قوات النظام تقترب من السيطرة على أوتوستراد «حلب ـ دمشق»

TT

قوات النظام تقترب من السيطرة على أوتوستراد «حلب ـ دمشق»

أعلن النظام السوري السيطرة على بلدة الزربة أكبر بلدات ريف حلب الجنوبي، أمس الأحد. وقال قائد ميداني يقاتل مع جيش النظام في جبهات ريف حلب الجنوبي: «بدأ الجيش السوري تمشيط بلدة الزربة أكبر بلدات ريف حلب الجنوبي بعد السيطرة عليها صباحاً، كما تمت السيطرة على بلدة البرقوم وقرية الصالحية، وتتقدم القوات باتجاه منطقة الإيكاردا الوحيدة التي تحت سيطرة فصائل المعارضة شرق أوتوستراد دمشق - حلب، الذي عبرته قواتنا صباحاً، وسيطرت على قرية البوابية، وتتقدم الآن باتجاه الحسيبية والإيكاردا من جهة الجنوب».
وأكد القائد الميداني لوكالة الأنباء الألمانية، أن «أغلب البلدات والنقاط التي تمت السيطرة عليها شرق أوتوستراد حلب - دمشق لم تكن فيها مواجهات مع مسلحي المعارضة، بل كانت مجموعات صغيرة رفضت الانسحاب».
من جانبه، اتهم قائد عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، «الطيران الروسي والقوات الحكومية السورية باتباع سياسة الأرض المحروقة، حيث استخدمت وسائط نارية بشكل كبير جداً ضد بلدات وقرى خالية، بعد نزوح سكانها، بقصد تدمير منازل المدنيين وممتلكاتهم، بعدما نزحوا باتجاه ريف حلب وإدلب وسط ظروف جوية بالغة الصعوبة». وأضاف القائد العسكري: «الطيران الروسي دمر مدن وبلدات وقرى ريفي حلب وإدلب أمام أعين القوات التركية، التي ما زالت تحشد قواتها، وبأعداد كبيرة».
هذا وأعلنت قيادة جيش النظام السوري، في بيان، أن «القوات المسلحة حققت إنجازات ميدانية نوعية، والتقت القوات المتقدمة من ريف إدلب الشرقي بالقوات المتقدمة من اتجاه حلب الجنوبي، مستعيدة السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن 600 كيلومتر مربع، وأحكمت السيطرة على عشرات البلدات والقرى».
ووثق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، استشهاد مواطن وإصابة 9 آخرين، بينهم طفلان على الأقل، جراء قصف صاروخي استهدف مدينة جسر الشغور، كما طال القصف كل قرى ريف إدلب الغربي.
وواصلت الطيران الروسي وطائرات النظام قصف منطقة خفض التصعيد ومناطق الاشتباكات، لترتفع عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية الروسية إلى 77، حيث استهدفت بلدات بريف إدلب، وريف حلب.
كما ارتفع عدد غارات طائرات النظام الحربية إلى 80، استهدفت الزربة وخان العسل وطريق M5» » بريف حلب الجنوبي، ومناطق في ريف حلب الغربي، وتفتناز ومعارة النعسان بريف حلب. وألقت الطائرات المروحية 36 برميلاً متفجراً على بلدة الزربة ومحاور الاشتباكات بريف حلب الجنوبي.
كان «المرصد السوري» رصد، أمس، تقدمات متسارعة جديدة لقوات النظام في إطار سعيها للسيطرة على كامل أوتوستراد دمشق - حلب الدولي. وبذلك باتت قوات النظام على بعد كيلو مترين فقط من بسط سيطرتها الكاملة على أوتوستراد «M5» الاستراتيجي، إذ تبقت لها منطقة الراشدين الرابعة فقط، في حلب، حيث توجد نقطة تركية هناك.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.