«ميريت الثقافية» المصرية: الحراك العراقي خطوة على طريق الخلاص العربي

«ميريت الثقافية» المصرية: الحراك العراقي خطوة على طريق الخلاص العربي
TT

«ميريت الثقافية» المصرية: الحراك العراقي خطوة على طريق الخلاص العربي

«ميريت الثقافية» المصرية: الحراك العراقي خطوة على طريق الخلاص العربي

خصصت مجلة «ميريت الثقافية»، في عددها الرابع عشر لشهر فبراير (شباط) الحالي ملفها الثقافي لمناقشة المشهد العراقي تحت عنوان «الحراك العراقي... خطوة على طريق الخلاص العربي»، وذلك عبر 8 مقالات، «التظاهرات العراقية بوصفها فعلاً ثقافيّاً»، علي حسن الفواز، و«الجيتو الشيعي... مدخل لتأسيس الطائفية في العراق»، الدكتور محمد فياض، و«دولة المكالمة الهاتفية»، محمد كريم، و«عن العراقي الذي يحتج بموته»، الدكتورة نادية غضبان محمد، و«انتفاضة تشرين العراقية... صرخة وطن»، حيدر ناشي آل دبس، و«الحراك الشعبي وإعادة صياغة المشهد العراقي اجتماعيّاً وثقافيّاً»، عمران العبيدي، و«المحاصصة رسخت مفهوم الإمارة وألغت مفهوم الإدارة»، د. علاوي كاظم كشيش، و«أكبر حركة شعبية في تاريخ العراق الحديث» لمديرك أدريانسينز، ترجمة طارق فراج.
ومهّد الشاعر سمير درويش، رئيس التحرير للملف بمقالة افتتاحية بعنوان «الباب يفتح جهة اليمين... المحطة العراقية التالية محطة المواطنة»، مشيراً فيها إلى أن المحطة القادمة في حركة التاريخ في العراق هي محطة المواطنة، والتعايش داخل الحدود الجغرافية بحكم القانون الذي يساوي بين جميع المواطنين، كبيرهم وصغيرهم، لا بحكم الانتماء المذهبي أو العرقي.
وتضمن باب «إبداع ومبدعون» في ملف «رؤى نقدية» 7 مقالات: «شربل داغر... يخبّئ لغته تحت جلده» لمنيرة مصباح (من لبنان)، و«بنية الغرابة في سرد مجموعة (مسيح باب زويلة)» للدكتورة أماني فؤاد، و«أشكال الحوار الشعري في قصيدة الحداثة» للدكتور أحمد الصغير، و«إعادة بناء الوعي بالحياة وذاكرة المكان» للدكتور رمضان بسطاويسي محمد، و«أن تكون إنساناً... قراءة في الشاعر والطفل والحجر» للدكتورة فاطمة الحصي، و«النزوع الصوفي في الشعر المغربي» لعبد الغني الخلفي (من المغرب)، و«من الرّحلة في الجغرافيا إلى الرّحلة في الإنسان والذّات» للدكتورة سناء الشعلان (من الأردن). وتضمن ملف «الشعر» 15 قصيدة لشعراء من مصر والعالم العربي، وفي ملف «القصة» 8 قصص، من بينهم محسن يونس، وحيد الطويلة، وعلي عطا، من مصر، ومحمود الرحبي من سلطنة عمان، وأزرار محمد من المغرب.
وأفرد باب «نون النسوة» قراءة لديوان «في ليلة نجومها يقظة» لسهام محمد،، ضمت مقالين: «الانتهاكات الجميلة لسهام محمد» للشاعر التونسي عبد الوهاب الملوح، و«الخصوصية والاختلاف في (في ليلة نجومها يقظة)» لنجاح عز الدين (من تونس)، بالإضافة إلى قصائد من «ثنائية الصياد والذئب» للشاعرة.
واحتوى باب «تجديد الخطاب» ثلاثة مقالات: «قبيلة المسلمين الأوائل» لجمال عمر، «التحرش... مشكلة في عقل الرجل وليس في جسد المرأة» لعبد السميع جِميل، و«حول كتاب الحجاب ببن الحقيقة والسراب» لدعاء عبد النبي.
وفي باب «حول العالم» ترجم الدكتور هاني حجاج قصة «قلب العاصفة» لإدغار آلان بو، وترجم نوزاد جعدان (من سوريا) قصائد الشاعر التركي جاهد صدقي طارانجي بعنوان «عريضة التماس وقصائد أخرى»، وترجم عمرو عاطف رمضان قصائد من «آرييل» لسيلفيا بلاث.
وتضمن باب «ثقافات وفنون» حواراً أجرته رشا حسني مع القاصة أمل رضوان، بعنوان «ليس بالضرورة أن تكون هناك رسالة أخلاقية أو قضية هامة وراء العمل». وفي «تراث الثقافة» تعيد المجلة نشر الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر من كتاب «الفتنة الكبرى... علي وبنوه» للدكتور طه حسين، وتضمن باب «رأي» مقالين: «الفلاسفة وأبراجهم العاجية» للدكتور حمدي مهران، و«لوحة المفاتيح أو مقصلة الأدب» لمحمد السَّاهل (من المغرب). وفي تأبين الشاعر الراحل محمد عيد إبراهيم، مقالان: «رحل الجسد وبقيت حيّاً» لبشار عبود (من سوريا)، و«النساج» لمحمد عبد الستار الدش.
يذكر أن هيئة تحرير مجلة «ميريت الثقافية» تتكون من: سمير درويش رئيس التحرير، عادل سميح نائب رئيس التحرير، سارة الإسكافي مدير التحرير، ورنا أشرف المنفذ الفني، ويتكون مجلس التحرير من: حمدي أبو جليل، وحامد عبد الصمد، ومحمد داود.. وصاحب العدد لوحات الفنان التشكيلي الأميركي مارك إنجلش.



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».