بينيت يطلق سراح معتقل يهودي يشكل خطراً على الفلسطينيين

TT

بينيت يطلق سراح معتقل يهودي يشكل خطراً على الفلسطينيين

أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمر اعتقال إداري بحق مستوطن متطرف يشتبه في تنفيذه هجوما إرهابيا بحق فلسطيني، وذلك في خطوة غير مسبوقة جاءت مناقضة حتى لتوصية جهاز المخابرات الإسرائيلية (شاباك).
وكان بينيت قد وقع بنفسه على أمر الاعتقال الإداري لمدة شهر بحق الناشط اليميني المتطرف، إلياهو بن ديفيد، بعد أن قدمت له المخابرات تقريرا يبين أنه «متطرف بشكل خطير ويؤمن بالعنف وقد يرتكب جرائم عنيفة بحق فلسطينيين». وأضاف التقرير، أن بن ديفيد اعتقل خلال العام ونصف العام الماضيين، في سبع مناسبات مختلفة، بشبهات ارتكاب جرائم على (خلفية قومية) ضد فلسطينيين، ولم يرتدع. ولذلك لا بد من اعتقاله إداريا». ولكن بينيت تعرض بعد هذا التوقيع لحملة تحريض وتهديد من المستوطنين، فخشي خسارة أصواتهم في الانتخابات القادمة، وتراجع عن الاعتقال الإداري وأمر بإطلاق سراحه، مع تقييد دخوله إلى الضفة الغربية المحتلة فقط.
واحتج على قرار الإلغاء قادة الشاباك، وبطلب منهم اجتمعوا، أمس الأربعاء، مع بينيت، وأطلعوه على معلومات استخباراتية إضافية عن المعتقل، طالبين إلغاء قرار الإلغاء وإبقاء بن ديفيد في السجن. لكن هذا الاجتماع لم يؤد إلى تقريب وجهات النظر، حيث تم فضه في نهاية المطاف، وظل مسؤولو الشاباك على موقفهم، فيما قرر بينيت المضي في موقفه بإلغاء أمر الاعتقال الإداري. ووصف المراسلون العسكريون في وسائل الإعلام العبرية هذه الخطوة بأنها «غير مسبوقة، ولم يقدم وزير أمن إسرائيلي على مثلها من قبل».
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت بن ديفيد قبل 8 أيام، بعدما أن رمى سائقا فلسطينيا بحجر وأصابه بجرح واسع في رأسه. وقد اعتقل، في يوم الاثنين الماضي، ولكن، المحكمة المركزية الإسرائيلية قررت إطلاق سراحه دون شروط مقيدة. فاعتقلته المخابرات إداريا. وخلال بضع ساعات قليلة، كان بن ديفيد اليهودي الوحيد الذي يخضع للاعتقال الإداري في إسرائيل، علما بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل نحو 400 أسير فلسطيني بموجب أمر اعتقال إداري (دون تهمة). لكن بينيت أبطل اعتقال اليهودي.
والاعتقال الإداري، هو قرار حبس دون محاكمة، يستند إلى أنظمة الانتداب البريطاني. تصدره عادة المخابرات الإسرائيلية، بالتنسيق مع القائد العسكري في الضفة الغربية المحتلة، لمدة تتراوح بين شهر إلى 6 أشهر، ويتم إقراره بناء على «معلومات استخباراتية» بحق المعتقل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».