شيخو كوياتي: نرفض نقل موعد كأس أمم أفريقيا للشتاء ولا أحد يسمع رأي اللاعبين

النجم السنغالي لاعب خط وسط كريستال بالاس يرى أن قرار «الكاف» سيحد من فرص الأفارقة في الاحتراف بأندية أوروبا

شيخو كوياتي بقميص كريستال بالاس يسيطر على الكرة قبل غوندوغان لاعب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)  -  شيخو كوياتي قائد منتخب السنغال انتقد قرار تغيير موعد البطولة الأفريقية (غيتي)
شيخو كوياتي بقميص كريستال بالاس يسيطر على الكرة قبل غوندوغان لاعب مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - شيخو كوياتي قائد منتخب السنغال انتقد قرار تغيير موعد البطولة الأفريقية (غيتي)
TT

شيخو كوياتي: نرفض نقل موعد كأس أمم أفريقيا للشتاء ولا أحد يسمع رأي اللاعبين

شيخو كوياتي بقميص كريستال بالاس يسيطر على الكرة قبل غوندوغان لاعب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)  -  شيخو كوياتي قائد منتخب السنغال انتقد قرار تغيير موعد البطولة الأفريقية (غيتي)
شيخو كوياتي بقميص كريستال بالاس يسيطر على الكرة قبل غوندوغان لاعب مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - شيخو كوياتي قائد منتخب السنغال انتقد قرار تغيير موعد البطولة الأفريقية (غيتي)

يقول السنغالي الدولي شيخو كوياتي لاعب خط وسط فريق كريستال بالاس الإنجليزي عن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) مؤخراً بتغيير موعد إقامة النسخة الحادية والعشرين من بطولة كأس الأمم الأفريقية من الصيف إلى منتصف الموسم المقبل في الشتاء: «نحن لا نريد هذا القرار، لكن ما الذي يمكننا أن نفعله؟ إنهم لا يستمعون أبداً إلى آرائنا كلاعبين».
ويضيف كوياتي، أثناء هذا الحوار الذي أجري معه بعد انتهائه من إحدى الحصص التدريبية في ملعب تدريب كريستال بالاس في منطقة بيكنهام في يوم بارد الأسبوع الماضي: «تخيل أنك تلعب لنادٍ في أوروبا، ثم تعرف فجأة أنه يتعين عليك أن تتركه في نصف الموسم وتجعل فريقك يشعر بالإحباط! إنه أمر صعب للغاية بالنسبة لي ولأشقائي الأفارقة. لا يريد أي لاعب أن يغيب عن أي جزء من الموسم، خصوصاً في مثل هذا التوقيت المهم من العام. هذا القرار يضعنا جميعاً في موقف صعب للغاية. تخيل ما ستكون عليه الحال هذه المرة خلال العام المقبل - سيتم حرمان ليفربول من 3 من أفضل لاعبيه؛ وهم ساديو ماني ومحمد صلاح ونابي كيتا، وبالنسبة لفريقنا فسيغيب عنه كل من جوردان أيو وويلفريد زاها وجيفري شلوب».
وكان المدير الفني لنادي ليفربول، يورغن كلوب، قد أشار إلى أن تغيير موعد كأس الأمم الأفريقية لتقام في يناير (كانون الثاني) قد يجعل الأندية الأوروبية تحجم عن التعاقد مع اللاعبين الأفارقة. ويقول كوياتي، الذي كان يلعب إلى جانب ساديو ماني ضمن صفوف المنتخب السنغالي الذي خسر المباراة النهائية لكأس الأمم الأخيرة في مصر أمام الجزائر: «يمكننا أن نتفهم إحجام الأندية الأوروبية عن التعاقد مع اللاعبين الأفارقة حيال قيامها بذلك. يحتاج المديرون الفنيون إلى وجود قائمة قوية وإلى لاعبين يمكنهم الاعتماد عليهم طوال الوقت».
وقد مر ما يقرب من 6 سنوات منذ انتقال كوياتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن اتجه لخوض تجربة الاحتراف في أوروبا للمرة الأولى وهو في السابعة عشرة من عمره. وفي ذلك الوقت، لم يكن لدى كوياتي تصريح عمل وكان مهدداً بالترحيل من فرنسا، لولا الدعم الذي تلقاه من قبل وكيل أعماله المقيم في بلجيكا والذي ساعده في الانضمام لنادي أندرلخت في نهاية المطاف. لكن الأداء القوي الذي قدمه كوياتي مع منتخب السنغال في أولمبياد لندن 2012 كان بداية الانطلاق الحقيقي بالنسبة له، وينطبق الأمر نفسه أيضاً على كثير من زملائه الدوليين.
يقول كوياتي: «بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية، انتقل كثير من اللاعبين إلى أندية أوروبية كبيرة - لقد فتحت هذه البطولة الباب أمام كثير من لاعبي هذا الجيل. لقد قطعنا شوطاً طويلاً، بعد أن جئنا من بلدات صغيرة لا تملك شيئاً، ولم يكن هناك أي آفاق للتقدم. إذا كنت تريد أن تحقق أهدافك فيتعين عليك أن تقاتل قدر المستطاع».
ويضيف: «هناك كثير من اللاعبين البارزين في السنغال، لكن يجب أن يحالفك الحظ حتى تحقق أحلامك باللعب في أوروبا. وبالنسبة لي ولكل من ساديو ماني وإدريسا غاي، فكلنا يعلم أنه يتعين علينا أن نغتنم هذه الفرصة جيداً».
وفاز كوياتي بـ4 ألقاب للدوري البلجيكي الممتاز مع نادي أندرلخت، وكان قريباً للغاية من الانتقال لنادي آرسنال قبل الانضمام إلى وستهام يونايتد في عام 2014. وقد وجد كوياتي صعوبة في البداية في التكيف مع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن يتأقلم بصورة جيدة مع الأجواء الجديدة.
يقول كوياتي عن ذلك: «خلال السنة الأولى لي هنا، كنت أشعر كل أسبوع برغبة في العودة إلى بلجيكا مرة أخرى. وكان أصدقائي يسألونني عن السبب في رغبتي في العودة إلى بلجيكا مرة أخرى، وكنت أخبرهم أن السبب وراء ذلك هو أنني لا أحب لندن، لكن بعد مرور 3 أو 4 أشهر تعرفت على بعض اللاعبين في وستهام يونايتد، مثل كارلتون كول، وديافرا ساخو، بالإضافة إلى مارك نوبل، الذي ساعدني كثيراً».
وأنهى وستهام يونايتد الموسم في المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز في ثاني موسم لكوياتي مع الفريق، وسجل اللاعب السنغالي الهدف الأول في ملعب لندن الجديد في إحدى مباريات الدوري الأوروبي في أغسطس (آب) 2016. لكن مسيرته مع الفريق شهدت بعض التوتر في فبراير (شباط) 2018 عندما تم إيقاف توني هنري، رئيس لجنة التعاقدات الجديدة بالنادي، بسبب مزاعم بأنه يريد الحد من عدد اللاعبين الأفارقة في صفوف وستهام بسبب «السلوك السيئ» لبعضهم، وبسبب «الفوضى التي يحدثونها» عندما لا يتم ضمهم لقائمة الفريق الأساسية.
وفي اليوم الذي أثيرت فيه هذه القضية، نشر كوياتي صورة شخصية له على حسابه الخاص على «إنستغرام» وتحتها كلمات تقول: «أفريقي وأفتخر بذلك». ويعترف اللاعب السنغالي الآن بأن هذه الرسالة كانت رداً مباشراً على ما وصفه مجلس إدارة وستهام يونايتد في وقت سابق بأنها «تعليقات غير مقبولة» من قبل هنري، الذي أقيل من منصبه.
يقول كوياتي: «لقد حدث ذلك لأننا فخورون جداً بالمكان الذي جئنا منه. إننا نحب كرة القدم ونحب أن نحظى بفرصة اللعب في أوروبا، ولا نرى أي فرق بين أصحاب البشرة البيضاء وأصحاب البشرة السمراء. لكن في بعض الأحيان، يكون هناك بعض الأشخاص المجانين الذين لا أفهم لماذا يدلون بمثل هذه التصريحات، التي تؤثر كثيراً على بعض الأشقاء الأفارقة. وبالنسبة لي، أرى أنه يتعين علينا أن ننسى هذه الأشياء وأن نركز على عملنا فقط».
ويضيف: «هذه هي الحياة - وفي بعض الأحيان لا يمكنك فعل أي شيء. إننا نتحدث كثيراً عن العنصرية، لكننا سنرى غداً مزيداً من الأحداث العنصرية. وكل ما يتعين علينا القيام به هو أن نركز على المقربين منا وعلى عائلاتنا، وأن نمنحهم الحب والحنان، وأن ننسى الآخرين حتى نشعر بالسعادة».
وأبدى كريستال بالاس اهتمامه بضم كوياتي لفترة طويلة، قبل أن يتمكن في نهاية المطاف من ضم اللاعب السنغالي مقابل 9.5 مليون جنيه إسترليني في أغسطس (آب) 2018، وهي الخطوة التي سمحت لكوياتي بأن يلعب مرة أخرى مع زميله السابق في وستهام يونايتد، جيمس تومكينز. ورغم أن تشكيلة كريستال بالاس، بقيادة المدير الفني روي هودجسون، تضم عدداً كبيراً من اللاعبين الأفارقة، يصر كوياتي على أن هذا الأمر لم يكن عاملاً حاسماً في قرار انتقاله إلى كريستال بالاس.
ويقول: «كنت أعرف أن هناك كثيراً من اللاعبين الأفارقة هنا، لكن أصحاب البشرة البيضاء مثل الأفارقة أيضاً. وهناك جيمس ماك آرثر ولوكا ميليفوفيتش، وهو زميل سابق لي أيضاً في أندرلخت، بالإضافة إلى جيمس تومكينز. هؤلاء هم الأشخاص الذين كنت أعرفهم قبل مجيئي إلى هنا، ومن المؤكد أنهم جعلوا الأمور أسهل بالنسبة لي. روح الفريق هنا لا تصدق، وقد ساعدني هذا الأمر كثيراً في التأقلم مع الفريق سريعاً. وبعد مرور 9 أشهر فقط على انضمامي للنادي، شعرت كأنني هنا منذ 5 سنوات».
ويضيف: «عادة ما يذهب بعضنا إلى منازل بعض لتناول الطعام معاً. إننا نلعب مباراة أثناء التدريبات وإذا خسرت فإننا سوف نذهب إلى منزلك لتناول الطعام. في بعض الأحيان نذهب إلى منزل مامادو ساخو أو لمنزل كريستيان بينتيكي. زوجتي طباخة ماهرة للغاية، وفي بعض الأحيان تطهي لنا طعاماً سنغالياً يحتوي على كثير من البصل والخردل والفلفل، ويتم تقديم ذلك مع الأرز والمعكرونة. إنها وجبة جيدة حقاً، ويتعين عليك أن تقوم بتجربتها يوماً ما. لكننا نقدم طعاماً مختلفاً في كل مرة عن المرة السابقة. فعلى سبيل المثال عندما نذهب إلى منزل جوردان فإننا نتناول طعاماً غانياً».
وبسؤاله عما إذا كان بإمكان كريستال بالاس أن ينهي الموسم الحالي في مركز أفضل من المركز الثاني عشر الذي احتله الفريق الموسم الماضي، أو حتى تجاوز أفضل مركز حققه الفريق وهو المركز العاشر في عام 2015، قال كوياتي إنه لا يمكن الجزم بهذا الأمر، مضيفاً: «لدينا هدف نسعى لتحقيقه، وهو إنهاء الموسم الحالي في مركز أفضل من المركز الذي حققناه الموسم الماضي. لكن الأولوية الأولى بالنسبة لنا ضمان الابتعاد عن المنطقة المؤدية للهبوط».
وأعرب كوياتي عن أمله في أن تنشأ أكاديمية للناشئين بعد اعتزاله كرة القدم، على غرار أفضل أكاديميتين للناشئين في السنغال - وهما أكاديميتا «جينيراشن فووت» و«ديامبارس» اللتان تم إنشاؤهما بفضل الدعم من النجم الفرنسي السنغالي الأصل والمولود في داكار باتريك فييرا - اللتين تخرج منهما لاعبون بارزون مثل ساديو ماني وإدريسا غاي، ولاعب واتفورد إسماعيلا سار على مدار العقد الماضي.
يقول كوياتي: «يتعين علينا أن نواصل السير في هذه الطريق، لأننا نستطيع أن نرى النجاح الذي حققته هاتان الأكاديميتان. وبالنسبة لي، فإنني أحلم بأن أفعل شيئاً من هذا القبيل في المستقبل. إننا نريد أن نساعد أكبر عدد ممكن من الناس للحصول على الفرصة المناسبة».


مقالات ذات صلة

الأخضر... رحلة الفجر تحلق دون «سالم والمالكي»

رياضة سعودية الدوسري اضطر للخروج على النقّالة الطبية بعد إصابته في المباراة (تصوير: سعد الدوسري)

الأخضر... رحلة الفجر تحلق دون «سالم والمالكي»

سيضطر المنتخب السعودي للمغادرة فجر السبت دون اثنين من أبرز نجوم الوسط «سالم الدوسري وعبد الإله المالكي».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية مورينيو يتابع مباراة فناربخشه مع ألكمار في الدوري الأوروبي من المدرجات عقب طرده في المباراة السابقة (إ.ب.أ)

الاتحاد التركي يوقف مورينيو ويغرمه... ويؤكد: تصريحاتك «غير رياضية»

تلقى البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني لفريق فناربخشه التركي، عقوبة الإيقاف لمباراة وتغريمه مالياً عقب هجومه الحاد على كرة القدم التركية.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول )
المشرق العربي متظاهرون مؤيديون للفلسطينيين في أمستردام ليلة الخميس (د.ب.أ)

حرب غزة تمتد إلى شوارع أمستردام

الاشتباك الذي وقع ليلة الخميس - الجمعة في أمستردام، بين مشجعي فريق كرة القدم إسرائيلي، وشبان عرب ومسلمين، بدا وكأنه أحد إفرازات حرب غزة.

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية كول بالمر يترقب عودته أمام آرسنال (رويترز)

تشيلسي يسعى إلى استعادة بالمر قبل قمة آرسنال

يأمل إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، في أن يكون كول بالمر لائقاً وعلى أتم الاستعداد للمشاركة أمام آرسنال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيدو استقال من منصبه مديراً رياضياً لآرسنال (رويترز)

لماذا ترك إيدو آرسنال؟

بالنسبة لمعظمنا، كانت استقالة إيدو من منصب المدير الرياضي لآرسنال هذا الأسبوع بمثابة صاعقة من اللون الأزرق.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».