«البنتاغون» يعيد نشر قواته في أفريقيا للتركيز على الصين وروسيا

أعلن قائد القوات البرية الأميركية في أفريقيا الجنرال روغر كلوتي، أن روسيا والصين تمثلان تهديداً للولايات المتحدة في القارة الأفريقية.
وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، قال الجنرال كلوتي للصحافيين: «الرسالة التي أنقلها إلى شركائي (الأفارقة) هي أننا لن نغادر»، مضيفاً: «نحن ما زلنا على التزامنا، وحركة (الشباب) الصومالية المرتبطة بتنظيم (القاعدة) لا تزال تشكل أحد أكبر التهديدات في أفريقيا». من جهة أخرى، قال الجنرال كلوتي إن المرتزقة الروس في القارة الأفريقية يقومون باستخراج الموارد الطبيعية، الأمر الذي نفته موسكو أكثر من مرة. وأضاف الجنرال: «نحن نتابع الأوضاع باهتمام، لكن المنافسة مع روسيا والصين في القارة تتسم بأهمية خاصة». وكانت الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن الولايات المتحدة أطلقت حملة لتشويه سمعة روسيا فيما يخص تعاونها مع الدول الأفريقية. بدورها، وصفت الصين التصريحات الأميركية حول تعزيز الوجود الصيني في أفريقيا ووجود «برنامج تجسسي» صيني هناك بأنها «سخيفة».
في هذا الوقت، قالت المتحدثة الرسمية باسم البنتاغون إليسا فرح، في بيان، إن الوزير مارك إسبر يجري مراجعة شاملة لقوات وزارة الدفاع وبرامجها وأنشطتها داخل كل قيادة قتالية لضمان التوافق مع أولويات استراتيجية الدفاع الوطني التي تركز على كيفية مواجهة صعود الصين وروسيا والتنافس معهما.
وأضافت أن القيادة الأميركية الأفريقية «أفريكوم» هي أول من قدم نتائجه وتوصياته، كجزء من هذا التوجه في أفريقيا، وأن الوزير وجّه عملية نشر عناصر من لواء المساعدة الأول لقوات الأمن التابعة للجيش إلى القارة للقيام ببعثات تدريب وتقديم المشورة والمساعدة في تسليط الضوء على البلدان الأفريقية. وأضافت أن أفراد القوات المسلحة في الجيش مؤهلون ومدربون ومجهزون خصيصاً لتقديم المشورة والمساعدة للقوات الحليفة، وهو ما يسمح لهم بأداء هذا الدور الهام «للمنافسة مع القوى الكبرى بشكل أكثر فعالية وكفاءة من الوحدات التقليدية».
ويثير الإعلان الأميركي عن إعادة نشر القوات القلق من احتمال أن يؤثر ذلك على قتال التنظيمات الجهادية في أفريقيا. وبحسب المتحدثة باسم البنتاغون، فإن التعديل الأول سيشهد استبدال جزء من فرقة مشاة تضم نحو 800 جندي بعدد مماثل من المتدربين والمستشارين العسكريين لدعم القوات المحلية في «الدول الأفريقية». ويعد التحرك الأخير الخطوة الأولى للمراجعة الشاملة التي يقوم بها البنتاغون لانتشار القوات الأميركية حول العالم، في محاولة للمواءمة بين هذا الوجود وأولويات الدفاع الأميركية التي تصنّف الصين وروسيا كتهديدين رئيسيين. وهذا قد يعني خفض انتشار القوات الأميركية المخصصة لمواجهة التهديد الذي يشكله المتطرفون، بما في ذلك في أفريقيا. لكن البنتاغون لا يزال يولي أهمية لعدم ترك فراغات في مناطق معينة، كما هو الحال في أفريقيا، يمكن أن يستغله الصينيون أو الروس لإيجاد موطئ قدم ذي قيمة استراتيجية. وتنشر الولايات المتحدة نحو 6000 جندي في أفريقيا، بينهم 800 في غرب أفريقيا، و500 من القوات الخاصة في الصومال، إضافة إلى عدد غير محدد في قاعدة جوية في النيجر. وتعتمد الولايات المتحدة في عملياتها الميدانية في غرب أفريقيا على القوات الفرنسية بشكل خاص، وسائر القوات الأفريقية المختلفة، لكن الاستراتيجية الأميركية تحولت في الغالب إلى «احتواء» الجماعات المتطرفة بدلاً من تدميرها. وذكر المفتش العام في البنتاغون في تقرير حديث حول عمليات مكافحة الإرهاب الأميركية في أفريقيا أن «التهديد الإرهابي في أفريقيا لا يزال مستمراً، وفي كثير من الأماكن آخذ في النمو».
على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن وزراء دفاع حلف الناتو ناقشوا دور قوات الحلف في منطقة الشرق الأوسط، واتفقوا على تعزيز وجوده فيها، ما يشمل نشر دفاعات جوية والتأكد من تنسيق العمل والتعاون مع الشركاء.
وأضاف إسبر، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل في اليوم الثاني من اجتماعات الحلف، أن الأعضاء اتفقوا على ضرورة إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» والتأكد من أن المنظمات الإرهابية الأخرى لا تمتلك أي ملجأ آمن لشن الهجمات على بلادنا، مشيراً إلى أن وزراء الدول المعنية وافقوا على زيادة عدد القوات التي تشارك في العمليات لهزيمة التنظيم في العراق، وكذلك دعم وتدريب القوات العراقية، تاركاً أمر الإعلان عن تلك الزيادة للدول نفسها. وأضاف إسبر أن الحلف ناقش المفاوضات الجارية في أفغانستان بين الولايات المتحدة و«طالبان»، قائلاً إنه بعد 7 أيام من المفاوضات، توصلت بلاده إلى نتيجة إيجابية عن احتمال المضي قدماً في العملية السياسية، وأن بلدان الحلف ستناقش هذا الأمر لتتخذ القرار المناسب بالنسبة إلى مستقبل عمليات قوات التحالف إذا ما استمر هذا التقدم.
من جهة أخرى، قال إسبر إن وزراء الحلف ناقشوا أيضاً مسائل تشغيلية تتعلق بمشاطرة الأعباء بين أعضاء الحلف، كاشفاً أنه تم جمع 130 مليار دولار لعمليات الحلف، وأنه جرى التأكيد على قيام الدول الأعضاء بتسديد نسبة 2 في المائة من ناتجها العام لميزانية الحلف. وأضاف أن الحلفاء ناقشوا مدى الجهوزية للرد على التحديات التي تواجههم، وتوقفوا أمام التهديد السيبيري، وخصوصاً من الصين، داعياً الحلفاء إلى وجوب السماح للولايات المتحدة، وكذلك للدول التي ليست عضوة في الحلف، لتقديم الخبرات وتعزيز التعاون عبر الأطلسي في مواجهة التهديدات القادمة من الصين.