بايرن أفلت من فخ هوفنهايم بالكأس وينتظر معركة قمة الدوري الألماني مع لايبزيغ الأحد

تتجه أنظار عشاق الدوري الألماني لكرة القدم إلى مواجهة بايرن ميونيخ حامل اللقب والمتصدر مع ضيفه ووصيفه لايبزيغ في معركة مرتقبة على ملعب «أليانز أرينا» الأحد في المرحلة 21 للبطولة.
ويختلف وضع الفريقين راهنا، فبعدما كان لايبزيغ متصدرا لفترة طويلة، تعرض في الأسبوعين الماضيين لنكسات متتالية أنزلته عن القمة بفارق نقطة عن بايرن (42).
وسقط لايبزيغ بشكل مفاجئ في الدوري أمام آينتراخت فرنكفورت، ثم انتزع تعادلا بشق الأنفس من ضيفه بوروسيا مونشنغلادباغ الأسبوع الماضي (2 - 2)، قبل أن يخرج من ثمن نهائي مسابقة الكأس أمام فرنكفورت أيضا 1 - 3 في المقابل، خطف بايرن ستة انتصارات متتالية في البوندسليغا، ثم تحضر لمواجهة لايبزيغ بفوزه على ضيفه هوفنهايم 4 - 3 مساء أول من أمس في الكأس.
ويملك الفريقان ترسانة هجومية قوية، بحيث سجل بايرن 58 هدفا مقابل 53 للايبزيغ، ووحده بوروسيا دورتموند يقارعهما في هذا النطاق (56 هدفا).
ويضمّ لايبزيغ الذي حل وصيفا لبايرن في 2017 في أفضل نتيجة له في الدوري، الهداف الدولي تيمو فيرنر صاحب 20 هدفا، بفارق هدفين عن البولندي روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ومتصدر ترتيب الهدافين.
وعن تألق الثنائي، قال لاعب وسط بايرن الدولي يوشوا كيميش: «أرقام اللاعبَين مذهلة. أنا سعيد لتيمو. لقد سجل 18 هدفا في النصف الأول من الموسم... تسجيل الأهداف مع لايبزيغ مختلف تماما عن القيام بذلك مع بايرن».
وتشهد المباراة مبارزة أيضا خارج المستطيل، بين مدرب لايبزيغ الشاب يوليان ناغلسمان، ومدرب بايرن هانزي فليك الذي أعاد التوازن إلى الفريق بعد حلوله بدلا من الكرواتي المقال من منصبه نيكو كوفاتش.
وقاد فليك البايرن في الدوري 13 مرة، ففاز 11 وخسر مرتين فقط، إذ يعود سقوطه الأخير أمام بوروسيا مونشنغلادباغ 1 - 2 في الدوري في 7 ديسمبر (كانون الأول).
لكن شتان بين تاريخ الفريقين اللذين تعادلا ذهابا 1 - 1 فقد توج بايرن بـ72 لقبا محليا وقاريا، فيما اكتفى لايبزيغ الذي تأسس عام 2009 ببطولات الأقاليم في ألمانيا.
وفي ظل غياب لاعب الوسط الكرواتي إيفان بيريشيتش المصاب بكسر في كاحله، يتوقع أن يدفع فليك بسيرج غنابري ليساعد ليفاندوفسكي هجوميا مع العائد إلى مستواه توماس مولر ولاعب الوسط ليون غوريتسكا، بالإضافة إلى مركز صناعة اللعب مع البرازيلي فيليب كوتينيو.
في المقابل، يعول ناغلسمان الذي أراح بعض نجومه ضد فرنكفورت في الكأس، هجوميا على الدنماركي يوسف بولسن والتشيكي باتريك شيك والفرنسي كريستوفر نكونكو.
وقال ناغلسمان الذي انتقد قبل أسبوعين حماسة لاعبيه لتحقيق الفوز: «حاليا لا تجري الأمور بشكل جيد كما عملنا في التمارين. لسنا في مرحلة هبوط في المستوى. كنا الطرف الأفضل (في مباراة الكأس)، لكن يتعين علينا تسجيل الكثير من الأهداف».
بدوره، قال فليك بعد الفوز على ضيفه هوفنهايم 4 - 3 في الكأس بعدما كان متقدما 4 - 1: «كان جرس إنذار لنا. السماح لهم بالعودة بهذه النتيجة شيء يدفعنا إلى تصحيح الموقف».
لكن بايرن ميونيخ واصل حملة الدفاع عن لقبه بطلا للكأس وبلغ الدور ربع النهائي للمرة الثالثة عشرة تواليا. وبدأ النادي البافاري الذي وجد في الدور ربع النهائي منذ موسم 2000 - 2001 حين خرج من الدور الثاني، اللقاء متعثرا بعد تخلفه بهدف بالنيران الصديقة بعدما حول جيروم بواتنغ الكرة في شباكه حين حاول اعتراض عرضية من التوغولي إيهلاس بيبو في الدقيقة الثامنة، لكن مدافع هوفنهايم بنيامين هوبنر رد الجميل للنادي البافاري وأدرك له التعادل في الدقيقة 12 حين حول الكرة في شباك فريقه إثر عرضية من الكندي الشاب ألفونسو ديفيس، 19 عاما، قبل أن يضعه توماس مولر في المقدمة بعد أن وصلته الكرة بتمريرة طويلة من النمساوي ديفيد آلابا، فحولها بساقه مباشرة في الشباك بالدقيقة 20.
واكتملت عودة النادي البافاري، الفائز بلقب المسابقة 19 مرة (رقم قياسي)، بهدف ثالث قبل نهاية الشوط الأول عبر البولندي روبرت ليفاندوفسكي بكرة رأسية إثر خروج خاطئ من، الحارس فيليب بنتكه في الدقيقة 36. وبقي الوضع على حاله حتى الدقيقة 72 حين اعتقد بنيامين هوبنر أنه عوض الهدف الذي سجله في مرماه عن طريق الخطأ، إلا أن الحكم ألغى الهدف بعدما تبين أنه لمس الكرة بيده قبل تسديدها في شباك مانويل نوير.
وجاء رد بايرن قاسيا بتسجيله الهدف الرابع عبر ليفاندوفسكي الذي وصل إلى الشباك للمرة الثانية بكرة رأسية، وهذه المرة إثر ركلة ركنية من الجهة اليسرى في الدقيقة (80)، مسجلا هدفه الخامس والثلاثين هذا الموسم في 29 مباراة خاضها ضمن جميع المسابقات، بينها 22 في الدوري.
وعادت الحياة بعض الشيء إلى هوفنهايم حين قلص الفارق بتمريرة من السويسري ستيفن تسوبر إلى موناس دبور الذي التف على نفسه قبل أن يسدد في شباك نوير في الدقيقة 82.
وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، ارتُكِب خطأ دفاعي آخر وهذه المرة من الفرنسي بنجامين بافار الذي تسبب بالهدف الثالث لهوفنهايم حين حاول قطع كرة عرضية، فحولها في القائم الأيمن لمرمى فريقه ثم ارتدت لتصل لدبور أيضا فحولها في الشباك الخالية بالدقيقة 90.
وبعد القمة بين البايرن ولايبزبغ سيحوّل الفريقان وجهتهما إلى الجبهة القارية، إذ يستعد الأول لمقابلة تشيلسي الإنجليزي، والثاني لمواجهة توتنهام الإنجليزي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
وقبل مواجهة القمة النارية، سيكون بوروسيا دورتموند (39 نقطة) قادرا على اللحاق ببايرن في الصدارة، بحال عودته فائزا من أرض باير ليفركوزن الخامس والذي سقط أمام هوفنهايم الأسبوع الماضي بعد 3 انتصارات متتالية.
وستكون الأنظار مركزة على مهاجم دورتموند الجديد النرويجي الشاب إرلينغ هالاند، 19 عاما، صاحب البداية الخارقة بتسجيله ثمانية أهداف في أربع مباريات، دخل بديلا في ثلاث منها، بعد قدومه من ريد بول سالزبورغ النمساوي مقابل 20 مليون يورو. ويقدم فريق المدرب السويسري لوسيان فافر مستويات جميلة جدا، فقد فاز في آخر ثلاث مباريات في الدوري 5 - 3 على أوغسبورغ، 5 - 1 على كولن و5 - صفر على أونيون برلين، لكنه ودع الكأس أمام فيردر بريمن 2 - 3.
وسيفتقد دورتموند الذي سحق ليفركوزن ذهابا برباعية بينها ثنائية لقائده ماركو رويس، 30 عاما، خدمات الأخير لإصابته خلال مباراة بريمن وستبعده نحو شهر عن الملاعب.
وأشار دورتموند إلى أن التشخيص الأولي من قبل الجهاز الطبي لدورتموند كشف احتياج رويس للراحة والعلاج لمدة أربعة أسابيع.
وهذه ضربة قاسية لوصيف الدوري الماضي، إذ يخوض مواجهات مرتقبة في الدوري ضد ليفركوزن وفرنكفورت، وفيردر بريمن وفرايبورغ، والأهم ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في 18 فبراير (شباط) الجاري ذهابا و11 مارس (آذار) إيابا.
ودخل بدلا من رويس المصاب لاعب الوسط إيمري تشان المعار من يوفنتوس الإيطالي، وفي ظل إصابة قائد الفريق قد يدفع فافر بالأميركي الشاب جيوفاني رينا، 17 عاما، الذي هز الشباك في مباراة بريمن الأخيرة.
وقبل قمة بايرن - لايبزيغ، يأمل بوروسيا مونشنغلادباغ، 39 نقطة، المتصدر السابق مطلع الدوري، بالاقتراب مجددا من القمة بحال فوزه غدا على ضيفه كولن الرابع عشر والذي يحقق انتفاضة لافتة بفوزه خمس مرات في آخر ست مباريات. وتفتتح المرحلة اليوم بلقاء أوغسبورغ مع آينتراخت فرنكفورت، بينما تشهد المرحلة غدا لقاء هيرتا برلين مع ماينز وفرايبورغ مع هوفنهايم وشالكه مع بادربورن صاحب المركز الثامن عشر الأخير.