خريطة جينية تكشف أمراض السرطان مبكراً

ترصد الطفرات الوراثية مسبقاً وتبشّر بعصر «العلاج الشخصي» الموجه

خلايا سرطانية
خلايا سرطانية
TT

خريطة جينية تكشف أمراض السرطان مبكراً

خلايا سرطانية
خلايا سرطانية

في دراسة دولية تبشر باختراقات كبرى في علاج السرطان، نجح أكثر من ألف باحث حول العالم من وضع تصور أشمل للمرض الخبيث بعد تحليلهم الرموز الجينية في 47 مليون متغير وراثي لـ2658 ورماً خبيثاً عبر 38 نوعاً من السرطان. وأشاروا إلى أن نتائجهم تعد بتطوير علاجات شخصية موجهة مخصصة لكل مريض وفقاً لنوع ورمه الخبيث، وكذلك تطوير اختبارات للرصد المبكر للسرطان.
وفي الدراسة المنشورة في مجلة «نتشر»، قال الباحثون في «هيئة تحليل الجينوم لأنواع السرطان كافة»، إن السرطان أشبه بلوحة للغز مستغلق، لا تزال 99 في المائة من أجزائها مفقودة حتى الآن. وكان العلماء يعتمدون حتى الآن على ما يعرفونه عن 1 في المائة من التعليمات الجينية التي تقود إلى تكوين بروتينات الجسم، أي أن 99 في المائة من الجينوم لم تكن معلومة، وهو الأمر الذي جعل عمليات علاج السرطان مستعصية لدى ثلث المصابين؛ لأن من المستحيل رصد الخلايا التي تحولت إلى سرطانية.
وبعد دراسات استغرقت أكثر من عقد من السنين نجح العلماء من 37 دولة في فهم عمل نسبة الـ99 في المائة. ووصفوا عملهم في 22 دراسة نشرت في المجلات العلمية شرحت كيفية تكون أورام السرطان نتيجة آلاف من التوليفات بين الطفرات الوراثية.
ووجد العلماء أن الورم السرطاني لدى الإنسان يحتوي على 5 طفرات أساسية تقوم بدفع الخلايا السليمة للتحول إلى سرطانية، وهذا ما سيسهل تطوير علاجات لها. إلا أن 5 في المائة من أنواع السرطان ليس لها مثل هذه الطفرات الدافعة، وهو الأمر الذي يستوجب إجراء دراسات لاحقة.
كما نجح العلماء في تحديد تاريخ ظهور أي طفرة، أي أنهم تمكنوا من رصد أوائل ظهور بوادر السرطان. وأظهرت النتائج أن خمس الحالات ظهرت بوادرها قبل سنوات، بل قبل عقد من السنين، قبل ظهور الورم السرطاني. وأضافوا أن طفرة يمكن أن تحدث في الطفولة؛ ولهذا يمكن فحص الأطفال بحثاً عن طفرات جينية لمنع إصابتهم بالسرطان.
وقال الدكتور بيتر فان لو، الباحث في معهد فرانسيس كريك البريطاني: «لقد طورنا أول خط زمني لظهور الطفرات الجينية عبر كل الطيف الحاوي أنواع السرطان». وأضاف أن «الكشف عن هذه الأنساق يعني أن بإمكاننا الآن تطوير اختبارات للتشخيص ترصد علامات السرطان مبكراً».


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.