إجراءات دعم صينية كبرى في مواجهة «كورونا»

إجراءات دعم صينية كبرى  في مواجهة «كورونا»
TT

إجراءات دعم صينية كبرى في مواجهة «كورونا»

إجراءات دعم صينية كبرى  في مواجهة «كورونا»

تعهد الرئيس الصيني، شي جينبينغ بتخفيضات ضريبية وأشكال أخرى من الدعم للشركات، حيث تحاول الحكومة تخفيف التداعيات على الاقتصاد بسبب تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد، الذي أصاب عشرات الآلاف، وأدى إلى فرض حصار حول أقاليم بالكامل.
وستحدد الحكومات المحلية الصينية آليات مساعدة للشركات، ولا سيما الشركات الصغيرة والمملوكة لجهات خاصة، طبقاً لما قررته لجنة بوليتبورو الدائمة، وهي هيئة بارزة لاتخاذ قرار في اجتماع ترأسه شي، حسبما ذكر تلفزيون الصين المركزي «سي سي تي في».
ودعت الهيئة أيضاً إلى تخفيضات ضريبية وتقليص معدلات الفائدة، بالإضافة إلى زيادة استثمار رأس المال وتوزيع الأموال المحلية للحيلولة دون انتشار الوباء والسيطرة عليه.
وكشفت مصلحة الدولة للضرائب في الصين، أمس، عن مبدأ توجيهي للحد من الضغوط المالية في القطاعات الرئيسية وسط المعركة ضد تفشي فيروس كورونا الجديد، بحسب وكالة «شينخوا».
وجاء هذا المبدأ التوجيهي، الذي يتضمن 12 بنداً مفصلاً، بعد سلسلة من السياسات الضريبية التي طُرحت الأسبوع الماضي لدعم الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، والإمدادات، والتبرع، واستئناف العمل. وقال مسؤول كبير في المصلحة، إن «الأولوية الحالية لإدارات الضرائب هي ضمان تنفيذ سياسات الضرائب التفضيلية للوقاية من الأوبئة ومكافحتها».
وسيتم إلغاء ضريبة الدخل للأشخاص المشاركين في الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، في حين سيتم إلغاء ضريبة القيمة المضافة لدافعي الضرائب في قطاعات مثل النقل وتجهيز الطعام وتوصيل الضروريات اليومية. كما حدد المبدأ التوجيهي سياسات الضرائب التفضيلية فيما يتعلق بالتبرعات المحلية والخارجية.
وقال المبدأ التوجيهي، إنه من أجل المساعدة في استئناف العمل، يمكن ترحيل الخسائر التي تكبدتها الشركات المنكوبة بالفيروس في عام 2020 إلى فترة أقصاها ثمانية أعوام.
وفي سياق ذي صلة، يرى أستاذ اقتصاد ألماني، أن أساسيات الاقتصاد الصيني جيدة، ومن غير المحتمل أن يؤثر تفشي فيروس كورونا الجديد على الاستثمارات العابرة للحدود على المدى الطويل.
وقال هورست لوشيل، أستاذ الاقتصاد في كلية فرانكفورت للمالية والإدارة، إن تفشي فيروس كورونا الجديد سيكون له تأثير قصير المدى على اقتصاد الصين، وخاصة في الربع الأول من هذا العام، لكن أساسيات الاقتصاد الصيني جيدة. وأضاف لوشيل، أن الأنشطة الاقتصادية التي من بينها عمليات الاندماج والاستحواذ والاستثمارات الأجنبية المباشرة والاستثمار في الأسهم الخاصة، متعلقة بالاقتصاد الفعلي، ولن تؤثر الأزمة الحالية على القوى طويلة المدى وراء هذه الاستثمارات. واستطرد: «ولهذا؛ فإنني أرى على المدى البعيد، التطور نفسه في عمليات الاندماج والاستحواذ والاستثمار في الأسهم الخاصة والاستثمارات الأجنبية المباشرة». وقال إنه فيما يتعلق بالأسواق المالية، يعد تقلب أسعار الأسهم رد فعل طبيعياً من السوق بسبب الشكوك. وتابع، إنه بمجرد أن تتم السيطرة على الأزمة سوف ترتفع الأسعار مرة أخرى. وأضاف: «لا أعتقد أن هناك مشكلة في الاستقرار المالي في السوق في هذه اللحظة».
واستطرد لوشيل بأن بنك الصين الشعبي، البنك المركزي، يستطيع تقديم دعم اقتصادي في هذه الأزمة عن طريق توفير المزيد من السيولة، كما كان يفعل بالفعل، وتستطيع الحكومة استخدام سياسة نقدية لتحقيق الاستقرار لمستوى التوظيف ومستوى الإنتاج في الاقتصاد الشامل.



لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.