إتمام أول عملية خصخصة لمنشأة صحية حكومية سعودية

«جدوى للاستثمار» تكمل الإجراءات لشركة «الخطوط السعودية الطبية»

TT

إتمام أول عملية خصخصة لمنشأة صحية حكومية سعودية

كشفت أمس «جدوى للاستثمار» - وهي شركة سعودية متخصصة في مجال إدارة الاستثمارات والاستشارات - عن إتمام خصخصة شركة «الخطوط السعودية للخدمات الطبية» (مديكال)، وهي إحدى الشركات التابعة للمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، المشغل الوطني للنقل الجوي في المملكة.
وجاءت العملية عبر بيع حصة أغلبية لشركة مستشفى الدكتور سليمان عبد القادر فقيه؛ حيث عملت شركة «جدوى للاستثمار» مستشاراً مالياً حصرياً للخطوط الجوية العربية السعودية في عملية التخصيص، في وقت ينظر إلى المبادرة بتميزها، كونها أول عملية تخصيص لمنشأة صحية حكومية تحت «رؤية 2030».
وتقوم شركة «الخطوط السعودية للخدمات الطبية» بتقديم خدمات الرعاية الصحية لمنسوبي المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية، ووحداتها وشركاتها التابعة، وذلك لنحو 140 ألف مستفيد من منسوبي الخطوط الجوية العربية السعودية، وشركاتها التابعة.
وتعد شركة «الخطوط السعودية للخدمات الطبية» أكبر مركز متخصص في تقديم خدمات الطب المهني وطب الطيران في المملكة، والمعتمد من قبل الهيئة العامة للطيران المدني، وإدارة الطيران الفيدرالي الأميركي، لتقديم خدمات طب الطيران لأكثر من 15 ألف طيار ومضيف وطاقم جوي في المملكة. وقامت شركة «جدوى للاستثمار» خلال عملية التخصيص بتقديم المشورة حول عدة جوانب، تضمنت تحويل نموذج عمل الخدمات الطبية من مركز تكلفة يعمل تحت إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية، إلى شركة ربحية لتقديم خدمات الرعاية الصحية، وفق أعلى المعايير لمنسوبي المؤسسة.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد بن هاشم بافقيه، الرئيس التنفيذي لشركة «الخطوط السعودية للخدمات الطبية»: «بدأت (الخطوط السعودية للخدمات الطبية) في عام 1970م بتقديم خدماتها لمنسوبي المؤسسة وذويهم. وقامت الخطوط الجوية العربية السعودية وفق خطتها الاستراتيجية، وفي إطار تخصيص مجموعة الناقل الوطني بالاستعانة بشركة (جدوى للاستثمار) لتقديم خدماتها فيما يتعلق بعملية التخصيص»، مشيراً إلى أن هذه الفترة تشهد تحويل نموذج عمل الشركة بالكامل ليتواكب مع متطلبات عملية التخصيص.
وكانت جهود شركة «جدوى للاستثمار» منذ انطلاق المشروع - بحسب بافقيه - عاملاً أساسياً، «ساهم في توفير مقومات النجاح لهذه المبادرة، التي تكللت - ولله الحمد - بالشراكة الاستراتيجية مع أحد أبرز مقدمي خدمات الرعاية الصحية في المملكة».
من ناحيته، أكد طارق السديري، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «جدوى للاستثمار» أن العمل مع الخطوط الجوية العربية السعودية، وشركة «الخطوط السعودية للخدمات الطبية» من خلال تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية يمثل نقلة مهمة في أعمال «جدوى» لدعم هذه المبادرة المهمة، مفيداً بأن هذه العملية هي الأولى في مجال تخصيص منشأة صحية حكومية تحت برنامج التخصيص.
ووفقاً لبيان صدر أمس، قال السديري: «نحن على يقين بأن تخصيص شركة (الخطوط السعودية للخدمات الطبية) هو نموذج للفرص الواعدة المطروحة أمام القطاع الخاص للمشاركة، في تحقيق (رؤية 2030)».



«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
TT

«موديز» ترفع توقعاتها لنمو الصين في 2025 رغم التحديات التجارية

العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)
العلم الوطني الصيني أمام منطقة الأعمال المركزية في هونغ كونغ (رويترز)

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين لعام 2025 إلى 4.2 في المائة من 4 في المائة، حيث توقعت استقرار ظروف الائتمان، وأن تؤدي جهود التحفيز التي بذلتها بكين منذ سبتمبر (أيلول) إلى التخفيف من بعض التأثيرات المحتملة للزيادات في التعريفات الجمركية الأميركية.

في المقابل، أظهرت بيانات وزارة المالية أن الإيرادات المالية للصين في أول 11 شهراً من عام 2024 انخفضت 0.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يمثل تحسناً طفيفاً عن الانخفاض بنسبة 1.3 في المائة في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول). من ناحية أخرى، نما الإنفاق المالي بنسبة 2.8 في المائة في الفترة نفسها، مقارنة بزيادة قدرها 2.7 في المائة في أول 10 أشهر من العام.

نمو صناعي وتراجع استهلاكي

كما شهد الناتج الصناعي في الصين نمواً طفيفاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما جاءت مبيعات التجزئة مخيبة للآمال، مما عزز الدعوات إلى زيادة التحفيز الذي يركز على المستهلكين. وتعكس البيانات المتباينة التحديات الكبيرة التي يواجهها قادة الصين في تحقيق تعافٍ اقتصادي مستدام قبل عام 2025 في وقت قد تشهد فيه العلاقات التجارية مع أكبر سوق تصدير للصين تدهوراً، في حين يبقى الاستهلاك المحلي ضعيفاً، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».

وأوضح المحللون أن تعهد ترمب بفرض تعريفات تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية قد يدفع بكين إلى تسريع خططها لإعادة التوازن إلى اقتصادها البالغ حجمه 19 تريليون دولار، وهو ما يعكس أكثر من عقدين من النقاشات حول التحول من النمو المدفوع بالاستثمار في الأصول الثابتة والصادرات إلى نموذج اقتصادي يعتمد بشكل أكبر على الاستهلاك.

وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء أن الناتج الصناعي نما بنسبة 5.4 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى نمو قدره 5.3 في المائة. ومع ذلك، سجلت مبيعات التجزئة، التي تعد مقياساً رئيساً للاستهلاك، أضعف زيادة لها في ثلاثة أشهر بنسبة 3 في المائة، وهو ما جاء أقل من الارتفاع المتوقع بنسبة 4.6 في المائة، وأقل من معدل النمو في أكتوبر البالغ 4.8 في المائة.

وأشار دان وانغ، الخبير الاقتصادي المستقل في شنغهاي، إلى أن السياسات الاقتصادية الصينية كانت تروج بشكل مستمر للمصنعين على حساب المستهلكين، على الرغم من مؤشرات الضعف المستمر. وأضاف أن بكين قد تتجه نحو تعزيز القدرة الإنتاجية، مما قد يفاقم مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية، ويحفز الشركات الصينية للبحث عن أسواق جديدة خارجية.

كما شهد الاستثمار في الأصول الثابتة نمواً أبطأ بنسبة 3.3 في المائة في الفترة بين يناير ونوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو بنسبة 3.4 في المائة.

وفيما يتعلق بالسياسات المستقبلية، عبر صناع السياسات عن خططهم لعام 2025، مع الأخذ في الاعتبار أن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تضع ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد الصيني. وقال مسؤول في البنك المركزي الصيني إن هناك مجالاً لمزيد من خفض الاحتياطيات النقدية، رغم أن التيسير النقدي السابق لم يحقق تعزيزاً كبيراً في الاقتراض.

من ناحية أخرى، يواصل قطاع العقارات معاناته من أزمة طويلة الأمد تؤثر على ثقة المستهلكين، حيث تُعد 70 في المائة من مدخرات الأسر الصينية مجمدة في هذا القطاع. وفي الوقت نفسه، لا يزال من المبكر الحديث عن تعافٍ حقيقي في أسعار المساكن، رغم وجود بعض الإشارات المشجعة مثل تباطؤ انخفاض أسعار المساكن الجديدة في نوفمبر.

وفي إطار هذه التطورات، أفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الصين ستعزز من النمو المستدام في دخل الأسر خلال عام 2025 من خلال تكثيف الدعم المالي المباشر للمستهلكين، وتعزيز الضمان الاجتماعي. وقد حددت الصين توسيع الطلب المحلي بصفته أولوية رئيسة لتحفيز النمو في العام المقبل، في ظل استمرار التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع العقارات المتضرر من الأزمة، والتي تعرقل الانتعاش الكامل.

ونقلت الوكالة عن مسؤول في اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية قوله إن الصين ستزيد بشكل كبير من الأموال المخصصة للسندات الخاصة طويلة الأجل في العام المقبل، لدعم الترقيات الصناعية، وتعزيز نظام مقايضة السلع الاستهلاكية، بهدف تحفيز الاستهلاك. وأوضحت أن هذه الخطوات ستتركز على تعزيز دخل الأسر من خلال زيادة الإنفاق الحكومي على الاستهلاك، وتحسين الضمان الاجتماعي، وخلق مزيد من فرص العمل، وتطوير آليات نمو الأجور، بالإضافة إلى رفع معاشات التقاعد للمتقاعدين، ودعم التأمين الطبي، وتنفيذ سياسات تهدف إلى تشجيع الإنجاب.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة «شينخوا»: «من خلال متابعة الوضع الاقتصادي الحالي، نتوقع أن يكون النمو الاقتصادي السنوي نحو 5 في المائة». كما توقع المسؤول أن تشهد سوق الإسكان مزيداً من الاستقرار، ودعا إلى اتخاذ تدابير سياسية ذات تأثير مباشر على استقرار القطاع العقاري في أقرب وقت، مع منح الحكومات المحلية مزيداً من الاستقلالية في شراء المخزون السكني.

من جانبه، أعرب جوليان إيفانز بريتشارد، رئيس قسم الاقتصاد الصيني في «كابيتال إيكونوميكس»، عن اعتقاده بأن التحفيز الاقتصادي في نوفمبر من المرجح أن يكون مؤقتاً، مع احتمالية تعافي النمو في الأشهر المقبلة بفضل الدعم السياسي الزائد. ولكنه أشار إلى أن هذا التحفيز لن يحقق أكثر من تحسن قصير الأمد، خاصة أن القوة الحالية للطلب على الصادرات من غير المرجح أن تستمر بمجرد أن يبدأ ترمب في تنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية.

تراجع الأسواق الصينية

وفي الأسواق المالية، انخفضت الأسهم الصينية بعد أن أظهرت البيانات ضعفاً غير متوقع في إنفاق المستهلكين، في حين راهن المستثمرون على مزيد من الدعم السياسي لتحفيز النمو الضعيف. وفي فترة استراحة منتصف النهار، تراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.37 في المائة، ليضيف إلى التراجع الذي شهده الأسبوع الماضي بنسبة 1 في المائة.

في المقابل، سجل مؤشر «شنغهاي المركب» ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.1 في المائة ليصل إلى 3395.11 نقطة. وانخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.04 في المائة، في حين خسر مؤشر العقارات 1.41 في المائة وضعف مؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 0.94 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.57 في المائة ليغلق عند 19856.91 نقطة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تراجع مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الآسيوية باستثناء اليابان بنسبة 0.20 في المائة، بينما انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.18 في المائة. أما اليوان، فقد تم تسعيره عند 7.2798 مقابل الدولار الأميركي، بانخفاض بنسبة 0.09 في المائة مقارنة بإغلاقه السابق عند 7.2731.