شكري إلى أديس أبابا للإعداد للقمة الأفريقية... ومبادرة «إسكات البنادق» أبرز الملفات

مصر تُبرز «نجاحات» سياسية واقتصادية في القارة مع ختام رئاستها للاتحاد

TT

شكري إلى أديس أبابا للإعداد للقمة الأفريقية... ومبادرة «إسكات البنادق» أبرز الملفات

ترأس أمس سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وفد بلاده إلى إثيوبيا لرئاسة فعاليات الدورة الـ36 للمجلس التنفيذي لوزراء الخارجية الأفارقة، التي تبدأ اليوم لمدة يومين للإعداد للقمة الأفريقية العادية، التي تنطلق على مستوى الزعماء ورؤساء الدول يومي 9 و10 من فبراير (شباط) الحالي، تحت عنوان «إسكات البنادق: تهيئة ظروف مواتية لتنمية أفريقيا».
وتشهد قمة أديس أبابا تسليم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى جنوب أفريقيا، بعد عام شهد العديد من «النجاحات للقارة السمراء على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني»، أبرزتها تقارير رسمية مصرية.
وأظهرت مصر منذ 10 فبراير 2019 حضوراً قوياً، واهتماماً لافتاً بقضايا القارة، من خلال تنشيط التعاون بين مصر والدول الأفريقية في المجالات كافة، فضلا عن استضافة عدد من المؤتمرات والمنتديات المعنية بالاستثمار والاقتصاد والأمن في القارة. كما كثف الرئيس عبد الفتاح السيسي من زياراته لدول القارة، باعتبارها على سلم أولويات السياسة الخارجية المصرية.
وقال المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن القاهرة عملت خلال عام رئاستها للاتحاد مع الأشقاء الأفارقة على عدة أولويات، أبرزها التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد، ومد جسور التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب الأفريقية، فضلاً عن التعاون مع الشركاء الدوليين للقارة الأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اجتماعات المجلس التنفيذي ستناقش عدة موضوعات، من أهمها أنشطة الاتحاد الأفريقي وأجهزته، وموضوع عام 2019 «اللاجئون والعائدون والنازحون داخلياً: نحو حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا»، وكذا خريطة الطريق الخاصة بموضوع عام 2020 «إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتحقيق التنمية في أفريقيا»، فضلاً عن مناقشة التقرير الخاص بالتقدم، الذي تم إحرازه فيما يتعلق بمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية. مشيرا إلى أنه من المُنتظر أن يُجري وزير الخارجية على هامش الاجتماعات مباحثات ثنائية مع عدد من نظرائه الأفارقة لبحث التعاون الثنائي، والقضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.
وعدد تقرير أصدرته «الهيئة العامة للاستعلامات»، وهي جهة رسمية تتبع مؤسسة الرئاسة المصرية، أبرز النجاحات التي تحققت خلال ترؤس مصر للاتحاد، ومنها «مبادرة إسكات البنادق 2020»، التي أعدها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، بمبادرة من الرئيس السيسي، تضمن آليات محددة لإنهاء النزاعات والحروب بالقارة السمراء بحلول عام 2020، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاعات ومحاربة المجاعات، وهي المبادرة التي نالت دعم مجلس الأمن الدولي.
وشهدت القاهرة للمرة الأولى اجتماعات خبراء اللجنة المتخصصة للدفاع والسلامة والأمن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بهدف توحيد القرارات بين الدول الأفريقية لإيقاف أي تهديدات، أو عدائيات تواجه القارة، وبحث قضايا السلم والأمن، وتطوير القوة الأفريقية الجاهزة. كما وقعت مصر في ديسمبر الماضي اتفاقية استضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار بعد النزاعات، ليكون بمثابة منصة تنسيق جامعة، وعقل مفكر يعكف على إعداد برامج مخصصة للدول الخارجة من النزاعات.
وشكلت الرئاسة المصرية للاتحاد القاري فرصة سانحة لقيادة قمم دولية - أفريقية على مدار العام، بدأت بمشاركة السيسي في «مؤتمر ميونيخ للأمن» في 15 من فبراير، كأول رئيس غير أوروبي يلقي كلمة أمامه، تبعته «قمة الحزام والطريق» في بكين نهاية أبريل (نيسان) ، وكذا «قمة مجموعة العشرين» باليابان في يونيو (حزيران)، وقمة «مجموعة السبع الكبرى G7 وأفريقيا» في بياريتز الفرنسية نهاية أغسطس (آب)، والقمة السابعة لمؤتمر «تيكاد» نهاية أغسطس أيضاً في طوكيو.
كما شملت ترؤس السيسي القمة الروسية - الأفريقية في سوتشي، بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والقمة الألمانية - الأفريقية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع المستشارة أنجيلا ميركل.
على الصعيد الاقتصادي، جاء إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية، الإنجاز الأهم، بعد توقيع 54 دولة، وكذلك إطلاق مبادرة للتحول الرقمي والتميز الحكومي.
وحظيت مبادرة السيسي لعلاج مليون أفريقي من «فيروس سي» في 18 دولة بالمجان، بحفاوة بالغة داخل القارة. فضلا عن «البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي»، الذي يستهدف تدريب ألف شاب أفريقي بالأكاديمية الوطنية للتدريب في مصر، وانضم له في يوليو (تموز) الماضي مائة شاب من 29 دولة أفريقية.
ومع انتهاء رئاستها، عمدت القاهرة إلى تكريس حضورها داخل مؤسسات الاتحاد، من خلال مشاركة واسعة في الانتخابات المقبلة، التي ستجري على لجانه. وبحسب السفيرة نميرة نجم، المستشار القانوني للاتحاد، فإن مصر فازت بمقعد في مجلس الأمن والسلم الأفريقي (عشرة) بالتزكية؛ نظرا لأنها المرشح الوحيد عن المنطقة (الخامسة) لشمال أفريقيا، وكذلك في مجلس الاتحاد الأفريقي الاستشاري لمكافحة الفساد عن منطقة شمال أفريقيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.