الجيش اللبناني ينقل عملياته إلى الجنوب ويداهم مواقع بينها مجمع للنازحين السوريين

نقل الجيش اللبناني، أمس، حملاته الأمنية إلى الجنوب لتوقيف مشتبه بهم بالتحضير لعمليات أمنية، في خطوة استباقية لتطويق أعمال إرهابية محتملة، ولتجنب سيناريو الشمال، حيث أحبط محاولة إقامة «إمارة إسلامية» كانت في طور النشوء وتعمل خلايا متشددة على إقامتها، قبل أن يسقطها الجيش في العملية التي انتهت أول من أمس في مدينة طرابلس وبحنين - المنية. وواصل الجيش إجراءاته شمالا، حيث أوقف 16 مطلوبا، وكثفها جنوبا حيث اعتقل مطلوبين، في حين أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين»، متوعدا بملاحقة الإرهابيين.
وأوقفت وحدات الجيش المطلوب عبد الرحمن حلاق المتهم بالتحضير لعملية إرهابية في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بعدما دهم منزله هناك. وجاء ذلك بالتزامن مع استكمال الجيش عمليات الدهم في المدينة، حيث عثر على 6 ألغام قابلة للتفجير في محلة سيروب، وعمل على نقلها من المكان. وذكرت معلومات أن الجيش واصل التفتيش عن المطلوبين أحمد عادل شرف وفؤاد أبو غزالة. وكان الأخير سجن مدة عام على خلفية مشاركته في معارك عبرا، التي انتهت بسيطرة الجيش على المربع الأمني للشيخ المتشدد أحمد الأسير في يونيو (حزيران) 2013. كما نفذت دورية من مخابرات الجيش مداهمات في حي الكنان بصيدا القديمة.
وتأتي تلك الحملة في صيدا، استكمالا لحملة أمنية بدأها الجيش اللبناني في المدينة ومحيطها يوم الاثنين الماضي، في ضوء معلومات عن تهديدات أمنية وتحضيرات لتنفيذ أعمال إرهابية في المدينة.
وكان الجيش اتخذ يومها تدابير مشددة في صيدا ونفذ مداهمات واسعة بحثا عن مطلوبين على علاقة بمخطط كان يستهدف مجمع الزهراء ومركز مخابرات الجيش في المدينة. وكشفت القيادة العسكرية في بيان أن وحدة من الجيش في المدينة، دهمت منزلي فلسطينيين، أوقف أحدهما، كانا يخططان لمهاجمة مركز تابع للجيش في منطقة الجنوب، لافتة إلى أنها ضبطت بنادق كلاشنيكوف وقاذف آر بي جي مع 17 قذيفة عائدة لهما، بالإضافة إلى عبوتين معدتين للتفجير زنة كل منها كيلوغرام ونصف، وصواعق كهربائية وأعتدة عسكرية مختلفة. وفي السياق نفسه، أوقفت استخبارات الجيش في منطقة وادي الزينة الواقعة شمال مدينة صيدا، السوري شادي عبد الرحيم شناوي الذي تبين أن حاسوبه يتضمن بيانات عن كيفية صنع قنابل يدوية وتواصله مع بعض الجهات الإرهابية. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن مخابرات الجيش أوقفت خلال العملية عددا من المشتبه فيهم بقضايا إرهابية، وهم من الجنسية السورية.
وكانت قوة من الجيش دهمت مجمع النازحين السوريين في وادي عبرا، مساء أول من أمس، وعملت على تفتيشه والتدقيق في أوراق قاطنيه.
وبالتزامن، تواصلت عمليات الدهم في الشمال، حيث يلاحق الجيش المطلوبين والفارين إثر معركة مع الجيش في الضنية (10 كيلومترات شمال طرابلس) ومدينة طرابلس. وأعلن الجيش أن قوة من وحداته «دهمت في محلة أبي سمرا - طرابلس، عددا من الأماكن المشتبه في اختباء مسلحين فيها، حيث أوقفت 8 أشخاص، بينهم 3 من التابعية السورية، وضبطت في أحد هذه الأماكن 3 بنادق حربية نوع كلاشنيكوف وقاذف آر بي جي و10 قنابل يدوية، بالإضافة إلى كمية من الذخائر والأعتدة العسكرية المتنوعة». كما دهمت قوة أخرى من الجيش «عددا من مخيمات النازحين السوريين في منطقة المنية، وأوقفت 8 أشخاص للاشتباه في علاقتهم بالجماعات المسلحة»، مشيرة إلى أن الموقوفين «سلموا مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم».
وكان الجيش اللبناني نفذ منذ ساعات الصباح الأولى مداهمات واسعة للمنطقة الواقعة بين محلة أبي سمرا وضهر العين في الكورة وتحديدا في وادي هاب بحثا عن مطلوبين، كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة إلى أن وحداته «أقامت حواجز ثابتة في معظم المداخل المؤدية إلى المنطقة في ظل انتشار كثيف في محيط الوادي، وسط تحليق طائرة استطلاع في المنطقة».
وكان الجيش أعلن في بيان منفصل، أنه «نتيجة مواصلة قوى الجيش تكثيف عمليات الدهم والتفتيش بحثا عن الإرهابيين الفارين، أقدم كل من المدعوين ناصر محمود البحصة وعزام راشد طالب وصلاح محمد عبد الحي، على تسليم أنفسهم لقوى الجيش في منطقة الشمال، وذلك لحملهم السلاح والاشتراك مع آخرين في الاشتباك مع وحدات الجيش في بلدة بحنين وجوارها».
في غضون ذلك، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي أثناء تقديم التعزية في ضابطين سقطا في المعارك الأخيرة، أن «دماءهما ودماء رفاقهما العسكريين الشهداء والجرحى كافة لن تذهب هدرا»، مشددا على أنه «لا مساومة ولا مهادنة مع قتلة العسكريين.. ولا اتفاقات سرية على دم الشهداء»، وأن «كل من اعتدى على عناصر الجيش إرهابي، وسيلاحق أينما وجد حتى توقيفه وتسليمه للقضاء مهما طال الزمن».