تشكيك روسي بإتمام قمة أوكرانية جديدة في برلين

تدور في منطقتي لوهانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا معارك بين انفصاليين موالين لروسيا والجيش الأوكراني، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، أودت المعارك منذ أبريل (نيسان) عام 2014 بحياة نحو 13 ألف شخص.
وخلال القمة التي انعقدت مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي كان هناك اعتراف بما يسمى «صيغة شتاينماير» للوضع الخاص لمنطقتي لوهانسك ودونيتسك.
وتنظم الصيغة المسماة على اسم الرئيس الألماني الحالي ووزير الخارجية السابق فرانك - فالتر شتاينماير عملية ضمان وضع خاص مؤقت لهاتين المنطقتين. لكن أعربت موسكو عن تشككها إزاء إتمام قمة جديدة لحل النزاع الأوكراني، والمنتظر عقدها في برلين الربيع المقبل. ويرى نائب وزير الخارجية الروسي، أندري رودينكو، الحكومة الأوكرانية مسؤولة عن عدم تحقيق الكثير في تطبيق اتفاقات باريس.
وقال رودينكو في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» أمس الثلاثاء إنه لا يوجد حتى الآن سوى تبادل واحد للأسرى، وأضاف: «لم يتم تنفيذ باقي الإجراءات... تصرف أوكرانيا في مجموعة الاتصال والتصريحات الصادرة عن كييف يثير شكوكا حول ما إذا كان بالإمكان تحقيق ذلك بحلول أبريل المقبل». وذكر رودينكو أن أوكرانيا والانفصاليين تعهدوا بسحب المزيد من القوات المسلحة من الجبهة. وذكر رودينكو، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أنه لا يمكن التحدث عن موعد محدد لقمة جديدة في إطار ما يسمى صيغة نورماندي، دون إحراز تقدم حقيقي في تطبيق حزمة باريس.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا وفرنسا تتوسطان في حل النزاع. وتختص مجموعة اتصال بتطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها حتى الآن. وحدد وزير الدفاع الأوكراني أندري زاغورودنيوك يوم الأحد الماضي ثلاثة مما تسمى مراكز فض الاشتباك لسحب القوات، موضحا أن هذه لا تزال مجرد مقترحات، ويتعين أن يوافق عليها الانفصاليون أيضا.
وفي سياق متصل، أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدير مكتبه أندريه بوجدان أمس الثلاثاء، بعد أن أصبح بوجدان أحد أكثر المسؤولين إثارة للجدل في الإدارة الأوكرانية منذ تقلد زيلينسكي المنصب في العام الماضي.
ولم يصدر على الفور تفسير رسمي لإقالة بوجدان، لكنها جاءت بعد تقارير عن صراع في مقر الحكم بين بوجدان وأندريه ييرماك المساعد البارز للرئيس والذي تم تعيينه خلفا لبوجدان.
ويبدو أن زيلينسكي لمح إلى الصراع بين بوجدان وييرماك في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس يوكرين» الأوكرانية أمس الثلاثاء، عندما قال إن الصراعات في إدارته حالت دون أن تؤدي عملها بفاعلية. ولم يعلق بوجدان إلى الآن على إقالته. وكان بوجدان في السابق محاميا لإيغور كولومويسكي أحد أكثر الأوكرانيين ثراء. ويملك كولومويسكي القناة التلفزيونية التي كانت سببا في أن يصبح زيلينسكي نجما في المسلسلات الفكاهية وأزعجت علاقات العمل بينهما بعض المستثمرين. وكان بوجدان وكيلا عن كولومويسكي في معركة قضائية مع الحكومة حول السيطرة على بريفاتبنك وهو أكبر بنوك الإقراض في أوكرانيا.
وتوقفت على القضية إمكانية أن يقدم صندوق النقد الدولي مزيدا من القروض لأوكرانيا.
وكتب تيموثي آش من المكتب الاستشاري (بلوباي أسيت مانجمينت) قبل تأكيد إقالة بوجدان، كما نقلت عنه «رويترز»: «إذا تأكد رحيله فستتقبله السوق قبولا حسنا لأن ذلك سيبعث على الأمل في خطوة للأمام في الإصلاحات التي يبدو أنها تغوص في الرمال في المرحلة الحالية».
وحل ييرماك وهو محام سابق ومنتج سينمائي محل بوجدان. وصار ييرماك أحد أبطال قضية مساءلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تمهيدا لعزله.
وكان ييرماك قد اجتمع مع رودي جولياني المحامي الشخصي لترمب في مدريد العام الماضي في الوقت الذي كان فيه معسكر ترمب يضغط على أوكرانيا لتجري تحقيقا بشأن نجل جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق، والذي كان يعمل في شركة أوكرانية للطاقة.