أقامت هيئة «الحشد الشعبي»، أمس، حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور 40 يوماً على مقتل نائب رئيس الهيئة أبو مهدي المهندس وقائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني قاسم سليماني، وقادة آخرين في الحشد. وأقيم حفل التأبين الرئيسي في مقر هيئة الحشد في الجادرية ببغداد، بحضور رئيس الهيئة فالح الفياض، ووزير الداخلية ياسين الياسري، ورئيس أركان الجيش عثمان الغانمي، وعدد من الشخصيات القيادية في الحشد وبعض عناصره.
كما أقيمت احتفالات تأبينية مماثلة في محافظات وسط وجنوب البلاد، استناداً إلى إعلام الهيئة.
وكانت طائرة أميركية من دون طيار استهدفت المهندس وسليماني ورفاقهم قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأكد الفياض أن «الحشد سيبقى مدافعاً عن الوطن وصائنا لأرضه»، وتعهد أن يكون على مستوى الأمانة.
وقال في كلمة ألقاها في الحفل التأبيني، نيابة عن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس الوزراء، إن «العراقيين يؤبّنون اليوم ويعزون قادة نصرنا الميمون الذي توج بشهادة عشرات الآلاف من قواتنا في حشدنا الشعبي وجيشنا وشرطتنا وجهاز مكافحة الإرهاب وعموم العراقيين الذين هبوا في مساعدتنا ضد (داعش)».
ورغم وصف الفياض حادثة مقتل أبو مهدي المهندس وسليماني بـ«جريمة كبرى ونكراء بحق الإنسانية»، وأن من قام بها «كانت تنقصه الحكمة»، لم تأت الكلمة على ذكر الولايات المتحدة بالاسم ولم تشهد تصعيداً ضدها، لكنها حفلت بترديد اسم المرجعية الدينية مرات عديدة.
وما زالت الخلافات بين أجنحة الفصائل المسلحة تحول دون تعيين خلف للمهندس في منصب نائب رئيس الهيئة، كما يقول مصدر مقرب منها لـ«الشرق الأوسط». ويقول المصدر، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، إن «ثلاثة أسماء متداولة هذه الأيام داخل الهيئة لخلافة المهندس، لكن الخلافات بين أطراف الحشد تحول دون الاتفاق على واحد منهم». ويؤكد المصدر أن «رئيس منظمة بدر هادي العامري أبرز الأسماء، وهناك أيضاً يتردد اسم أبو علي البصري قائد خلية الصقور الاستخبارية الحالي التابعة لوزارة الداخلية، وهناك أيضاً اسم المعاون العسكري لمقتدى الصدر أبو دعاء العيساوي». وتوقع المصدر أن «لا يتم حسم قضية خليفة المهندس في وقت قريب، وربما تؤجل إلى حين مباشرة رئيس الوزراء الجديد مهام عمله، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة وضمنها هيئة الحشد».
من جانبه، أكد مدير الهندسة العسكرية في الحشد الشعبي نعمة الكوفي، أمس، مواصلة الطريق الذي ابتدأه المهندس في الدفاع عن العراق. وقال الكوفي في كلمة له على هامش الحفل التأبيني الذي أقامته الهيئة: «سنكون جنوداً مطيعين للمرجعية العليا، ونكون أوفياء بالدفاع عن العراق أرضاً وشعباً». وأضاف: «نعاهد أبناء شعبنا على أننا سنكون صمام أمان للبلاد أمام كل التحديات وحراساً لمنجزات دماء الشهداء».
بدوره، شدد وزير الداخلية ياسين الياسري، على الدور البارز والفعال الذي لعبه المهندس في المعارك ضد تنظيم «داعش». وقال الياسري خلال كلمة التأبين إن «المهندس كان قائداً للحشد الشعبي، وشارك في أغلب المعارك مع القوات الأمنية لمحاربة (داعش)، وكان له الدور البارز والفعال بعمليات النصر الذي تحقق على (داعش)».
الفياض يندد باغتيال المهندس وسليماني في أربعينيتهما
رئيس هيئة الحشد الشعبي تجنب الإشارة إلى أميركا
الفياض يندد باغتيال المهندس وسليماني في أربعينيتهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة