نتنياهو يسمي فريقه لضم الأراضي الفلسطينية... ويستبعد الجيش

TT

نتنياهو يسمي فريقه لضم الأراضي الفلسطينية... ويستبعد الجيش

في محاولة للبرهنة على أنه جاد في تطبيق الضم وفرض السيادة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تركيبة الطاقم المُنبثق عن المسؤولين في ديوانه، لإعداد الخرائط تمهيدا لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل، وفقا لبنود خطة «صفقة القرن».
ويتألف هذا الفريق من وزير السياحة، ياريف ليفين، الذي يكلف عادة بالمهمات الخاصة لنتنياهو، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون درامر، والمدير العام لديوان رئيس الوزراء، رونين بيرتس، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات. ولوحظ أن هذا الفريق يخلو من أي تمثيل للجيش الإسرائيلي، رغم أنه هو الحاكم الفعلي في الضفة الغربية المحتلة، باستثناء القدس الشرقية. وقالت مصادر سياسية بأن هذا الاستثناء يعود إلى الخلافات بين نتنياهو وقيادة جيشه حول طبيعة هذا الضم، إذ أن الجيش لا يرى ضرورة أمنية في ضم مناطق واسعة.
واعترف مصدر مقرب من نتنياهو، أن «قضية الضم هي قضية آيديولوجية وليست أمنية». ورد رئيس هيئة أركان الجيش، الجنرال أفيف كوخافي، على ذلك، بتوجيه أمر إلى رئيس شعبة التخطيط في الجيش، اللواء أمير أبو العافية، بتشكيل طاقم موازٍ للطاقم الذي شكّله نتنياهو، لإعداد خرائط تمهّد لتنفيذ الضم، إذا اتخذت الحكومة قرارا بذلك.
ويتألف طاقم الجيش من قائد لواء المركز المسؤول عن الضفة الغربية، اللواء نداف بادان، ومنسق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في المناطق كميل أبوركن، ودائرة القانون الدولي في النيابة العسكرية.
وتنص «صفقة القرن» على ضم إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية، إضافة إلى غور الأردن وشمالي البحر الميت. لكن ترمب أمهل الفلسطينيين 4 سنوات لدراسة الصفقة والموافقة عليها، وإلا فإنه سيمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذها على أرض الواقع، بشكل أحادي الجانب، شريطة التنسيق معه. وعندما أعلن نتنياهو أنه سيتخذ قرارا بالضم في جلسة الحكومة القريبة، منعته الإدارة الأميركية، مؤكدة أن الضم يحتاج إلى تنسيق بين الطرفين ولا يمكن تنفيذه قبل الانتخابات الإسرائيلية، التي ستجرى يوم 2 مارس (آذار) المقبل. وقد أحرج الأمر نتنياهو أمام حلفائه المستوطنين، فراح يعلن عن إجراءات مختلفة تبين جديته في تنفيذ الخطة على الأرض. ومن ضمن هذه الإجراءات، تشكيل لجنة الخرائط. وسبقها وزير الطاقة، ويفال شتاينتس، بشروع شركة الكهرباء الإسرائيلية بتوسيع شبكة الكهرباء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أن يتم تطوير شبكة الضغط العالي لتقديم الخدمات لجميع المستوطنات. كذلك تم تحضير خطة في قطاع المياه. وهذا فضلا عن مشاريع الاستيطان التوسعية نفسها.
وكان وزير الأمن نفتالي بنيت، رئيس اتحاد أحزاب اليمين، قد هدد نتنياهو بأنه لن ينضم إلى حكومة برئاسته في حال لم يتخذ قرارات رسمية وإجراءات عملية لضم المستوطنات وغور الأردن، بعد الانتخابات مباشرة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.