آرون رامسديل: ممتن جداً لإيدي هاو لمنحي فرصة ثانية

أصغر حارس مرمى في الدوري الإنجليزي الممتاز تحول من لاعب غير كفء إلى عنصر أساسي في صفوف بورنموث خلال عام

رامسديل يعترف بأنه تسبب في إزعاج مديره الفني لكنه تعلم الدرس  -  آرون رامسديل حارس بورنموث يحتفل بعد تألقه في مواجهة أستون فيلا (رويترز)
رامسديل يعترف بأنه تسبب في إزعاج مديره الفني لكنه تعلم الدرس - آرون رامسديل حارس بورنموث يحتفل بعد تألقه في مواجهة أستون فيلا (رويترز)
TT

آرون رامسديل: ممتن جداً لإيدي هاو لمنحي فرصة ثانية

رامسديل يعترف بأنه تسبب في إزعاج مديره الفني لكنه تعلم الدرس  -  آرون رامسديل حارس بورنموث يحتفل بعد تألقه في مواجهة أستون فيلا (رويترز)
رامسديل يعترف بأنه تسبب في إزعاج مديره الفني لكنه تعلم الدرس - آرون رامسديل حارس بورنموث يحتفل بعد تألقه في مواجهة أستون فيلا (رويترز)

لم يجد آرون رامسديل الكلمات المناسبة لوصف تحوله من لاعب غير كفء إلى أحد العناصر الأساسية لنادي بورنموث وترشيحه ليكون الحارس الأساسي للمنتخب الإنجليزي خلال السنوات القادمة، حيث قال: «من الصعب جداً تلخيص الأمر ببضع كلمات. قبل ثمانية عشر شهراً فقط، لم أكن قريباً بأي حال من الأحوال من الانضمام لصفوف الفريق الأول في بورنموث. ربما كنت أتسبب في إزعاج الكثيرين، وخاصة المدير الفني ومدربي حراس المرمى، لأنني لم أكن أستغل إمكانياتي بالشكل الصحيح، فقد كان مستواي متذبذباً للغاية، حيث كنت ألعب بشكل جيد في يوم ما، ثم أظهر بشكل يرثى له في اليوم التالي».
وبدأت قصة صعود رامسديل بالصدفة قبل 14 شهراً، عندما كان من المقرر أن يكون من بين بدلاء بورنموث في مباراة الدور ربع النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة على ملعب «ستامفورد بريدج»، وكانت هذه هي المرة الأولى التي سينضم فيها لقائمة الفريق منذ عودته من الإعارة في نادي تشيسترفيلد.
يقول رامسديل: «لقد نمت وتأخرت عن موعد تحرك حافلة الفريق. كان يتعين علينا أن نكون في الحافلة الساعة التاسعة والنصف للتحرك والاستعداد لهذه المباراة التي كانت ستنطلق في المساء، وقد تحركت الحافلة الساعة العاشرة والنصف صباحاً. وجاءت مسؤولة العلاقات بالنادي إلى منزلي وأيقظتني من النوم، حيث كنت قد تأخرت عن موعد التدريب بنحو ساعة، ونحو 20 دقيقة عن موعد تحرك الحافلة أيضاً».
ويضيف: «لقد كانت هذه لحظة حاسمة، لأنني كنت في المنزل بينما كان الفريق يلعب ولم يكن بإمكاني القيام بأي شيء حيال ذلك. لقد كنت مذهولاً من هول ما حدث. لقد سافر والدي من ستوك ليكون معي في تلك الليلة وفي الليلة التالية لكي يتأكد من أنني على ما يرام. لقد كانت هذه هي اللحظة التي تأكدت عندها من أن الأمور لن تكون وردية بعد ذلك، وبأنني أصبحت ألعب مع الفريق الأول وليس فريق الناشئين، وأنا ممتن للغاية لأن المدير الفني منحني فرصة ثانية. وأعتقد أنني قمت باستغلال هذه الفرصة جيداً».
وفرض نادي بورنموث غرامة مالية على رامسديل وأعاره لنادي «إيه إف سي ويمبلدون»، الذي كان يتذيل آنذاك جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية، لبقية الموسم. يقول حارس المرمى الشاب عن ذلك: «كان من الجيد بالنسبة لي أن أذهب إلى ويمبلدون وأشارك في المباريات، لكنني كنت أعتقد أن مسؤولي نادي بورنموث لم يكونوا يرغبون في رؤيتي لبضعة أسابيع بسبب ما فعلته».
ويرى رامسديل أن اللعب لمدة أشهر مع فريق يعاني في مؤخرة جدول ترتيب دوري الدرجة الثانية كان بمثابة تجربة لا تقدر بثمن. لقد قدم مستويات رائعة خلال تلك الفترة، وقد استدعاه المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لكي يتدرب مع المنتخب الإنجليزي في مارس (آذار) الماضي. يقول رامسديل: «لو اقتصر الأمر على مجرد حمل الكرات في معسكر تدريب المنتخب الإنجليزي فهذا يكفيني. لقد عدت إلى ويمبلدون، وخسرنا بأربعة أهداف نظيفة أمام غيلينغهام، وارتكبت خطأً ساذجاً أدى إلى دخول هدف في مرمانا، وتعرضت للانتقادات من الجميع».
ويضيف: «لقد تعثرت، لكن لو عاد بي الزمان لفعلت نفس ما فعلته في نفس هذه المواقف. لقد اكتسبت الكثير من الخبرات أثناء الفترة التي لعبت خلالها على سبيل الإعارة، سواء من الناحية الشخصية أو الذهنية، وهو ما ساعدني على التأقلم مع أجواء اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز». ويتابع: «نصيحتي لأي لاعب شاب هي أن يحاول دائماً وأن يذهب للعب في مثل هذه الأماكن، لأنها تجعلك أفضل من الناحية الشخصية، وليس من الناحية الكروية فقط. ما فعلته تلك الأشهر الستة بالنسبة لي يمثل جزءاً كبيراً من حياتي المهنية الآن».
ويمتلك الحارس البالغ من العمر 21 عاماً، والذي يعد أصغر حارس مرمى أساسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، شخصية مرحة ومحبة للآخرين، وخير مثال على ذلك أنه عندما غاب الشهر الماضي عن أول مباراة له في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بسبب الإصابة، شاهد تلك المباراة بين الجمهور وواصل تشجيع زملائه أمام واتفورد.
يقول رامسديل عن ذلك: «من المؤسف أننا لم نقدم أداءً جيداَ في تلك المباراة، لأنني كنت أتمنى الاحتفال مع الجماهير».
ويعترف رامسديل بأخطائه، وبأنه في بعض الأحيان قد يسمح لشعوره بالثقة أن يتحول لشعور بالغطرسة والتعالي، ويعتقد أنه يعاني من هذا الأمر منذ أن استغنى نادي بولتون عن خدماته وهو في الخامسة عشرة من عمره، لكنه يشعر بأنه قد نضج بالشكل الكافي الآن بحيث لا يسمح بحدوث ذلك مجدداً. ويقول: «الآن سأذهب إلى المنزل وأطبخ بعض الطعام أو أتناول وجبة خفيفة بدلاً من عدم تناول الطعام إطلاقاً أو تناول قطعة من الشوكولاته. وسأغسل ملابسي بنفسي بدلاً من الاستعانة بأي شخص للقيام بذلك، بدلاً من أن أتركها من دون غسيل أو أن أخذها معي إلى المنزل لكي تقوم والدتي بغسلها، وسأقوم بترتيب فراشي، وألتزم بمواعيدي، حتى أذهب إلى التدريب وأنا في أفضل حال».
ويضيف: «لقد اكتسبت خبرات هائلة من خلال اللعب مع فريق هبط للقسم الأدنى، عندما كنت ألعب مع نادي تشيسترفيلد الذي هبط من دوري الدرجة الثانية، ورأيت أشخاصاً يفقدون وظائفهم، ولعبت مع فريق نجح في الصعود للقسم الأعلى، وهو نادي ويمبلدون، ورأيت السعادة الغامرة على وجوه الجميع هناك. أنا الآن أعرف متى أتحدث ومتى أمتنع عن الحديث، وأمتلك خبرات كبيرة فيما يتعلق بكيفية التعامل داخل غرفة خلع الملابس. لقد نضجت بشكل جيد وأصبح لدي خبرة أكبر ومعرفة أفضل وأعرف كيف أتصرف في المواقف المختلفة».
الأسبوع الماضي، عاد رامسديل إلى شيفيلد يونايتد (في المباراة التي انتهت بفوز شيفيلد يونايتد بهدفين مقابل هدف وحيد) وهو النادي الذي باعه إلى بورنموث مقابل 800 ألف جنيه إسترليني قبل ثلاث سنوات، عندما كان يلعب في دوري الدرجة الثانية، وهو اليوم الذي تزوج فيه المدير الفني كريس وايلدر. يقول رامسديل مبتسماً: «إنه يذكرني بذلك الأمر كثيراً». ويمتلك رامسديل ذكريات رائعة مع شيفيلد يونايتد، لكنه في الوقت الحالي يعد أحد الركائز الأساسية في نادي بورنموث، الذي يقاتل من أجل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد كان صعود رامسديل بهذا الشكل السريع مفاجئاً للكثيرين، لدرجة أنه قبل ثلاثة أيام من أول مشاركة له في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام ناديه السابق في اليوم الأول من الموسم، وقبل 24 ساعة من قيام المدير الفني للفريق، إيدي هاو، بإبلاغه بأنه سيكون الخيار الأول له في مركز حراسة المرمى، كان رامسديل غير موجود بالمرة عن لعبة «الفانتازي» في الدوري الإنجليزي الممتاز. وبالتالي، كان يتعين على هذا الحارس الشاب أن يسأل الفريق الإعلامي بنادي بورنموث عن السبب وراء ذلك.
يقول رامسديل: «أعتقد أنني كنت الشخص الوحيد في هذه اللعبة الذي اختار رامسديل في فريقه. لقد شاركت في المباراة الأولى وحصلت على نقطتين. لقد قمت بفحص اختيارات الآخرين ووجدت أن نسبة اختياري لم تصل حتى إلى 0.1 في المائة، لكنني اخترت نفسي وهذا يكفيني تماماً». لكن بعد الفوز الذي حققه بورنموث على تشيلسي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كان رامسديل هو أكثر حارس مرمى تحقيقاً للنقاط في لعبة «فانتازي».


مقالات ذات صلة

دورتموند متخوف من سيناريو سيئ بعد إصابة شلوتربيك

رياضة عالمية تعرض شلوتربيك للإصابة حين قفز عالياً لمحاولة تسجيل هدف برأسه ليسقط على كاحله (أ.ف.ب)

دورتموند متخوف من سيناريو سيئ بعد إصابة شلوتربيك

تخوف المدرب التركي لبوروسيا دورتموند الألماني، نوري شاهين، من «أسوأ سيناريو» فيما يخص الإصابة التي تعرض لها مدافعه نيكو شلوتربيك.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا: «سُنة الحياة» هي السبب فيما يجري لمانشستر سيتي

رفض المدرب الإسباني لمانشستر سيتي الإنجليزي بيب غوارديولا اعتبار الفترة الحالية التحدي الأصعب في مسيرته.

رياضة عالمية التعاون سيستهل مشواره في الأدوار الإقصائية بالوكرة القطري (نادي التعاون)

التعاون السعودي يصطدم بالوكرة القطري في دور الـ16 لأبطال آسيا 2

أوقعت قرعة الأدوار الإقصائية لدوري أبطال آسيا 2 التي سحبت اليوم الخميس في كوالالمبور التعاون السعودي متصدر المجموعة الثانية مع الوكرة القطري.

«الشرق الأوسط» (كوالالمبور)
خاص حماد البلوي (الشرق الأوسط)

خاص رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 لـ«الشرق الأوسط»: المملكة تعيش لحظات تاريخية

أكد حماد البلوي رئيس وحدة ترشح السعودية لمونديال 2034 أن شعوره بالفوز رسمياً بالاستضافة هو شعور أي سعودي يعيش هذا اليوم بكل فخر واعتزاز.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.