الهند: خفض الضرائب على الأفراد وزيادة عجز الموازنة لتحفيز الاقتصاد

رجل يسير أمام شاشة قناة تلفزيونية تعرض ميزانية الهند 2020 في سوق مومباي للأوراق المالية (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام شاشة قناة تلفزيونية تعرض ميزانية الهند 2020 في سوق مومباي للأوراق المالية (أ.ف.ب)
TT

الهند: خفض الضرائب على الأفراد وزيادة عجز الموازنة لتحفيز الاقتصاد

رجل يسير أمام شاشة قناة تلفزيونية تعرض ميزانية الهند 2020 في سوق مومباي للأوراق المالية (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام شاشة قناة تلفزيونية تعرض ميزانية الهند 2020 في سوق مومباي للأوراق المالية (أ.ف.ب)

أعلنت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان، خفض الضرائب المفروضة على الأفراد ووسّعت نطاق نسبة العجز المسموح بها في الميزانية للعامين الماليين الحالي والمقبل، لتحفيز الاقتصاد الهندي المتباطئ.
جاء ذلك خلال استعراض الوزيرة للموازنة العامة الجديدة للبلاد أمام البرلمان. ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ»، عن سيتارامان قولها إن الحكومة ستتجاوز العجز المستهدف في الميزانية للعام الثالث، ليصل إلى 3.8% من إجمالي الناتج المحلي مقارنةً بالنسبة المستهدفة والتي تبلغ 3.3% في العام المالي الحالي الذي ينتهي بنهاية في مارس (آذار) المقبل.
وجرى توسيع نطاق العجز المستهدف في ميزانية العام المالي المقبل الذي يبدأ في الأول من أبريل (نيسان) المقبل، إلى 3.5%، وجرى خفض معدلات الضريبة على دخل الأفراد في إطار جهود تحفيز الاستهلاك في الاقتصاد الذي من المتوقع أن يحقق معدل نمو 5% خلال العام المالي الحالي، وهو الأبطأ وتيرة خلال أكثر من عقد.
وقالت وزيرة المالية إن الحكومة تخطط لصافي اقتراض بقيمة 5.36 تريليون روبية في العام المالي الجديد الذي يبدأ في الأول من أبريل المقبل (الدولار يعادل 71.5 روبية).
ويصل صافي الاقتراض للعام المالي الحالي الذي ينتهي بنهاية شهر مارس الجاري إلى 4.99 تريليون روبية، مقارنةً بتقديرات سابقة تحدثت عن 4.73 تريليون روبية.
وتعهدت سيتارامان أمام البرلمان بتعزيز القوى الشرائية لدى المواطنين وهو ما من شأنه إيقاف التباطؤ في ثالث أكبر اقتصاد في قارة آسيا. وقالت الوزيرة: «هذه موازنة لزيادة الدخل وتعزيز القوى الشرائية». وأضافت أن الخطة المالية تقوم على ثلاث ركائز، هي «هند طموحة، والتنمية الاقتصادية للجميع، ومجتمع يعتني بأفراده».
وحسبما أوردته «بلومبرغ»، تسعى الحكومة الهندية إلى تعزيز النمو بعدما سجل أعلى معدل تباطؤ له خلال عقد من الزمان، بالإضافة إلى احتواء المخاطر المالية.
ودعا كبير مستشاري الوزيرة، الحكومة الهندية، الجمعة، إلى تعديل النسبة المستهدفة لعجز الميزانية للعام المالي الجاري، وقال إن إنعاش النمو الاقتصادي يمثل «أولوية ملحة».
وتنبأ خبراء اقتصاد في استطلاع أجرته وكالة «بلومبرغ»، بأن النسبة المستهدفة للعجز في الموازنة الجديدة التي تبدأ في الأول من أبريل المقبل سترتفع إلى 3.5% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، أي زيادة على نسبة 3% التي يسمح بها القانون. ورجح استطلاع منفصل أجرته «بلومبرغ» أن تلجأ الهند إلى تمويل العجز في الميزانية عبر الاقتراض السوقي بقيمة نحو 7.8 تريليون روبية (109 مليارات دولار).



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».