«حزب الله» و«أمل» يدعوان لمنح دياب فرصة عشية جلسة الثقة

صهر عون النائب روكز حذر من صدامات مقبلة بين الوزراء

TT

«حزب الله» و«أمل» يدعوان لمنح دياب فرصة عشية جلسة الثقة

دعا الأفرقاء الداعمون للحكومة اللبنانية ورئيسها حسان دياب، على رأسهم «حزب الله» وحركة أمل، لضرورة منحها فرصة، مؤكدين أن الأولوية هي للأزمة الاقتصادية والمالية، فيما من المتوقع أن تنتهي اللجنة الوزارية اليوم الاثنين من صياغة البيان الوزاري؛ تمهيدا لإحالته إلى البرلمان وتحديد موعد لجلسة التصويت على الثقة.
وطالب النائب في «حزب الله» علي فياض كل القوى السياسية بدعم الحكومة ومؤازرتها لتقوم بدورها وإنقاذ الوطن من السقوط، منوهاً بمواقف البعض في تأمين النصاب لانعقاد جلسة إقرار الموازنة العامة.
وقال خلال مشاركته في ذكرى أسبوع وفاة في بلدة الخيام في الجنوب: «نحتاج إلى ممارسة سياسية إيجابية في هذه المرحلة، فالمرحلة ليست مرحلة تصفية حسابات بل هناك مهمة وطنية كبرى اسمها احتواء الأزمة المالية والاقتصادية».
واعتبر فياض أنّ الحل لاحتواء الأزمة ووضعها في سياق المعالجة الجذرية هو أن يلتقي اللبنانيون على احتضان الحكومة، وتقديم يد العون لها.
الموقف نفسه عبّر عنه، النائب في «حركة أمل» هاني قبيسي، معتبرا أن «الأيام المقبلة بعد إعطاء الحكومة وبيانها الوزاري الثقة، ستكون خيرا لأهلنا ووطننا». وأضاف «حكومة ستكون أول واجباتها معالجة المشاكل الاقتصادية والفوضى المالية التي تعممها المصارف والمصرف المركزي والصيارفة وبعض المستفيدين ممن يتلاعب بقيمة النقد، ليزرع الشك والخوف في نفس كل مواطن».
كذلك، قال نائب أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم: «بدأ ركب الحكومة ينطلق، وأنتم تسمعون اليوم انتقادات واعتراضات فقط من أجل الانتقاد والاعتراض، وانكشف أيضا من لا يريد قيام الدولة ولا الحكومة». وأكد «علينا أن نستمر في السير، وعلى الحكومة أن تلتفت تماما إلى الأولويات، يجب عليها أن تعمل على الموضوع النقدي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وأن تضع الخطط وأن تعرف أنها مسؤولة أمام الشعب، وأننا معنيون بأن نسألها وأن نحاسبها أيضا، ولكن من الآن أقول لكم، حاسبوا الحكومة على ما تملكه وما تعرفه، وأيضا حاسبوا المدعين الذين يقولون إنهم سيدعمون الحكومة من دول الخارج إذا لم يقدموا لها الدعم المطلوب».
وأضاف «نسأل الحكومة أن تنجز بحسب إمكاناتها وقدراتها وما هو متاح في لبنان، وأن توسع اتصالاتها الإقليمية والدولية من أجل أن تحمي خيارات لبنان المستقلة والاقتصادية، وهذا سيكون محل مراقبة، وستنكشف الوعود الصادقة من الوعود الكاذبة»، معبرا عن أمله «بأن تكون هذه الحكومة خطوة مهمة على طريق الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي، يجب أن نعمل معها وأن نعطيها الفرصة المناسبة».
في المقابل، رأى النائب شامل روكز صهر الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أن صداما سيقع بين الوزراء وبين الذين عينوهم، معوّلا على دور بعض الوزراء. وأكد في الوقت عينه على ضرورة أن يحاكي البيان الوزاري آلام الناس، وألا يتضمن الكثير من العناوين، ويجب أن يلاقي ثقة اللبنانيين في الداخل والخارج وثقة المجتمع الدولي».
وقال في حديث إذاعي: «تركيبة الدولة الإدارية والسياسية أوصلت الناس لأن تذلّ أمام أبواب المصارف وهم لا يعرفون مصير أموالهم»، مضيفا «التساهل في الإجراءات المصرفية التي يتم الحديث عنها هدفها تشريع هذه الإجراءات التي تمارسها المصارف اليوم خارج إطار القانون».
واعتبر روكز أن «الفوائد العالية والترغيب الذي حصل من أجل أن تضع الناس أموالها في المصرف وتمّ تديينها للدولة بعد ذلك هي عملية سرقة موصوفة»، مؤكداً أن «الناس تملك الحق بتحويل أموالها إلى الخارج في حال عدم وجود قانون صادر عن مجلس النواب يمنع ذلك، وبالتالي لا يمكن محاكمتهم».
وأشار إلى أن «ضرب النظام المصرفي واستعجال ترحيل حاكم المصرف غير مفيد لأن هناك مسؤولية على المصارف والحاكم أن يواجهوها ونحن بحاجة إلى أجوبة».
وأضاف «رغم صعوبة الوضع ورغم الطريقة التي عُيّن بها الوزراء أراهن على صدام سيقع بينهم وبين الذين عيّنوهم، وأراهن على كرامة بعض الذين أعرفهم من بينهم، وتوجه إلى المتظاهرين بالقول: «لا تتلهّوا بوضع القوى الأمنية بوجهكم وجّهوا غضبكم إلى المكان الصحيح».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.