايل والشك حول مصداقية العدد الجماهيري.
ولا يختلف اثنان حول شرعية حضور العاملين أو المقيمين في المملكة العربية السعودية للملاعب، ومشاهدة المباريات، حيث يحتل الدوري السعودي مركزاً متقدماً بين الدوريات العالمية من ناحية القيمة السوقية للاعبين، مما يعني وجود نجوم كبار لهم ثقلهم الفني في جميع الأندية المحلية، خصوصاً الأندية الأربعة الكبار التي تضم لاعبين دوليين، إلى جانب الأجهزة الفنية العالمية التي تقود هذه الأندية، وهو ما يعني إغراء المقيمين والعاملين، هم وعائلاتهم، من الشغوفين بكرة القدم بالوجود في المدرجات لمشاهدة المباريات، والاستمتاع بمهارات النجوم العالميين.
إلا أن استغلال حاجة العاملين البسطاء والكادحين في الشركات والمؤسسات الكبيرة التي يمتلكها بعض رجال الأعمال من أعضاء الشرف أو رؤساء الأندية وأعضاء مجلس إداراتها، وإجبار العمالة على الحضور لإيهام الشارع الرياضي بجماهيرية مزيفة، وارتفاع عدد الحضور الجماهيري لأكثر من نصف اتساع الملعب لكسب جائزة المليون ريال، هو ما يضع هذه الأندية تحت دائرة التحايل والشك، بعد المشاهد المتكررة لتوافد حافلات محملة بالعمالة الأجنبية تقف أمام بوابات الملاعب لتوصيلهم للملعب، وإعادتهم من جديد لمقر السكن بعد نهاية المباريات.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي عدداً من الصور والفيديوهات يثبت استعانة إدارات عدد من الأندية بمجموعة كبيرة من العمالة التي تصطف بطوابير طويلة أمام البوابات الإلكترونية قبل بداية المباريات، حيث يتم توزيع التذاكر عليهم في الحافلات قبل نزولهم بشكل منتظم نحو البوابات، ويستقبلهم المشرفون على روابط الجماهير بالأندية، ويوجهون فور دخولهم للمقاعد المحجوزة لهم، كما يتم توزيع الأعلام والشعارات للتفاعل، وهو أحد الشروط الرئيسية للحصول على المبلغ المالي بعد المباراة، ودائماً ما تكون مقاعدهم قريبة من روابط الأندية في منتصف المدرجات.
وتهدم هذه الخطوة المزعجة مصداقية الحضور الجماهيري للأندية على حساب الفوز بجائزة المليون ريال، وتحرم الأندية المتحايلة كما حدث في مباراة الاتفاق والعدالة، بعدما كشفت التحقيقات التي أجرتها إعادة إدخال تذاكر الحضور أكثر من مرة لزيادة عدد الجماهير.
وقالت الهيئة في بيانها: «كشفت التحقيقات التي أجريت وجود مخالفات من الجهة التي أسند لها نادي الاتفاق تسويق تذاكر النادي وتنظيم عملية دخول الجماهير، من خلال إدخال التذاكر بشكل متكرر من أجل الحصول على الدعم المالي المقدر بمليون ريال. وبناء على ذلك، تقرر حرمان الاتفاق من الحصول على المبلغ، وإنذار النادي بعدم تكرار ذلك، والالتزام بالإشراف الكامل على الجهات المتعاقد معها لتسويق التذاكر وتنظيم عملية دخول الجماهير».
ولجأت إدارات أخرى لطرق أكثر نظامية واحترافية في سبيل إيداع مليون ريال في حسابتها البنكية من قبل الهيئة العامة للرياضة، بشراء التذاكر وتوزيعها مجاناً على الجماهير، والإعلان عن تكفل نجوم الفريق بشراء التذاكر وتوزيعها أيضاً في التدريبات وأمام بوابات الملاعب لإغراء الجماهير بالحضور، إلى جانب الفاعليات التي تسبق المباريات للعوائل والأطفال والشباب، والتي تقام بعد الدخول لملعب المباراة، بالإضافة إلى السحب على جوائز مميزة، من أجهزة لوحية وهواتف ذكية وتذاكر سفر، بعد نهاية المباريات، على خلاف الجوائز المقدمة من الهيئة الرياضية.
يذكر أن 7 ملاعب، من بين الملاعب الـ11 التي تحتضن منافسات الدوري المحلي، تتسع لأكثر من 20 ألف مشجع، و4 ملاعب دون ذلك. ويتسع ملعب المجمعة الرياضي لـ7500 مشجع، وملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز بأبها لـ17 ألف مشجع، وملعب الأمير عبد الله بن جلوي بالأحساء لـ18 ألف مشجع، بينما سيكون الحصول على مبلغ المليون ريال سهل المنال على نادي الحزم الذي يتسع ملعبه لـ3 آلاف مشجع، وهو الأقل بين الملاعب السعودية اتساعاً للجماهير.


مقالات ذات صلة

مدرب فريق الفتح: سنكون صبورين عند مواجهة الرياض

رياضة سعودية ينز غوستافسن مدرب الفتح (تصوير: عيسى الدبيسي)

مدرب فريق الفتح: سنكون صبورين عند مواجهة الرياض

قال ينز غوستافسن مدرب الفتح إن فريقه بات في وضع أفضل قبل مباراة الرياض ضمن مباريات الجولة «12» من الدوري السعودي للمحترفين بعد النقص الكبير في مواجهة الاتحاد.

علي القطان (الأحساء )
رياضة سعودية صالح الدود (الشرق الأوسط)

صالح الداود يخلف الصادق في منصب «مدير المنتخب السعودي»

أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، اليوم (الأربعاء)، رسمياً تعيين الدولي السابق صالح الداود مديراً للمنتخب الوطني الأول.

سلطان الصبحي (الرياض)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية كوليبالي قال إن فريقه سيعمل على رسم البسمة على الجماهير مجدداً (نادي الهلال)

كوليبالي لـ«الشرق الأوسط»: الجميع يريد الفوز على الهلال... وسنعود أقوى

قال السنغالي خاليدو كوليبالي، لاعب فريق الهلال، إن مباراة السد القطري كانت صعبة، مشيراً إلى رغبتهم في العودة للانتصارات ورسم الابتسامة على مشجعي الفريق.

سعد السبيعي (الدوحة )

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».