باستطاعة ويليام هوغ تذكر فيلم رعب شاهده خلال «يوم الهالوين»، فقد جرى إخبار المدرب سكوت سيمون، من خلال وسيط، وإن كان هذا كان إجراءً مألوفاً داخل نادي غلاسجو رينجرز آنذاك، بأن خدماته لم تعد مطلوبة في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 1967 في وقت كان الفريق متقدماً على هيبرنيان بفارق نقطة واحدة وكذلك كان متقدماً عن سلتيك بفارق ثلاث نقاط ومتصدراً لبطولة الدوري الاسكوتلندي.
ينبغي أن نتذكر هنا بطبيعة الحال أن العام 1967 كان عاماً عصيباً بالنسبة لسيمون، وذلك بعد خروج رينجرز من بطولة الكأس الاسكوتلندية أمام أول عقبة قابلها في الموسم أمام فريق بيرويك رينجرز الصلب، في الوقت الذي تحطمت آمال رينجرز في الفوز ببطولة كأس الكؤوس الأوروبية كي يقف إلى جانب سلتيك الفائز ببطولة بكأس أبطال أوروبا على حساب إنتر ميلان في نهائي لشبونة.
وأوضح هوغ أنه: «في واقع الأمر وقت طرد سيمون، كان سلتيك (الذي حصد خمس بطولات خلال موسم 1966 - 1967) في بيونس آيريس يستعد لخوض مواجهتين ناريتين أمام ريسينغ كلوب في إطار بطولة كأس الإنتركونتيننتال (بين بطلي أوروبا وأميركا اللاتينية) لكرة القدم. وخلال عطلة نهاية الأسبوع السابقة لطرد سيمون، كان رينجرز قد نجح بمشقة في الخروج متعادلاً من دون أهداف على أرضه أمام فريق دنفرملين». وكان واحد من آخر اللاعبين الذين ضمهم إلى النادي قبل طرده لاعب خط وسط مهاجم يدعى أليكس فيرغسون. في وقت لاحق، أقر فيرغسون أن «سيمون كان رجلاً رائعاً ربما لم يحالفه الحظ، ولم ينل الدعم الذي كان ينبغي له الحصول عليه من النادي».
من جانبه، طرح فلوريان لابروش اسما آخر في الإطار ذاته. وقال: «تصادف وأن طرحت مجلة (لكيب) السؤال ذاته ووجدت أن... أنطوان كامبوري تعرض للطرد في ديسمبر (كانون الأول) 2011 من جانب باريس سان جيرمان وملاكه الجدد شركة قطر للاستثمارات الرياضية، ليفسح المجال أمام الإيطالي كارلو أنشيلوتي. في ذلك الوقت، كان باريس سان جيرمان في صدارة بطولة الدوري الفرنسي الممتاز، وفي اليوم الأخير من البطولة أنجز أنشيلوتي الموسم بفارق ثلاث نقاط خلف مونبلييه. وكذلك كان الحال مع رادومير أنتيش الذي طرده ريال مدريد عام 1992 وأنجز الفريق الموسم المركز الثاني خلف برشلونة ذلك العام، وأيضاً برانكو زيبيك الذي طرده هامبورغ عام 1980 وأنجز الموسم في المركز الثاني ذلك العام هو الآخر. وبالتأكيد، لا تبدو هذه التجارب السابقة مبشرة بالنسبة لبرشلونة الذي أقال قبل أسبوعين مدربه إرنستو فالفيردي وهو في قمة الدوري وعين بدلا منه كيكي سيتين».
من ناحيته، يذكر مارتن جاكسون أن «المدرب الإنجليزي المعروف بوبي روبسون تعرض للطرد بينما كان ناديه سبورتنغ لشبونة في صدارة بطولة الدوري البرتغالي عام 1993 وكان السبب الرئيسي وراء ذلك خروج الفريق من بطولة كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على يد سالزبورغ النمساوي. وسرعان ما اختطف النادي المنافس، بورتو، روبسون، وجرى تعيين جوزيه مورينيو مساعدا له. ولا أدري ماذا حدث له بعد ذلك؟».
ولا تزال اللعبة مستمرة، وفي هذا السياق، طرد نادي كوبنهاغن رولاند نيلسون بعد ستة شهور من توليه تدريب الفريق في 9 يناير (كانون الثاني) 2012 في وقت كان الفريق متقدما بفارق أربع نقاط على نوردسغلاند ويتصدر الدوري الدنماركي خلال العطلة الشتوية. وخلفه مدير شؤون الرياضة كارستن ينسن، والذي وصف المنصب الجديد بأنه الوظيفة الأسهل على مستوى كرة القدم الدنماركية. وكما هو متوقع، أهدر ينسن تقدم النادي وانتهى الأمر بكوبنهاغن في المركز الثاني لكنه تأهل مباشرة إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.
وطرح ديرك ماس مثالاً آخر، وقال: «في 14 يناير 1993، تعرض لوكا بيروزوفيتش للطرد من جانب مجلس إدارة آندرلخت، رغم صدارة الفريق لبطولة الدوري البلجيكي بفارق كبير تمثل في ست نقاط بعد 18 مباراة. وأشار مجلس الإدارة إلى «مشكلات في التواصل بين اللاعبين والمدرب» باعتبارها السبب الرئيسي وراء إقالة بيروزوفيتش. لم يكن باستطاعة المدرب الكرواتي الحديث باللغة البلجيكية وتمكن بالكاد من التواصل بالفرنسية والإنجليزية. من بين نقاط الانتقاد الأخرى شكل التكتيكات التي استخدمها، حيث تعرض المدرب للوم لكونه شديد التحفظ».
أيضاً، طرد جورج بيرلي من تدريب تينكاسيل الاسكوتلندي من جانب مالك النادي فلاديمير رومانوف في أكتوبر 2005، بينما كان فريق هارتس لم يتعرض لهزيمة واحدة وتصدر بطولة الدوري. وأنجز النادي الموسم المركز الثاني بفارق 17 نقطة خلف سليتك. وفي حديث له بعد سنوات، لم يبد رومانوف ندمه عن القرار، وقال: «كان يمكن أن نخسر أكثر إذا ظل مع النادي. من دونه، حصلنا على المركز الثاني وبطولة الكأس أيضاً. وجميع اللاعبين الذين انضموا إلى هارتس ذلك العام أنا من التقاهم. أما تأثير جورج بيرلي فكان محدوداً للغاية. ولا أدري لماذا ظن الجميع أنه مدرب عظيم. انظروا عندما تولى تدريب المنتخب الاسكوتلندي ـ كان ذلك من أكبر الأخطاء المضحكة في تاريخ الكرة الاسكوتلندية».
يسأل غاي ستيفنسون: «هل تعرض أي لاعب بديل لبطاقة صفراء أثناء وجوده على مقعد البدلاء، ثم دخل الملعب وحصل على بطاقة أخرى؟».
قال ريتشارد هارلاند: «كان سيمون تشرتش يجلس على مقعد البدلاء لحساب ريدينغ عندما كان يخوض الأخير مواجهة بعيداً عن أرضه أمام بريستول سيتي في 19 ديسمبر 2009 (كانت أول مباراة تحت قيادة بريندان رودجرز الذي تولى تدريب الفريق لمدة أربعة شهور جاء أداء الفريق خلالها رديئاً). خلال المباراة، حصل بريستول سيتي على ركلة جزاء مشكوك فيها في الدقيقة 13، واعترض تشرتش كثيراً لدى الحكم المساعد، ما تسبب في حصوله على بطاقة صفراء. ونجح بريستول سيتي في تسجيل هدف من الركلة وظلت النتيجة 1 - 0 حتى الدقيقة 90 عندما أحرز تشرتش الذي نزل الملعب كلاعب بديل هدف التعادل على نحو دراماتيكي وفي وقت متأخر للغاية من المباراة. وبسبب مبالغته في الاحتفال مع جماهير ريدينغ بالهدف، تعرض لبطاقة صفراء أخرى وطرد من الملعب قبل نهاية المباراة بوقت قصير».
يسأل غاريث بيل جونز: «بالنظر إلى أن جوردون هندرسون طور أسلوباً مميزاً له في حمل الكأس، هل هناك لاعبون آخرون ساروا على النهج ذاته؟»
كان هيلديرالدو بيليني، كابتن أول منتخب برازيلي يفوز بكأس العالم عام 1958، أول لاعب كرة قدم يحمل كأس بطولة فوق رأسه. وفي وسط حشود الجماهير داخل استاد راسوندا في سولنا، رفع بيليني الكأس باتجاه السماء بحيث يتمكن المصورون الصحافيون من التقاط صورة له، وهي صورة تم تخليدها في تمثال خارج ملعب ماراكانا في ريو.
كتب جون هايد عام 2016: «أتذكر جيداً أن مجلة (شوت) نشرت قصة أسبوعية في التسعينات تجولت خلالها عبر أندية بطولات الدوري المختلفة لتقييم اللاعب صاحب الكرة الأقوى والأطول. وربما أيضاً أشاروا إلى حارس المرمى الذي يقذف الكرة إلى المسافة الأبعد. وأتذكر أن آند ليغ فاز بصاحب الرمية الأبعد، لكن من كانوا الفائزين الآخرين؟».
قال نيال ستافورد: «أتذكر أيضاً المنافسة التي أطلقتها مجلة (شوت) حول الكرة الأقوى (وإن كنت غير متذكر لمسألة حارس المرمى صاحب الرمية الأبعد). كان نيكي سمربي الذي كان لا يزال حينها في صفوف سويندون تاون، يطلق الكرة بسرعة 89 ميلاً في الساعة، وأثبت لقراء (شوت) في ذلك الوقت أنه صاحب الكرة الأقوى. وعلي الاعتراف أنني انتظرت قرابة 20 عاماً كي أتمكن من سرد هذه المعلومة، لذا أشكر جون». ولم تكن مجلة «شوت» الوحيدة التي حرصت على قياس قوة الكرات التي يطلقها لاعبو كرة القدم المختلفين. مؤخراً، منذ عقد تقريباً، اكتشفت مجلة «ذي نوليدج» أنه رغم عدم توافر سجلات بخصوص أقوى الكرات في عالم كرة القدم، فإن مهاجم شيفيلد وينزداي، ديفيد هيرست، أطلق ذات مرة كرة بسرعة 114 ميلاً في الساعة في صاروخ أرض ـ جو ارتطمت بعارضة مرمى آرسنال خلال مباراة انتهت بهزيمة فريقه 4 - 1 في 16 سبتمبر (أيلول) 1996.
مدربون طُردوا في ذروة نجاح أنديتهم
من سكوت سيمون مع غلاسكو رينجرز عام 1967 إلى فالفيردي الذي قاد برشلونة للقب الدوري الإسباني مرتين متتاليتين
مدربون طُردوا في ذروة نجاح أنديتهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة