أبو الغيط: الدول العربية لم ولن تتخلى عن حل الدولتين

أبو الغيط خلال مساهمته في مؤتمر ميونخ
أبو الغيط خلال مساهمته في مؤتمر ميونخ
TT

أبو الغيط: الدول العربية لم ولن تتخلى عن حل الدولتين

أبو الغيط خلال مساهمته في مؤتمر ميونخ
أبو الغيط خلال مساهمته في مؤتمر ميونخ

قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن الفلسطينيين عانوا الكثير من الخسارة، ولكنهم لم يُهزموا ولن يستسلموا، مُضيفاً أنه إذا قرر الفلسطينيون شيئا بخصوص مستقبلهم فإن الدول العربية كلها سوف تؤيدهم، رافضاً ما يُثار حول اختفاء القضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال جلسة لمناقشة القضية الفلسطينية عُقدت اليوم ضمن فاعليات مؤتمر ميونيخ الذي يُقام بالمدينة الألمانية سنوياً، ويُشارك فيه عدد كبير من الساسة والمسؤولين الأمنيين والخبراء الدوليين.
وحذر أبو الغيط خلال مداخلته من أن بديل حل الدولتين معروفٌ، وهو حل الدولة الواحدة التي تضم شعبين، عِلماً بأن الشعب الفلسطيني سوف يكون أكثر عدداً في المستقبل القريب، ومن ثمَّ فإن هذه الدولة لن تكون ديمقراطية، إذ لن يرضى الإسرائيليون بمعاملة الفلسطينيين كمواطنين مساوين لهم، وهو ما يعني أنها ستكون دولة مؤسَّسة على نظامِ الفصل العنصري الذي عفى عليه الزمن، وهي نتيجة لا يمكن أن يقبل بها أحد، وينبغي التنبه لتفادي مثل هذا السيناريو عبر العمل بسرعة على إنقاذ حل الدولتين.
ورفض أبو الغيط ما يُثار حول تخلي العرب عن قضية فلسطين، مشيراً إلى أن البعض روج إلى أن صدور الخطة الأميركية للسلام المعروفة بـ«صفقة القرن» لن يُقابل برفضٍ عربي، ثم فوجئوا باجتماع لمجلس الجامعة العربية بعد ثلاثة أيام، وصدور قرار قوي يرفض الخطة الأميركية بإجماع عربي كامل.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن مبادرة السلام العربية تُمثل أسس التسوية السلمية مع إسرائيل من وجهة النظر العربية، وهي مبادرة شاملة تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام، ومعروضة من عام 2002، ولكن الإسرائيليين لم يقبلوا بها، مُضيفاً أن مواقف الفلسطينيين خلال جولات التفاوض المختلفة مع الإسرائيليين عكست قدراً هائلاً من العقلانية والاعتدال، إذ قبلوا بدولة منزوعة السلاح، وقبلوا بوجود قواتٍ دولية بينهم وبين إسرائيل لطمأنة الأخيرة، بل قبلوا حتى أن تكون هذه القوات من حلف الناتو أو من الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فلا محل لوصف الجانب الفلسطيني بالتعنت أو بتضييع الفُرص.
ولفت أبو الغيط إلى أنه يشعر بالقلق إزاء حديث بعض الإسرائيليين عن إزاحة أبو مازن باعتبارِه المشكلة أو العقبة في طريق السلام، مشيراً إلى أن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة عبر عن ذلك صراحة خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت قبل أيام لمناقشة الخطة الأميركية، مُضيفاً أن هذا التوجه ينطوي على خطورة كبيرة، وقد يُمثل تكراراً لتجربة الإسرائيليين مع عرفات، مؤكداً أن ما لن يقبل به أبو مازن لن يقبل به أي فلسطيني، وأن المشكلة ليست في القيادة الفلسطينية، وإنما في الجانب الإسرائيلي الذي لا يُريد السلام.
يُذكر أن كلاً من رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، ووزير الخارجية الأردني محمد الصفدي، قد شارك في الجلسة التي حظيت أيضاً بحضور لافت من عددٍ من الخبراء ورجال السياسة المُهتمين بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، في مقدمتهم الأمير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية الأسبق، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».