أسير فلسطيني يطعن سجاناً

تصاعد التوتر داخل السجون الإسرائيلية

TT

أسير فلسطيني يطعن سجاناً

أكدت مصادر مطلعة أن السجون الإسرائيلية تشهد توتراً شديداً ومتصاعداً، بسبب الضغوط التي تمارسها السلطات على الأسرى الفلسطينيين. وأن عدة ردود أفعال عالية وقعت في الآونة الأخيرة جراء ذلك؛ إذ قام أحد الأسرى بطعن سجان بآلة حادة. وأقدم الأسرى في جميع السجون ومن كافة الفصائل على إغلاق الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام.
وكانت هذه المصادر قد شكت بشكل خاص من محاولات إدارات السجون التراجع عن الاتفاقيات السابقة مع الأسرى، وذلك بإساءة شروط معيشتهم، وفرض تنقلات عديدة مفاجئة عليهم، وإهمال الخدمات الطبية، وتعمد ترك الأسرى في ظروف بيئية عفنة. وقال نادي الأسير في رام الله، إن إدارة سجن «عوفر» قررت نقل 30 أسيراً من قسم 12 إلى سجني «ريمون، والنقب الصحراوي»، في عقاب انتقامي جماعي، بسبب قيام أحد أسرى «حماس» بمواجهة سجان وطعنه، صباح أمس الاثنين. وقد بدأ الانتقام بإغلاق جميع أقسام السجن، واستدعاء قوات القمع الخاصة. وكان الأسرى في جميع السجون الإسرائيلية قد قرروا أمس إغلاق الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام، إسناداً للأسيرات والأسرى الأشبال في سجن «الدامون».
وقال نادي الأسير إن هذه الخطوة هي استمرار لخطواتهم النضالية التي بدأوا بتنفيذها تدريجياً ضد إجراءات التنكيل المنهجية التي تُنفذها إدارة سجون الاحتلال، وآخرها النقل التعسفي لـ34 طفلاً من سجن «عوفر» إلى «الدامون» في تاريخ الثالث عشر من يناير (كانون الثاني) الماضي، واحتجازهم في قسم لا يصلح للعيش الآدمي. وقال النادي إن الأسرى الأشبال شكوا من اعتداءات نفذتها قوات القمع الموجودة على مدار الساعة في القسم، هذا غير قذارة القسم، وانتشار الحشرات والصراصير والفئران فيه، ومعاناتهم من البرد القارس، مع انعدام أي وسائل تدفئة، والنقص الحاد في الملابس والأغطية، وسوء الطعام المقدم لهم كماً ونوعاً، واضطرارهم لشرب الماء ذي الرائحة الكريهة.
وشكا عدد من الأطفال من أنهم تعرضوا للتهديد، والضرب، والعزل في الأيام الأولى لنقلهم، وتم نقل بعضهم إلى معتقل «الجلمة» بعد احتجاجهم على الأوضاع المأساوية في القسم.
وفي السياق، هددت إدارة سجن «الدامون» بفرض عقوبات على الأسيرات، البالغ عددهن 41 أسيرة، بعد أن أغلقت الأقسام قبل عدة أيام، وسحبت الأجهزة الكهربائية. وجاءت هذه الخطوات عقاباً لهن على رفضهن مقاطعة الأسيرة جيهان حشيمة، التي تمردت على الإدارة ورفضت الوقوف عند عد الأسرى.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».