انطلاق الدورة السابعة من «مهرجان صور السينمائي الدولي»

بهدف تسليط الضوء على الشرائط السينمائية التي تتناول موضوع القمع في البلدان التي تشهد تظاهرات وثورات شعبية، انطلقت أمس الدورة السابعة من «مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة».
واختار القيمون على هذا المهرجان عنوان «السينما في وجه القمع» شعاراً له، وتنظمه «جمعية تيرو للفنون» و«مسرح إسطنبولي» في مدينة صور الجنوبية. وأطلق على هذه الدورة اسم «جان شمعون» كتحية للمخرج اللبناني الراحل. ويشارك فيه 52 فيلماً روائياً ووثائقياً وأفلام للرسوم المتحركة من 19 بلداً تعرض جميعها في سينما الحمرا في مدينة صور. ويتخلل المهرجان مسابقة رسمية تقدم فيها جوائز تقديرية عن فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل وأفضل تصوير سينمائي وواحدة مخصصة لأفضل فيلم لبناني.
ويقول قاسم إسطنبولي المشرف على تنظيم المهرجان منذ نشأته في عام 2014 إنه يخصص مساحة لا يستهان بها من الأفلام اللبنانية، لأن مواهب محلية كثيرة لا تجد من يتيح لها فرصة عرض عمل لها. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «السينما هي أداة تحرر ترفع الصوت وتوعي الناس على حقوقها. وهناك كم لا يستهان به من الطلاب المتخرجين حديثا الذين يشاركون في هذا المهرجان ضمن أعمال تتناول هذه الموضوعات وغيرها من اجتماعية وترفيهية».
وعن سبب عنونة المهرجان بـ«السينما في وجه القمع» يقول: «هو عنوان يواكب المرحلة الزمنية التي يعيشها لبنان حالياً. فالحراك المدني وكذلك الإعلاميون واللبنانيون بشكل عام تعرضوا للقمع، فأردنا تسليط الضوء على هذه السياسة التي تنتهجها بلدان عربية كثيرة تجاه أبناء وطنها». ويرى قاسم إسطنبولي أن القمع كلمة تحمل معاني واسعة لتشمل أي أسلوب غير حضاري يتم التعاطي به مع المرأة، أو الطفل، أو مع أي مواطن».
وافتتح المهرجان بفيلم «النجمة» للمخرج غابريال كرم. وهو من بطولة الممثلة المسرحية الرائدة عايدة صبرا. ومن العروض التي تتخلل فعاليات هذا الحدث في يومه الأول 12 فيلماً بينها «بلحظة» من لبنان، ووثائقي من تركيا، ورسوم متحركة من الهند، وفيلم «وتر» من العراق، الذي يحكي عن سياسة قمع الحريات الفنية في بغداد. ويروي قصصاً عن محلات الموسيقى التي جرى قمعها وإغلاق عدد كبير منها.
وعلى هامش المهرجان تقام لفتة تكريمية للمخرج اللبناني الراحل جان شمعون بحضور زوجته مي المصري. وسيُعرَض له فيلم يوثق أهم المحطات في مسيرته الفنية نفذته الجهة القيمة على المهرجان. وكذلك سيجري عرض أحد أفلامه الشهيرة «تل الزعتر»، وذلك في ختام أيام المهرجان الأحد 17 فبراير (شباط) الجاري.
ومن الضيوف الذين يكرمهم مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة المخرج فؤاد شرف الدين والممثلة آمال عفيش على أن يحل فيه ضيف شرف الممثل والمخرج المخضرم شوقي متى. ويعمل المهرجان على دعم السينما المحلية من خلال إقامة ندوات ونقاشات وورش عمل تخولهم التعرف إلى زملاء لهم من لبنان وخارجه. كما ينظم طاولات مستديرة مع المخرجين بعد عرض أفلامهم، وذلك بالتعاون مع المدارس والجامعات التي يخصص لها المهرجان مساحة كبيرة لعرض أفلام مشاريع جيل من شبابها.
كما تتيح جمعية تيرو المنظمة للحدث برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب. وتفتح نافذة سينمائية لأي مخرج يريد عرض فيلمه دون أي تكلفة في المقابل، وهو ما يولد نسيج شبكات وعلاقات فنية تبادلية مع مهرجانات في الخارج.
«إننا منذ نشأتنا كمسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون قمنا بثورة من نوع آخر، تمثلت بكسر المركزية الثقافية لنشرّع آفاقها وصولاً إلى منطقة لبنان الجنوبية. فافتتحنا سينما الحمراء بعد أن رممناها، وأقمنا مهرجانات مسرحية وسينمائية وأخرى كمهرجان الحكواتي. واستغللنا مساحات خارجية في مدينة صور لننشر فيها فن الثقافات على اختلافها». يوضح قاسم إسطنبولي في ختام حديثه لـ«الشرق الأوسط».