الحريري ينعى التسوية الرئاسية ويعلن القطيعة مع العهد

هاجم باسيل من دون أن يسميه وقال إنه تعاطى مع رئيسين أحدهما «رئيس ظل»

الرئيس سعد الحريري متحدثاً أمس في ذكرى اغتيال والده (أ.ف.ب) ...ويتوسط الصف الأول من الحضور وإلى جانبه المفتي عبد اللطيف دريان (أ.ف.ب)
الرئيس سعد الحريري متحدثاً أمس في ذكرى اغتيال والده (أ.ف.ب) ...ويتوسط الصف الأول من الحضور وإلى جانبه المفتي عبد اللطيف دريان (أ.ف.ب)
TT

الحريري ينعى التسوية الرئاسية ويعلن القطيعة مع العهد

الرئيس سعد الحريري متحدثاً أمس في ذكرى اغتيال والده (أ.ف.ب) ...ويتوسط الصف الأول من الحضور وإلى جانبه المفتي عبد اللطيف دريان (أ.ف.ب)
الرئيس سعد الحريري متحدثاً أمس في ذكرى اغتيال والده (أ.ف.ب) ...ويتوسط الصف الأول من الحضور وإلى جانبه المفتي عبد اللطيف دريان (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الحكومة السابق ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري أمس، القطيعة مع العهد، ناعياً التسوية الرئاسية التي توصل إليها مع الرئيس ميشال عون في العام 2016. ومصوباً على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من غير أن يسميه، واصفاً إياه بـ«رئيس الظل». وإذ أكد أنه خرج من الحكومة بإرادته، أشار إلى أنه رفض تسميته لرئاسة الحكومة مرة أخرى عندما رأى كيف تشكل الحكومة الجديدة، متعهداً بمواصلة العمل السياسي، واستثمار علاقاته لإنقاذ البلاد.
وألقى الحريري خطاباً نارياً أمام أنصاره في الذكرى الـ15 لاغتيال والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، حمل فيه على العهد وباسيل، ولم يخلُ من دلالات أساسية تؤشر إلى دوره في المرحلة المقبلة، من بينها نزوله إلى المنبر محاطاً بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، ما يشير إلى أن صدارة دوره المقبل تتمثل في المعارضة في طائفته.
وحضر الاحتفال شخصيات سياسية ونيابية وحزبية وسفراء عرب وأجانب، وأبرزهم سفيرة الولايات المتحدة إليزابيث ريتشارد والسفير السعودي وليد البخاري والسفير الفرنسي برونو فوشيه. وشارك في الاحتفال رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط والوزير الأسبق مروان حمادة، كما شارك وفد من حزب «القوات اللبنانية» تتقدمه الوزيرة السابقة مي شدياق والوزير الأسبق ملحم الرياشي، بغياب رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع.
وقال الحريري: «15 سنة طُحنت فيها. واجهت، وتعلمت، وأخطأت، وربحت، وطُعنت، وصبرت، وتعرفت على أوادم وصادقين ورفاق درب، وعلى وصوليين وانتهازيين، واكتشفت الأهوال في نادي السياسيين والزعماء... لكن بعد كل طعنة، بعد كل جرح، وبعد كل معركة، وبعد كل محاولة اغتيال سياسي، كنت أقف من جديد، وأنظر حولي، وأرى وجوهكم وأسمع صوتكم وأشعر بوفائكم، وأعود وأقول لنفسي: ما بيصح إلا الصحيح».
وتطرق إلى مرحلة الانتفاضة الشعبية الراهنة، قائلاً: «في هذه الأيام، لا أحكام عفو عن أحد، ولا أسباب تخفيفية لأحد. ونحن بكل صراحة، لسنا بوارد ركوب موجة الغضب الشعبي، وتحييد أنفسنا عن الطبقة السياسية، في الوقت الذي نرى فيه وجوها سياسية كثيرة أصبحت نجوم ثورة على الشاشات». واستطرد: «لكن المشكلة أن رفيق الحريري مطلوب رأسه من جديد... وهناك سياسيون لا يزالون «مرعوبين من هيبته». وهناك منظومة سياسية، بدأت تفتح ملفات وتتحدث عن بدائل الحريرية وسقوط الحريريين، ولا تزال تلاحق الرئيس الشهيد منذ التسعين، لتحميله مسؤولية التدهور الاقتصادي والدين العام... ليس ذلك فقط، هناك تفلت على مواقع التواصل لتحميله مسؤولية صفقة القرن ومسخرة فزاعة التوطين».
وإذ دعا إلى التوقف عن التهويل بـ«كذبة التوطين» أكد «أننا ضد أي توطين، والدستور يمنع التوطين، والتوطين غير وارد». وأضاف: «أخطر من ذلك كله، الكلام عن بدء العد العكسي لاتفاق الطائف، وإعادة لبنان إلى ما قبل ١٩٨٩، لفتح الطريق لصيغة جديدة. وليس صدفة ما يُكتب ويقال بأن اتفاق الطائف وصل على نهايته. وحتى يسقط الاتفاق يجب أن تسقط الحريرية، وحتى تنتهي الحريرية لا بد من القضاء على سعد الحريري».
وتطرق إلى تجربة الحكومة المستقيلة، قائلاً بأن هناك «عقلية حروب الإلغاء»، موضحاً: «ساعة تريد أن تلغي الاشتراكي، وتلغي وليد بك، وساعة تريد أن تلغي القوات، قوات ما بعد اتفاق معراب! وساعة تريد أن تلغي الحراك، والآن تريد أن تلغي الحريرية وتيار المستقبل». وقال: «حاولت تأمين استقرار للعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، أولا لأن الاستقرار يستحق الصبر وطول البال، وثانياً لأن الخلاف بين الرئاسات نتيجته الوحيدة شل المؤسسات». وأضاف: «الرئيس عون يعرف احترامه عندي، ويعرف كم أنا أحفظ له مواقفه معي، تماما كما هو يحفظ لي مواقفي معه، لكن مع الأسف وصلت إلى مكان مضطر أن أقول فيه، أني تعاملت مع رئيسين. وكان المطلوب مني دائماً، أن أؤمِّن العلاقة مع رئيس الظل (في إشارة إلى باسيل)، لأحمي الاستقرار مع الرئيس الأصلي».
واعتبر الحريري أنه «حين لم يحصل (باسيل) على ما يريده، بعد 8 أشهر تعطيل، وشُكلت الحكومة، نام واستفاق وقال: حكومة العهد هي التي ستأتي من دون سعد الحريري.... صحتين على قلبه». وأضاف: «الآن باتت لديك حكومة العهد. طيرتَ نصف العهد بالتعطيل وحروب الإلغاء، وخربتَ العهد، وسجلتَ انهيار البلد على اسمك واسم العهد».
وتطرق إلى مرحلة ما بعد اندلاع الانتفاضة اللبنانية قائلاً: «ليس هناك من لبناني على وجه الأرض، لم ير أن البلد صار في مكان جديد، وأن ١٧ تشرين يوم مفصلي وجرس إنذار للعهد والحكومة ومجلس النواب... شخص واحد فقط، لا يريد أن يرى، ولا يريد لأحد في قصر بعبدا أن يرى». ورأى أن «التحرك الشعبي صار شريكا بالقرار السياسي»، مذكراً بأنه كان ولا يزال يؤيد انتخابات مبكرة، داعياً الجميع للتفكير بهدوء ومن دون مزايدات. ولفت إلى أن «كتلة المستقبل، ستقدم اقتراح قانون جديد كما ورد في اتفاق الطائف، بأسرع وقت».
وعن الأزمة الاقتصادية الراهنة، قال: «نحن في لبنان لسنا في جزيرة اقتصادية بمعزل عن دعم الأصدقاء والدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية، وبغياب الثقة مع الأشقاء العرب، وتحديداً مع مصر والسعودية والإمارات والكويت وباقي دول الخليج العربي. من يرى غير ذلك ليجرب كل النظريات الاقتصادية؟» أموال إيران الكاش تحل أزمة حزب... لكنها لا تحل أزمة بلد. الدولة لم يعد ممكنا أن تسير بالمفرّق بدون سياسات واضحة، وبدون مصالحات جدية مع الشعب اللبناني ومع الدول العربية ومع الدول الصديقة والمؤسسات الدولية.
وقال بأنه أينما كان موقعه السياسي، لن يترك سبيلا، ولا طريقة، وسيدور العالم، ليدافع عن لبنان، وعن اللبنانيين، وقال: «كلنا سويا، سنواجه الصعوبات، ونقف بوجه الأزمات ونخرج من الانهيار».
كما تطرق إلى الأزمة الداخلية في تيار المستقبل، قائلاً: «ليس سرا أبدا أن الأزمة المالية انعكست على أنشطة التيار، وقد شددنا الحزام حتى النهاية، واضطررنا لوقف مؤسسات إعلامية وصحية وخدماتية، عمل فيها لسنوات شباب وشابات من أخلص الناس. ويهمني أن يعرف كل واحد وواحدة، لهم حقوق بمؤسساتنا، أنه لا يمكن أن أنسى حقوق الناس، مهما قست علي الأيام». وبالنسبة للتيار أكد: «أنا المسؤول، وأنا المعني الأول بتوفير شروط العمل، وهذا أمر سأستمر فيه مهما كانت الكلفة ومهما قدرني عليه رب العالمين».



سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
TT

سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للأمم المتحدة بالشرق الأوسط... من هي؟

المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)
المبعوثة الجديدة للأمم المتحدة في الشرق الأوسط سيغريد كاغ (رويترز)

قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عيّن، اليوم الجمعة، وزيرة الخارجية الهولندية السابقة سيغريد كاغ مبعوثة جديدة للمنظمة الدولية في الشرق الأوسط، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن كاغ ستواصل أيضاً دورها الحالي بوصفها كبيرة منسقي المنظمة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

وأضاف حق أن تعيين كاغ مبعوثة للشرق الأوسط مؤقت، بينماً لا يزال غوتيريش يبحث عن بديل دائم لتور وينسلاند الذي استقال نهاية العام الماضي بعد أربع سنوات في منصبه.

تور وينسلاند (الأمم المتحدة)

من هي سيغريد كاغ؟

وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تتمتع كاغ بخبرة واسعة في الشؤون السياسية والإنسانية والتنموية، وكذلك في الشؤون الدبلوماسية.

تم تعيينها في 26 ديسمبر (كانون الأول) 2023 في منصب كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2720 لسنة 2023.

وتقوم كاغ من خلال هذا الدور بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة. كما تقوم أيضاً بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة معنية بتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفاً في الصراع.

قبلها، شغلت منصب النائبة الأولى لرئيس الوزراء وأول وزيرة للمالية في الحكومة الهولندية منذ يناير (كانون الثاني) 2022. وقبل ذلك، شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي في هولندا في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) 2017 حتى مايو (أيار) 2021، ووزيرة للشؤون الخارجية حتى سبتمبر (أيلول) 2021.

تم انتخاب سيغريد كاغ زعيمة للحزب الاشتراكي الليبرالي في هولندا في سبتمبر 2020، ثم استقالت من هذا المنصب في أغسطس (آب) 2023. وقادت حزبها للفوز في انتخابات مارس (آذار) 2021.

سيغريد كاغ تعمل حالياً كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة (رويترز)

شغلت كاغ مجموعة واسعة من المناصب الرفيعة في منظومة الأمم المتحدة. فقد كانت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، في الفترة بين عام 2015 إلى عام 2017. ومن عام 2013 إلى عام 2015، عملت منسقة خاصة مشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سوريا.

كما شغلت منصب مساعدة الأمين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الفترة بين 2010 إلى 2013، ومنصب المديرة الإقليمية لمنظمة «اليونيسف» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأردن في الفترة بين 2007 إلى 2010.

قبل ذلك، عملت كاغ في العديد من المناصب العليا لدى «اليونيسف»، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة «الأونروا».

كاغ حاصلة على درجة الماجستير في الآداب في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر البريطانية، وماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأميركية بالقاهرة.

وتتحدث كاغ الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية.