الجيش الإسرائيلي يعترف باختراق «حماس» لهواتف المئات من ضباطه

الجيش الإسرائيلي يعترف باختراق «حماس» لهواتف المئات من ضباطه
TT

الجيش الإسرائيلي يعترف باختراق «حماس» لهواتف المئات من ضباطه

الجيش الإسرائيلي يعترف باختراق «حماس» لهواتف المئات من ضباطه

اعترف الجيش الإسرائيلي، في بيان أصدره الناطق بلسانه، أمس الأحد، بأن «حماس» تمكنت من إحداث اختراق في هواتف المئات من ضباطه. لكنه أكد أنه استطاع إحباط المحاولة.
وقال الجيش، في بيانه، إن «قسم أمن المعلومات في هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي رصد، في الأشهر الأخيرة، محاولات متكرّرة من (حماس)، لاختراق هواتف جنود جيش الدفاع النقالة، بواسطة التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة إغرائهم لتنزيل تطبيقات خبيثة. وفي الأيام الأخيرة، قام جيش الدفاع، بالتعاون مع جهاز الأمن العام، بإحباط تكنولوجي ناجح لشبكات الخوادم التابعة لمنظمة (حماس) الإرهابية، التي خدمتها بهدف التواصل وجمع المعلومات من جنود جيش الدفاع. وهذه هي المرة الأولى التي يتم بها تنفيذ إحباط تكنولوجي لشبكة (حمساوية) من هذا النوع. وبعد هذه الخطوة سيتم اليوم استدعاء مئات معدودة من الجنود الّذين قد اخترقت هواتفهم، بهدف المساءلة وإزالة الخطر من الجهاز».
وأوضح الجيش الإسرائيلي، أن «هذه المرة وسّعت (حماس) قدراتها، وبدأت تتوجه لشرائح أخرى، بخلاف المرات السابقة التي ركّزت فيها على المحاربين». ولكنه أكد أن «التقديرات في إسرائيل هي أنه لم يتم إلحاق أي ضرر أمني». وأضاف أن «(حماس) استخدمت في هذه المرة وسائل تواصل اجتماعي جديدة. لأول مرة تستغل (حماس) تطبيق (تلغرام) للحديث مع الجنود (بالإضافة إلى التطبيقات المعروفة: (فيسبوك)، و(واتساب)، و(إنستغرام). كما حاولت (حماس) استخدام هندسة اجتماعية أعلى وأكثر مصداقية. ولأوّل مرة تمت رؤية عرض شخصيات صمّاء ثقيلة السمع، وبذلك استبعاد الرغبة بإجراء محادثات هاتفية صوتية أو محادثات فيديو. وبالإضافة إلى ذلك تم استخدام رسائل صوتيّة». وقال الناطق إنه «في الأسابيع الأخيرة هناك أدلة على أنّ (حماس) تُرسل للمُختَرَقين رسائل صوتية عامّة (نعم، لا، وما شابه)، من أجل الإعلاء من مصداقية الشخصية. وكان الصوت في الرسائل صوتاً نسائياً. ورصد الجيش 6 شخصيات إسرائيلية استُخدمت للتمويه وللوصول للجنود: سارة أورلوبا، وماريا يعكوفليفا، وعيدن بين عِزرا، ونوعا دنون، ويعيل أزولاي، وريفكا أبوكسيس. الكثير من الشخصيات تعرض أنفسها كمهاجرة جديدة لإسرائيل من أجل شرح عدم الإلمام التام على باللغة العبرية».
وعن طريقة الاختراق، جاء في بيان الجيش: «في الأشهر الأخيرة رصد قسم أمن المعلومات في هيئة الاستخبارات ثلاثة تطبيقات استخدمتها (حماس) لتجسّسها: (Catch&See) (ZatuApp) و (GrixyApp). في مواقع التطبيقات؛ وُصفت بأنها مُعدّة لنقل الصور بين المستخدمين لوقت قصير ومحدد (مثل تطبيق سنابشات). وبعد تنزيل التطبيق وتفعيله تم اختراق الهاتف، الأمر الذي مكّن (حماس) من السيطرة على الجهاز، حيث تبيّن أن للتطبيقات قدرات عالية، لا تختلف جوهريّاً عمّا رأينا سابقاً: التواصل مع خوادم (حماس) ونقل ملفات من الجهاز المختَرَق أوتوماتيكيّاً، وتصوير صور من بعيد بشكل مستقل، وتنزيل ملفات إضافية، وتسجيل صوت، (GPS)، وتوصيل للكاميرا، وغيرها».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.