تعرّض صحافي لبناني لاعتداء بعد مشاركته في ندوة اقتصادية

TT

تعرّض صحافي لبناني لاعتداء بعد مشاركته في ندوة اقتصادية

تعرّض الصحافي اللبناني محمد زبيب لاعتداء في منطقة الحمراء في بيروت، مساء أول من أمس، وذلك بعد مشاركته في ندوة حول السياسات المالية والإجراءات المصرفية بدعوة من النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت.
وقام ثلاثة شبان بمهاجمة زبيب وانهالوا عليه بالضرب خلال توجّهه إلى الموقف، حيث كان يركن سيارته إلى أن سقط أرضا وتعرضوا له بالشتائم من دون ذكر أي دليل أو ما يشير إلى انتمائهم أو سبب الاعتداء عليه، وعلى الأثر نُقِل زبيب إلى المستشفى حيث خضع لفحوص طبية، قبل أن يغادر بعد منتصف الليل.
وكان زبيب قد قدم استقالته من جريدة «الأخبار» اللبنانية، بعد أيام على بدء التحركات الشعبية في لبنان «احتجاجا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة»، بحسب ما أعلن.
وفي بيان لها استنكرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية «ما تعرض له زبيب، شاجبة هذا العمل الجبان»، وقالت إن «الصحافة اللبنانية ليست مكسر عصا للخارجين على القوانين، وعلى السلطات المختصة تأمين أقصى الحماية للصحافيين، وأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لملاحقة المعتدين قضائيا».
ولاقت الحادثة التي تعرض لها زبيب استنكارا واسعا ونفذت مساء وقفة تضامنية معه بدعوة من «تجمع نقابة الصحافة البديلة» الذي أكد أن هذا الاعتداء هو اعتداء على كل الصحافيين والصحافيات والثوار وجريمة جديدة ضد الحريات.
بدورها، شددت «الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان» في بيان، على «ضمان عدم إفلات المعتدين من العقاب». ورأت أن «وتيرة الاعتداءات تصاعدت على الصحافيين والصحافيات منذ اندلاع احتجاجات 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وذكّرت بضرورة أن يكون هناك التزام سياسي لا لبس فيه، بتمكين الصحافيين من تأدية عملهم بأمان».
وأدانت «المفكرة القانونية» في بيان، الاعتداء على زبيب، ونوهت بـ«الدور المحوري والرائد الذي لعبه قبل الثورة وبعدها، وبفضح ممارسات مصرف لبنان وجمعية المصارف وأبرزها الهندسات المالية التي أطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة». وأوضحت أن «الملفات التي عمل عليها زبيب شكلت في غالب الأحيان محورا لنقاشات ما بعد 17 أكتوبر بعدما أدرك الرأي العام صحة وخطورة ما كان يحذر منه منذ سنوات».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.