تأجيل زيارة رئيس جنوب السودان للخرطوم دون إبداء أسباب

السودان يشكك في التزام جوبا وقف دعمها للحركات المتمردة

تأجيل زيارة رئيس جنوب السودان للخرطوم دون إبداء أسباب
TT

تأجيل زيارة رئيس جنوب السودان للخرطوم دون إبداء أسباب

تأجيل زيارة رئيس جنوب السودان للخرطوم دون إبداء أسباب

تستقبل العاصمة السودانية الخرطوم الثلاثاء المقبل رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي يصل إلى البلاد في زيارة قصيرة تستغرق يوما واحدا، بعد أن أعلن في وقت سابق أن الزيارة ستكون اليوم (السبت)، في وقت شككت فيه الخرطوم بالتزام جوبا بوقف دعمها للحركات المتمردة ضدها.
وقالت سفارة جوبا في الخرطوم في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، أمس، إن الرئيس سلفا كير ميارديت سيصل إلى الخرطوم الثلاثاء المقبل لإجراء مشاورات بين قيادتي البلدين، وسيكون مرفوقا بعدد من معاونيه.
وكان أعلن في وقت سابق، أن الزيارة كان مخططا لها اليوم (السبت)، بيد أن سفارة جوبا بالخرطوم قالت، إنها تأجلت دون إبداء أسباب، وهو التأجيل الثالث لهذه الزيارة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
وذكرت الخارجية السودانية، أن الشكوك ما زالت قائمة بشأن وقف جوبا دعمها للمتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والذين يحاربون حكومة الخرطوم هناك، في الوقت الذي تردد فيه أطراف داخل حكومة جوبا أحاديث عن دعم الخرطوم للقوات التابعة لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار، الذي يقود تمردا مسلحا ضد جوبا منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ورغم الإعلان الرسمي عن تأجيل الزيارة فإن بعض المراقبين يرون أن التأجيل الحالي له علاقة بالاتهامات المتبادلة بدعم متمردي الطرفين، ولا سيما أن مسؤولين في جوبا اتهموا الخرطوم بدعم المتمردين الجنوبيين في المعارك، التي تدور حاليا حول منطقة بانتيو النفطية الجنوبية، بين القوات الحكومية وقوات التمرد.
وقال مصدر بجنوب السودان، إن تأجيل الزيارة يعد شكلا من أشكال إبداء عدم الرضا «والاحتجاج» من قبل حكومة الرئيس سلفا كير، بسبب دعم الخرطوم للمتمردين الموالين لرياك مشار، بيد أن المصدر عاد ليقول: «سلفا كير مضطر لزيارة الخرطوم وستتم الزيارة مهما كانت الأسباب».
وقالت جوبا، إن التأجيل مرتبط بانشغال سلفا كير بالترتيب لمشاركته في قمة رؤساء دول «إيقاد» بمدينة بحر دار الإثيوبية التي لم تحدد مواعيدها بعد، ومن المقرر أن تبحث التسوية السلمية للنزاع في جنوب السودان، طبقا لتصريحات صحافية صادرة عن المتحدث باسم الرئيس سلفا كير أتينج ويك، الذي نفى في الوقت ذاته اتهام جوبا للخرطوم بدعم المتمردين الجنوبيين.
من جهته، صرح علي كرتي، وزير الخارجية السوداني، بأن شكوكا سودانية بشأن دعم جوبا للحركات المتمردة ما زالت قائمة، وقال إن لدى حكومته معلومات تؤكد تقديم دولة جنوب السودان للحركات المتمردة السودانية. وبرر الوزير كرتي أسباب تأجيل زيارات الرئيس سلفا كير السابقة للخرطوم بأنها مرتبطة بالأوضاع الصحية وليست لأسباب سياسية.



الرئيس الكيني يتعهد وضع حد لعمليات اختطاف متظاهرين

انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الكيني يتعهد وضع حد لعمليات اختطاف متظاهرين

انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)
انفجار قنبلة غاز مسيل للدموع خارج مقر البرلمان الكيني في نيروبي حيث كان محتجون يتظاهرون رفضاً لرفع الضرائب في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

تعهد الرئيس الكيني ويليام روتو «وضع حد لعمليات اختطاف» الشرطة متظاهرين وشباناً مناهضين للسلطة، بعد حالات جديدة نددت بها منظمات غير حكومية ومحامون وسياسيون، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقوات الأمن في هذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا متهمة باعتقال واحتجاز عشرات المتظاهرين بشكل غير قانوني منذ الاحتجاجات المناهضة للحكومة في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، رفضاً لسياسات التقشف التي تتبعها.

وطالت حالات الاختفاء الأخيرة التي تصدرت عناوين الأخبار في البلاد، بشكل رئيسي، الشباب الذين انتقدوا روتو عبر الإنترنت.

وطالبت منظمات حقوقية بوضع حد لهذه الانتهاكات، علماً بأن الشرطة تنفي كل الاتهامات الموجهة إليها.

وخلال كلمة ألقاها، الجمعة، في خليج هوما (غرب)، وعد الرئيس الكيني بوضع حد لعمليات الاختطاف، كما حض الأهل على «تحمل مسؤولية» أبنائهم. وقال للحشد: «سنضع حداً لعمليات الاختطاف حتى يتمكن شبابنا من العيش بسلام»، بحسب وسائل إعلام محلية.

ويأتي تصريح روتو غداة بيان أصدره نائبه السابق ريغاثي غاشاغوا، اتهم فيه إدارته باستهداف الشباب.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني)، تطرق روتو إلى هذه القضية في خطابه السنوي عن حال الأمة، مندداً بـ«أي عمل مفرط أو خارج إطار القانون»، وموضحاً أن العديد من الاعتقالات كانت مشروعة لأنها طالت «مجرمين وعناصر تخريبية».

ورغم تزايد الغضب في البلاد بسبب عمليات الاختطاف هذه، فإن الحالات الأخيرة لم تتبعها إلا مظاهرات محدودة.

رجال أمن يحمون مقر البرلمان الكيني في نيروبي من محاولة لاقتحامه في 25 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

ويتساءل نشطاء في حقوق الإنسان عن الأسباب التي أدت بالشرطة إلى عدم التحقيق في حالات الاختفاء هذه.

ورأت نقابة المحامين في كينيا أن على الشرطة «التحقيق مع المسؤولين ومحاكمتهم» فوراً، إذا لم تكن متواطئة.

وأشارت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى أن تحقيقاتها أظهرت مسؤولية وحدة تضم أعضاء في عدة أجهزة أمنية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

الخميس، قال نائب الرئيس السابق ريغاتي جاتشاغوا الذي عُزل في أكتوبر (تشرين الأول)، بعد خلافات حادة مع الرئيس لإحجامه عن دعم رئيس الدولة في وجه المتظاهرين، إن وحدة سرية تقف خلف حالات الاختفاء. وأكد أن «خطف هؤلاء الأطفال وقتلهم ليس حلاً... هذه أول إدارة في تاريخ هذا البلد تستهدف الأطفال».

وفي المجمل، تم اختطاف 29 شخصاً منذ يونيو، بينهم ستة في ديسمبر (كانون الأول)، وما زال بعضهم في عداد المفقودين، بحسب اللجنة الكينية لحقوق الإنسان.

وقُتل أكثر من 60 شخصاً خلال المظاهرات التي جرت في الصيف، بحسب منظمات غير حكومية.