هونغ كونغ تسجل ثاني وفاة بـ«كورونا المستجد» خارج الصين القارية

رجّحت إمكانية انتشار واسع للعدوى في المدينة

TT

هونغ كونغ تسجل ثاني وفاة بـ«كورونا المستجد» خارج الصين القارية

أصبحت هونغ كونغ، أمس، ثاني منطقة خارج الصين القارية تسجَّل فيها وفاة بفيروس «كورونا المستجد» بعد الفيليبين، في وقت عبّر المسؤولون عن مخاوف إزاء حالات متزايدة من انتقال الفيروس في المدينة المكتظة.
وأودى الفيروس بأكثر من 425 شخصاً في الصين منذ انتشاره من مدينة ووهان وسط الصين، أواخر العام الماضي. ووصل أيضاً إلى أكثر من 25 دولة.
ومعظم الوفيات في الصين كانت في ووهان والمناطق الأخرى المحيطة بمقاطعة هوباي، التي تخضع لإجراءات عزل منذ أسبوعين تقريباً، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. لكن السلطات الصحية في هونغ كونغ أكدت أمس وفاة رجل عمره 39 عاماً، كان يعالَج من الفيروس.
والرجل من سكان هونغ كونغ، وكان قد سافر الشهر الماضي إلى ووهان وعاد إلى دياره في 23 يناير (كانون الثاني)، في قطار سريع. وقال المسؤولون إنه كان يعاني من مرض السكري، لكن حالته كانت مستقرة إلى أن تدهور وضعه فجأة. وحتى يوم أمس، كانت حالة الوفاة الوحيدة خارج البر الصيني في الفلبين.
وجاءت الأنباء عن وفاته وسط إضراب دخل يومه الثاني، ينظمه عمال القطاع الطبي في هونغ كونغ احتجاجاً على تعاطي الحكومة مع الأزمة. وتقول سلطات المستشفيات إن نحو 4400 موظف تغيبوا عن العمل، بينهم نحو 260 طبيباً و2500 ممرض. وقالت السلطات إن الإضراب يتسبب بـ«تداعيات خطيرة».
تم تأكيد 17 إصابة في هونغ كونغ، وغالبية المصابين هم في الصين القارية. لكن يشتبه أن تكون أربع حالات ناجمة عن انتقال محلي للعدوى، بينها حالتان أُعلن بعد ظهر أمس أنهما لم يسافرا مؤخراً إلى البر الصيني. وقال المسؤول في مركز الحماية الصحية في هونغ كونغ شوانغ شوك - كوان، إن انتقال العدوى محلياً يدعو للقلق، إذ يمكن أن يؤشر إلى أن الفيروس قادر على الانتشار بذاته. وقال للصحافيين: «لا يمكن استبعاد إمكانية حصول انتشار كبير للعدوى في المستقبل القريب. لذا، فإن الأيام الـ14 المقبلة تنطوي على أهمية كبيرة».
كانت سلطات هونغ كونغ قد أعلنت، أول من أمس (الاثنين)، إغلاق جميع المعابر باستثناء معبرين بريين مع الصين القارية، سعياً لوقف انتشار الفيروس. وتصاعد الغضب من تعاطي الحكومة مع الوباء، وسط دعوات لإغلاق الحدود نهائياً، ومنها ما يشمل منع سكان الصين القارية من السفر جواً إلى المطار الدولي.
وهناك أيضاً نقص كبير في الأقنعة الواقية، ما أدّى إلى طوابير انتظار طويلة كل صباح أمام الصيدليات ومتاجر أخرى لوجود كميات محدودة من هذه السلعة. وفيما تتمتع هونغ كونغ بروابط اقتصادية وثقافية وثيقة بالبر الصيني، إلا أن شعوراً بعدم الثقة بسلطات بكين يسود المدينة.
وانتشار فيروس «سارس» (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد) عام 2003 والذي عتّمت عليه بكين في الأساس، أودى بنحو 300 شخص في هونغ كونغ وخلّف آثاراً نفسية لفترة طويلة في المدينة المكتظة. وما يؤجج عدم الثقة، وأحياناً العداء الصريح تجاه أهالي البر الرئيسي، سنوات من الاضطرابات السياسية في وقت يتظاهر السكان للمطالبة بمزيد من الحريات الديمقراطية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».