الإدارة الأميركية تدعو البرهان لزيارة واشنطن

رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
TT

الإدارة الأميركية تدعو البرهان لزيارة واشنطن

رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان
رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان

دعت الإدارة الأميركية رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى زيارة واشنطن، ووعد الأخير بتلبية الدعوة في القريب العاجل، فيما وصل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إلى جيبوتي، في زيارة تستغرق يومين.
وذكر إعلام مجلس السيادة، في تعميم صحافي أمس، أن البرهان تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يدعوه فيه لزيارة الولايات المتحدة «لبحث العلاقات بين البلدين، وسبل تطويرها».
وتعد دعوة البرهان لزيارة واشنطن الأولى لمسؤول سوداني رفيع المستوى منذ ما يقارب 30 عاماً، شهدت خلالها العلاقات بين البلدين تدهوراً كبيراً. وتشهد العلاقات السودانية - الأميركية تحسناً ملحوظاً منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وأعلنت الإدارة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى درجة سفير. ووصف بومبيو الخطوة بأنها «تاريخية» لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والسودان.
وفي الشهر ذاته، زار رئيس الوزراء عبد الله حمدوك واشنطن، وأجرى لقاءات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية التي أكدت في أكثر من محفل دعمها للحكومة الانتقالية في السودان، ومساندتها في تجاوز التحديات الراهنة، وفي مقدمتها السلام والإصلاح الاقتصادي.
ورفضت وزارة الخارجية الأميركية في 2013 منح البشير تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وطالبته بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية.
وتأمل الحكومة الانتقالية بأن تقدم الإدارة الأميركية على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب المدرج فيها منذ عام 1993، التي تحول دون اندماجه في المجتمع الدولي.
وكشف مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية تيبور ناجي، خلال زيارته الخرطوم الأسبوع الماضي، عن مفاوضات جارية بين الإدارة الأميركية والحكومة الانتقالية، تناقش أموراً أكبر من ملف وجوده على لائحة الإرهاب. وأوضح أن بقاء السودان في القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب لا يحول بينه وبين التعامل مع المنظومة المصرفية العالمية.
إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، أمس، إلى جيبوتي، في زيارة رسمية تستغرق يومين تلبية لدعوة الرئيس إسماعيل عمر غيلي. وكان في استقباله بمطار جيبوتي الدولي نظيره الجيبوتي عبد القادر كامل محمد، وعدد من المسؤولين.
ويرافق حمدوك كل من وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس، ووزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق ركن جمال الدين عبد المجيد.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.