الائتلاف: 44 معتقلا قتلوا في سجون النظام تحت التعذيب

بعد سيطرته على حقل للغاز.. «داعش» يحاول اقتحام مطار عسكري في ريف حمص

عناصر من الدفاع الوطني يتفقدون موقعا قصفته قوات النظام السوري في حلب أمس (رويترز)
عناصر من الدفاع الوطني يتفقدون موقعا قصفته قوات النظام السوري في حلب أمس (رويترز)
TT

الائتلاف: 44 معتقلا قتلوا في سجون النظام تحت التعذيب

عناصر من الدفاع الوطني يتفقدون موقعا قصفته قوات النظام السوري في حلب أمس (رويترز)
عناصر من الدفاع الوطني يتفقدون موقعا قصفته قوات النظام السوري في حلب أمس (رويترز)

قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنه اطلع على تقارير مروعة تفيد بمقتل 44 معتقلا من مدينة القريتين في ريف حمص، في سجون الأسد تحت التعذيب، في وقت استكمل فيه تنظيم داعش تقدمه في المنطقة بعد سيطرته على حقل الشاعر للغاز وسعيه لاقتحام مطار «التيفور» العسكري.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن توثيقه مقتل 36 مواطنا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية، 35 منهم من مدينة القريتين بريف حمص، والأخير من منطقة وادي العرب.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات أبلغت أهالي المعتقلين بأنهم توفوا جميعا في المعتقلات، لكنها لم تسلمهم الجثث بعد. وقال عبد الرحمن: «كانت قوات النظام اعتقلت العشرات من أهالي القريتين بعد سيطرتها عليها، ثم أفرجت عن بعضهم قبل نحو شهرين بعد اتفاق عقدته مع القيمين على البلدة يسمحون من خلاله بإصلاح خط غاز موجود في المنطقة مقابل إفراج قوات النظام عن عشرات المحتجزين».
واعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، أن كل من يمتنع عن مساعدة المعتقلين السوريين في سجون نظام الرئيس السوري بشار الأسد «شريك في الجرائم المرتكبة بحقهم، وآخرها ما وقع لمعتقلي مدينة القريتين بريف حمص، حيث أكدت تقارير مروعة استشهاد 44 معتقلا في سجون الأسد تحت التعذيب».
ودعا البحرة في بيان المجتمع الدولي إلى القيام بما يضمن إطلاق سراحهم وحمايتهم ومحاسبة المسؤولين عن الأعمال غير القانونية والإجرامية التي ترتكب بحقهم. وذكر البحرة أن فريقا من المحققين المختصين في جرائم الحرب، أكدوا مطلع العام الحالي وبعد معاينة الصور الرهيبة لـ11 ألف معتقل تم إعدامهم بالإضافة إلى وثائق أخرى، أن هناك «أدلة واضحة» على أن نظام الأسد مارس التعذيب والإعدام الممنهج بحق آلاف المعتقلين منذ مارس (آذار) 2011. وحذر البحرة من استمرار هذا «التهاون والاسترخاص لدماء السوريين».
بالتزامن، واصل تنظيم «داعش» تقدمه بريف حمص الشرقي وسط سوريا، وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بسيطرة التنظيم على حقل جحار للغاز، بعد معارك دارت بينه مع قوات تابعة للنظام السوري استمرت طيلة ليل الخميس – الجمعة وسقط على أثرها قتلى من الطرفين. وأوضح المكتب أن التنظيم أحرق دبابتين تابعتين لقوات الجيش النظامي كانت متمركزة داخل الحقل.
وكان المرصد أكد مساء الخميس سيطرة «داعش» على كل الآبار في حقل الشاعر للغاز رغم وجود جنود سوريين في بعض المباني.
وتبنى التنظيم السيطرة على الحقل في بيان نشره على الإنترنت، إضافة إلى صور لدبابات مدمرة و15 جثة على الأقل قال إنها تعود إلى جنود سوريين، بعضها متفحم والبعض الآخر يحمل آثار رصاص في الرأس والصدر.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله، إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة حققت إصابات مباشرة في صفوف إرهابيين حاولوا الاعتداء على بعض النقاط العسكرية في محيط جبل الشاعر بريف تدمر»، لافتا إلى أن «وحدات أخرى أحبطت محاولة إرهابيين التسلل من الجزيرة السابعة في حي الوعر باتجاه بساتين الوعر في حمص وأردت أفرادها بين قتيل ومصاب».
وقال ناشطون إن مقاتلي «داعش» سيطروا أيضا على أجزاء من مطار «التيفور» العسكري بريف حمص بعد تفجير سيارة ملغمة عند بوابته الرئيسية واستولوا على أكثر من 15 دبابة وآليات ثقيلة أخرى أثناء المعارك المستمرة هناك، وأشاروا إلى أن التنظيم يقصف بالمدافع أجزاء المطار التي لا تزال تحت سيطرة القوات النظامية السورية.
وأشار المرصد إلى تعرض مناطق في حي الوعر بمدينة حمص لقصف متقطع من قبل قوات النظام بقذائف الهاون والمدفعية، وإلى قصف الطيران المروحي بـ4 براميل متفجرة مناطق في بلدة الرستن بريف حمص الشمالي، مما أدى لمقتل 3 مواطنين بينهم طفل، إضافة لإصابة 6 آخرين.
وفي دمشق، أفاد المرصد بتعرض حي جوبر الخاضع لسيطرة المعارضة لقصف بـ8 صواريخ أرض - أرض بالتزامن مع غارات جوية. وتحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة تدور في الحي الذي يقع شرق دمشق، وتحاول القوات النظامية منذ نحو شهرين استعادته.
وفي حلب، قال ناشطون إن فصائل سورية اشتبكت مع القوات النظامية المدعومة بمقاتلين من «حزب الله» على محاور شمال غربي السجن المركزي وفي جبهة حندرات شمال المدينة. من جهته، قال المرصد إن اشتباكات وقعت على أطراف حي الراشدين غرب حلب، وكذلك في حي العامرية.
وتجدد القتال يوم أمس بين «جبهة النصرة» وتنظيم «جند الأقصى» من جهة و«جبهة ثوار سوريا» من جهة أخرى في إدلب.
وقال المرصد السوري إن 15 فصيلا إسلاميا وفصيلا مقاتلا اتفقوا على إرسال قوات للفصل بين الكتائب المتنازعة في جبل الزاوية وخارجه باسم «قوات الصلح». وطالبت الفصائل الأطراف المتنازعة تسهيل عمل هذه القوة وعدم التعرض لها تحت أي ظرف كان.
وفي دير الزور، قال المرصد إن تنظيم داعش أعدم رجلا من مدينة الميادين في ساحة الجرداق بتهمة أنه «شرطي عند بشار الأسد». وأشار المرصد إلى أن عناصر التنظيم أعلنوا عبر مكبرات الصوت أن كل من «يسب الله ورسوله» سوف «يقطع رأسه ويصلب».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.