شاشة الناقد

• الفيلم: The Rhythm Section
• إخراج: ريد مورانو
• تقييم الناقد: ★★★

الصورة التي تندفع هوليوود أكثر وأكثر بعرضها لشخصياتها النسائية كمقاتلات وضاربات وذوات قدرات لا يستهان بها في هذين المجالين، ليست بحد ذاتها جديدة بالطبع. هي هناك مع «باتوومان» و«سوبروومان» وعدد ملحوظ من أفلام الثلاثينات حين كانت بطلات أفلام المغامرات يعشن إما في عمق القارة السوداء، ضمن ممالك خاصة، أو فوق أحد الكواكب البعيدة حيث لا يجرؤ إنسان على وطء المكان إلا لقضاء حاجة ملحّة خلال السفر بين الكواكب.
وكما يعلم كل مَن يقضي بين الأفلام عمره، فإن السنوات الأخيرة عرفت المزيد من هذه الصور النسائية، حيث المرأة لها صورة تختلف عن صور عارضات الأزياء، وصور ممثلات الدعايات، وصور البنات اللواتي يلحقن بدروب الحياة العصرية بفرح ظاهر وألم داكن. بطلات أفلام حديثة مثل هال بيري («كاتوومان»)، وتشارليز ثيرون («أتوميك بلوند»)، وأنجلينا جولي («لارا كروفت» و«سولت»)، وآنا هاذاواي («كاتوومان»)، وسكارلت جوهانسن («بلاك ويدو»)، ينزعن عن أنفسهن أسباب الضعف العاطفي، ويلعبنها ناشفة.
المرأة هنا تضرب وتقتل وتكذب وتسخر وتلوي الأعناق وتكسر الأذرع وتدوس الأطراف ثم تضرب وتقتل من جديد.
يتغير هذا الطالع بما فيه الكفاية في فيلم ريد مورانو (مخرجة تلفزيونية غالباً). أحد أسباب اختلافه هو ذاته أحد أسباب جودة العمل في نطاقي الكتابة وتصميم نوعية الشخصية التي تقود الفيلم، وهو أن الصورة الأصلية آتية من صفحات خمسة كتب وضعها مارك بورنل، يكشف أولها الذي يحمل العنوان ذاته عن امرأة لديها القدرة على الضرب والتعرض له في الوقت ذاته. صحيح، كلهن يفعلن ذلك، لكن شخصية هذه البطلة، واسمها ستيفاني، تتعرض للضرب المبرح أكثر من مرّة. هي ليست أوتوماتيكية بعد. لم تدفع أنثويتها ونسويتها في سبيل الاحتفاظ بلقب المرأة الحديدية، كما فعلت الأخريات. لا تجيد فنون القتال ولا يداخل حياتها أي فانتازيا تجعلها ترتفع عن الأرض كما لو كانت مخلوقاً غريباً عن الطبيعة.
نتعرف عليها وهي تنفذ عملية قتل في طنجة. مكان صالح كبداية؛ إذ ما زال غير مأهول بالمواقع التي تتجه إليها كاميرات الأفلام لتوظيفها في مثل هذه الأفلام؛ إذ نعود إلى الوراء قليلاً نكتشف أن القتل ليس وظيفة تمتهنها، بل ولم تكن لتعتقد أنها ستلجأ إليه. لقد أدت حادثة لطائرة مدنية لمقتل والديها. في البداية بدا الأمر طبيعياً إلى أن جاء صحافي (رادا جفري) يخبرها بحذر أن لديه ما يبرهن على أن الحادثة كان عملاً يندرج في قائمة الأعمال الإرهابية.
الوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية (CIA) ليست بمنأى عن التهمة، خصوصاً بعدما لم يعش الصحافي ما يكفي من الوقت لإتمام براهينه. الآن الدور بات دورها من دون معين، وأحد الذين ستترصدهم هو عميل للمخابرات (جود لو)، الذي قد تستطيع أن تصدق حسن نياته أو تكذبها.
عمل مورانو جيد في النواحي التي لا تكترث لها كثيراً الأفلام المبنية على مثل هذه المواضيع. تمنح بطلتها بلايك لايفلي الشخصية التي تستطيع لبسها بمقياس مريح، ويعطي للأحداث طبيعة تضم التشويق والواقع، أو ما يمكن له أن يميّز الناتج عنهما.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة