مراجعة لنظرية الخروج الأولى في تاريخ البشرية

صدر حديثاً عن «السعيد للنشر والتوزيع» بالقاهرة كتاب بعنوان «العصر الحجري القديم الأسفل في وادي النيل وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية»، للباحثة دكتورة سعاد سيد إبراهيم.
يتضمن الكتاب دراسة شاملة لفترة العصر الحجري القديم في المناطق الثلاث، مشيراً إلى أنه أقدم فترات ذلك العصر وعصور ما قبل التاريخ في مناطق رئيسية وجوهرية من مناطق الشرق الأدنى القديم، كما يُعد أحد أهم الفترات إثارة لاهتمام الباحثين في تاريخ الجنس البشري نظراً لطول فترته الزمنية التي ترجع قدماً لأكثر من ثلاثة ملايين من السنين وحتى 200 ألف سنة مضت تقريباً، لافتاً إلى أن تتبع ودراسة تطور أقدم الأنواع شبه البشرية يرجع لفترات أقدم وحتى 30 مليون سنة مضت تقريباً، إلا أن هذه الفترة شهدت تطورات تقنية واجتماعية مبكرة تمثل جزءاً هاماً في تاريخ البشرية من الناحية الأنثروبولوجية والتقنية والاجتماعية.
ارتكزت المؤلفة في دراسة المناطق الثلاث من خلال نقاط رئيسة موحدة تمهيداً لعمل دراسة مقارنة، والتي تهدف إلى التعرف على الصناعات والتقنيات الحجرية المميزة لكل منطقة، وعلى التشابهات التقنية أو الشكلية فيما بينها إن وجدت، بغرض وضع تصور حول طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين المناطق الثلاث في تلك الفترة والطرق الأكثر احتمالية للاستشارات شبه البشرية المبكرة التي حدثت بها للخروج من أفريقيا.
وسعت الباحثة إلى عمل دراسة مفصلة للعصر الحجري القديم الأسفل في منطقة وادي النيل، بخاصة مصر، نظراً لأهمية موقعها في نظريات الخروج الأول من أفريقيا، وقلة الدراسات التي تناولت هذه الفترة بالمنطقة بالتفصيل.
أما بالنسبة لمنطقتي بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية فقد تناولتهما بشكل مفصل، نظراً لمساحتهما الشاسعة، ووقوعهما في تجاور مباشر مع الأراضي المصرية وثرائهما بالمواقع التي ترجع للعصر الحجري القديم الأسفل والدراسات العديدة التي تمت عنهما قديماً وحديثاً.
وتناولت الباحثة في الدراسة بيئة ومناخ هذا العصر والأنواع شبه البشرية والصناعات الحجرية وتقنياتها التي وجدت، ونظرية «الخروج الأول من أفريقيا» من حيث نشأتها، وعناصرها المختلفة التي تتكون من عدة نقاط، وهي: التساؤلات حول من النوع شبه البشرى الأكثر ترجيحاً للقيام بهذه الخروجات المبكرة وتوقيتاتها، وما هي أشكال هذه الانتشارات والأسباب التي دفعت إليها، ومن أي اتجاه تم هذا الخروج وأكثر الطرق احتمالا.