المتمردون يواصلون التحشيد في نهم رغم تصاعد مواكب قتلاهم

TT

المتمردون يواصلون التحشيد في نهم رغم تصاعد مواكب قتلاهم

أفادت مصادر محلية في العاصمة صنعاء بأن الميليشيات الحوثية المتمردة استمرت خلال الأيام الماضية في إرسال حشود جديدة من المجنّدين باتجاه مناطق شرق صنعاء رغم تصاعد مواكب قتلاها وخسائرها في جبهات نهم والجوف ومأرب.
واعترفت المصادر الحوثية الرسمية من خلال مواكب التشييع بمقتل المئات من عناصرها خلال الأسبوعين الأخيرين، بينهم قيادات ميدانية لقوا مصرعهم في المعارك التي يخوضها الجيش اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية ضد الجماعة الحوثية. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات نظمت أكثر من 20 موكباً لتشييع قتلاها خلال يومين فقط في صنعاء وذمار وعمران وحجة وإب، والذين يرجح أنهم قتلوا في المواجهات الدائرة في نهم والجوف ومأرب (شرق العاصمة صنعاء).
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» أن الجماعة شيّعت أمس (الاثنين)، في صنعاء العقيد محمد علي الصماط والعقيد محمد صالح هادي الوائلي والمقدم يحيى قايد قصان والمقدم دارس علي المنصوري والمقدم سليم صالح إسماعيل والرائد يحيى محمد عبد الوهاب الشامي والرائد محمد علي الأشول والنقيب عمار ناصر الصيفي والملازم أول ساجد حسن الخراشي والجندي حمزة عبد الله الحرضي والجندي زاعق سنان حمادي والجندي يحيى حسين سعدان.
ولم تشِر المصادر الحوثية إلى مكان مقتلهم على وجه التحديد، إلا أن المصادر المحلية في صنعاء رجحت أن يكونوا قتلوا في معارك بنهم والجوف وغرب مأرب.
وقدّرت المصادر أن الجماعة خسرت في الأسبوعين الأخيرين المئات من عناصرها بينهم على الأقل 80 من قادتها الميدانيين، الذين كانت دفعت بهم في عمليات تهدف إلى التقدم على حساب القوات الحكومية.
وخلال الأيام الماضية، أكد شهود عيان في صنعاء أن قادة الميليشيات الحوثية وجّهوا أتباعهم في الأحياء والمدارس والمساجد والمصالح الحكومية المحتلة من أجل تحشيد مزيد من المجندين إلى جبهات القتال، فضلاً عن حض السكان على التبرع بالمال والغذاء من أجل دعم المقاتلين. واعترفت المصادر الحوثية نفسها بأن الجماعة سيّرت أمس (الاثنين)، قافلة غذاء جمعتها من سكان العاصمة صنعاء إلى مناطق نهم والجوف ومأرب دعماً لعناصر الميليشيات حيث شملت القافلة أغذية وملابس شتوية ومواشي من الأبقار والأغنام. ورغم الخسائر الضخمة التي تكبدتها الميليشيات فإنها - كما يبدو - تصر على إرسال مزيد من عناصرها إلى جبهات القتال لتعويض النقص العددي في قوام مقاتليها.
وأوضحت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفيات الحكومية باتت تغص بجثث القتلى وكذلك الجرحى، خصوصاً مستشفيات الثورة والجمهوري والعسكري والشرطة، إضافة إلى عدد من المستشفيات الخاصة التي تفرض الجماعة عليها استقبال عناصرها للعلاج مجاناً. ولا تتحدث الجماعة الانقلابية عن أرقام قتلاها وجرحاها جراء الحرب التي تشنها على اليمنيين، إلا أن مراقبين يقدرونهم بعشرات الآلاف بين قتيل وجريح.
ومنذ انقلابها على الشرعية أواخر 2014، أسست الجماعة مؤسسة خاصة لتشييد المقابر، التي وصلت إلى أكثر من 600 مقبرة في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لها.
على صعيد آخر، وضمن مساعي الجماعة الانتقامية من قيادات الحكومة الشرعية، كثفت الميليشيات في الأيام الماضية من حملات النهب والمصادرة للممتلكات والمنازل، حسبما أفادت به المصادر في صنعاء. في هذا السياق، قال السفير اليمني لدى الأردن علي أحمد العمراني، إن الجماعة اقتحمت منزله يوم الأحد الماضي.
وأوضح في منشور على «فيسبوك» أنه لا يتعجب مما قامت به الميليشيات التي قال إن عناصرها جاءوا «من كهوف التاريخ والجغرافيا ليقتحموا عاصمة البلاد ويضربوا لحمتها الاجتماعية ويتسببوا في نكبة تاريخية لليمن غير مسبوقة». وجاء اقتحام منزل السفير العمراني بعد أيام من اقتحام الميليشيات منزل السفير اليمني لدى الاتحاد الأوروبي رئيس الوزراء الأسبق علي محمد مجور، واقتحام منزل القيادي في «حزب الإصلاح» شيخان الدبعي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.