مع الانتشار السريع لفيروس «كورونا» الجديد، واجهت الصين عدداً كبيراً من التحديات، كان من أهمها هو كيفية توفير السلع الغذائية لسكانها البالغ عددهم 1.4 مليار شخص في البلاد، مع عزل عدد من المدن الصينية، أبرزها ووهان، مركز تفشي الفيروس، وتعليق وسائل النقل الموجودة بها.
وبحسب تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، فقد هرع كثير من المتسوقين في بكين، مع بداية تفشي الفيروس الجديد، إلى تخزين احتياجاتهم من السلع الغذائية، ما أدى إلى خلوّ عدد كبير من الأسواق المركزية من المنتجات.
وازدادت الأمور سوءاً، الأسبوع الماضي، مع إقامة السلطات الصينية نقاط تفتيش على الطرق السريعة لفحص ركاب السيارات والشاحنات وقياس درجة حرارتهم، في محاولة منها لمنع تفشي «كورونا» بشكل أوسع، الأمر الذي تسبب في مشكلة اختناق مروري كبيرة، وزاد من أزمة وصول السلع إلى الأسواق.
ولمواجهة هذه الأزمة، أقامت السلطات ما أطلقت عليه اسم «الممرات الخضراء»، وهي شوارع خاصة لتوصيل المواد الغذائية والمستلزمات الطبية الأساسية بين المدن، لا يوجد فيها نقاط تفتيش، ولا يخضع ركابها لأي نوع من الفحص الطبي.
وقال ليان ويليانغ، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، إن هذه «الممرات الخضراء» ساعدت في تخفيف الأسعار التي ارتفعت في بعض المناطق، حيث استغلَّت بعض المتاجر والأسواق أزمة نقص الأغذية لرفع أسعارها.
وبالإضافة إلى الممرات الخضراء، التي تحصل الصين من خلالها على السلع التي تستوردها من الخارج، خصوصاً فول الصويا وزيوت الطعام واللحوم، أكد ويليانغ أن البلاد لديها احتياطيات ضخمة من الحبوب الأساسية مثل الأرز والقمح، المخزنة في جميع أنحاء البلاد في صوامع حكومية، مشيراً إلى أن هذه الاحتياطات تكفي لإطعام المواطنين لمدة عام.
ووافقت الصين أيضاً على شراء منتجات زراعية أميركية بقيمة تزيد على 40 مليار دولار سنوياً، بموجب الاتفاق التجاري الذي تم توقيعه، الشهر الماضي، بين البلدين.
وقال ما وين فنغ، كبير المحللين في إحدى الشركات الغذائية ببكين: «أي صعوبة في وصول المواد الغذائية إلى المواطنين يمكن أن يؤدي إلى أزمة اجتماعية كبيرة، ولهذا السبب تولي الحكومة أولوية قصوى لتوفير الغذاء للجميع، فالغذاء أكثر أهمية من الأقنعة في الوقت الحالي».
وأشار تقرير «بلومبرغ» إلى أن كثيراً من السكان لديهم خوف كبير من الذهاب للتسوق، خوفاً من الإصابة بالفيروس، وأنهم يسعون للحصول على المواد الغذائية بواسطة تطبيقات الهواتف التي تنقل الطعام للمنزل.
وأدى الفيروس الجديد إلى وفاة 636 شخص وإصابة 31161 آخرين، بحسب آخر حصيلة أعلنتها السلطات.
لضمان وصول الطعام للمواطنين... الصين تتحدى «كورونا» بـ«ممرات خضراء»
لضمان وصول الطعام للمواطنين... الصين تتحدى «كورونا» بـ«ممرات خضراء»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة