أحدث منزل كبير بالطباعة ثلاثية الأبعاد

شُيد في زمن قياسي

أحدث منزل كبير بالطباعة ثلاثية الأبعاد
TT

أحدث منزل كبير بالطباعة ثلاثية الأبعاد

أحدث منزل كبير بالطباعة ثلاثية الأبعاد

استخدمت شركة «SQ4D» أخيراً الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء منزل بمساحة استثنائية، وادّعت أنّ منتجها الذي تبلغ مساحته 176.5 متر مربّع هو أكبر «منزل مطبوع مسموح به بالأبعاد الثلاثية» في العالم.
ليست هذه المرّة الأولى التي تُستخدم فيها هذه التقنية في عالم البناء، فقد شهد العالم افتتاح مبنى مطبوع مؤلّف من طابقين في دبي بلغت مساحته 650.32 متر مربّع دخل في السجلّ العالمي للأرقام القياسية. ولكنّ مبنى «SQ4D» يعد دون شكّ واحداً من أكبر المنازل التي سمعنا عنها دون أن ننسى أنّه صُنع بسرعة قياسية.
طبعت شركة «SQ4D» منزلها في 48 ساعة موزّعة على ثمانية أيّام تقريباً وفي الموقع المختار له. تعد هذه السرعة قياسية مقارنةً بمشاريع طباعة ثلاثية الأبعاد سابقة كالمنزل الذي أُعلن عنه في مكسيكو بمساحة 46.45 متر مربّع والذي طُبع في 24 ساعة.
علاوة على ذلك، كشفت الشركة أنّ تكلفة بناء المنزل لم تتجاوز 6000 دولار أميركي (نحو 4,600 يورو)، وأنّها نفّذت المشروع بواسطة نظامها الخاص للبناء الآلي والمعروف باسم ARCS.
تنبثق شركة «SQ4D» عن شركتها الأمّ «إس - سكويرد 3D برينترز»، وتدّعي الأخيرة أنّها وبعد تنفيذ مشروع طباعة المنزل الكبير، أدخلت تحسينات جديدة على نظام ARCS ستساهم في اختزال وقت طباعة المنازل المستقبلية إلى النصف.
وأوضحت الشركة أيضاً أنّ استخدام الإسمنت في الطباعة ليس فعّالاً على صعيد الكلفة فحسب، بل يضمن أيضاً منازل نهائية التشييد أكثر مقاومة للحريق والتصدعات التي قد يواجهها البناء بفعل مرور الزمن.
ونقل موقع «تك رادار» قول الشركة إنّ نظامها قادر على بناء أساسات الأبنية، قنوات التمديدات، والجدران الداخلية والخارجية، منوّهة إلى أنّه يستخدم كمية طاقة أقلّ بكثير من تلك التي تتطلّبها وسائل البناء التقليدية، أي أنّه صديق للبيئة ولا يحتاج إلى أكثر من ثلاثة عمّال.
وقد شهدت الطباعة الثلاثية الأبعاد أخيراً الكثير من الإنجازات في عالم العمارة وأهمّها بناء منازل صديقة للبيئة مصنوعة جزئياً من الطين.
وتعد سرعة البناء في هذا المجال من المكاسب الإضافية التي تقدّمها الطباعة ثلاثية الأبعاد. وفي حال نجحت الشركة حقاً في تقديم أبنية كاملة بسرعة مضاعفة، ستكون قد حققت تقدّماً نوعياً في هذا المجال.



«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
TT

«مرايا» الذكاء الاصطناعي تعكس دواخلها «مع كل التحيزات»

«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها
«بوابة السحاب» مرآة تعكس الحياة وتشوهاتها

قبل بضع سنوات، وجدت شانون فالور نفسها أمام تمثال «بوابة السحاب (Cloud Gate)»، الضخم المُصمَّم على شكل قطرة زئبقية من تصميم أنيش كابور، في حديقة الألفية في شيكاغو. وبينما كانت تحدق في سطحه اللامع المرآتي، لاحظت شيئاً، كما كتب أليكس باستيرناك (*).

وتتذكر قائلة: «كنت أرى كيف أنه لا يعكس أشكال الأفراد فحسب، بل والحشود الكبيرة، وحتى الهياكل البشرية الأكبر مثل أفق شيكاغو... ولكن أيضاً كانت هذه الهياكل مشوَّهة؛ بعضها مُكبَّر، وبعضها الآخر منكمش أو ملتوٍ».

الفيلسوفة البريطانية شانون فالور

تشويهات التعلم الآلي

بالنسبة لفالور، أستاذة الفلسفة في جامعة أدنبره، كان هذا يذكِّرنا بالتعلم الآلي، «الذي يعكس الأنماط الموجودة في بياناتنا، ولكن بطرق ليست محايدة أو موضوعية أبداً»، كما تقول. أصبحت الاستعارة جزءاً شائعاً من محاضراتها، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (والأدوات الكثيرة للذكاء الاصطناعي التي تعمل بها)، اكتسبت مزيداً من القوة.

مرايا الذكاء الاصطناعي مثل البشر

تبدو «مرايا» الذكاء الاصطناعي مثلنا كثيراً؛ لأنها تعكس مدخلاتها وبيانات التدريب، مع كل التحيزات والخصائص التي يستلزمها ذلك. وبينما قد تنقل القياسات الأخرى للذكاء الاصطناعي شعوراً بالذكاء الحي، فإن «المرآة» تعبير أكثر ملاءمة، كما تقول فالور: «الذكاء الاصطناعي ليس واعياً، بل مجرد سطح مسطح خامل، يأسرنا بأوهامه المرحة بالعمق».

غلاف كتاب «مرايا الذكاء الاصطناعي»

النرجسية تبحث عن صورتها

كتابها الأخير «مرآة الذكاء الاصطناعي (The AI Mirror)»، هو نقد حاد وذكي يحطِّم عدداً من الأوهام السائدة التي لدينا حول الآلات «الذكية». يوجه بعض الاهتمام الثمين إلينا نحن البشر. في الحكايات عن لقاءاتنا المبكرة مع برامج الدردشة الآلية، تسمع أصداء نرجس، الصياد في الأساطير اليونانية الذي وقع في حب الوجه الجميل الذي رآه عندما نظر في بركة من الماء، معتقداً بأنه شخص آخر. تقول فالور، مثله، «إن إنسانيتنا مُعرَّضة للتضحية من أجل هذا الانعكاس».

تقول الفيلسوفة إنها ليست ضد الذكاء الاصطناعي، لكي نكون واضحين. وسواء بشكل فردي، أو بصفتها المديرة المشارِكة لمنظمة «BRAID»، غير الربحية في جميع أنحاء المملكة المتحدة المكرسة لدمج التكنولوجيا والعلوم الإنسانية، قدَّمت فالور المشورة لشركات وادي السيليكون بشأن الذكاء الاصطناعي المسؤول.

نماذج «مسؤولة» ومختبرة

وهي ترى بعض القيمة في «نماذج الذكاء الاصطناعي المستهدفة بشكل ضيق والآمنة والمختبرة جيداً والمبررة أخلاقياً وبيئياً» لمعالجة المشكلات الصحية والبيئية الصعبة. ولكن بينما كانت تراقب صعود الخوارزميات، من وسائل التواصل الاجتماعي إلى رفاق الذكاء الاصطناعي، تعترف بأن ارتباطها بالتكنولوجيا كان مؤخراً «أشبه بالوجود في علاقة تحوَّلت ببطء إلى علاقة سيئة. أنك لا تملك خيار الانفصال».

فضائل وقيم إنسانية

بالنسبة لفالور، إحدى الطرق للتنقل وإرشاد علاقاتنا المتزايدة عدم اليقين بالتكنولوجيا الرقمية، هي الاستفادة من فضائلنا وقيمنا، مثل العدالة والحكمة العملية. وتشير إلى أن الفضيلة لا تتعلق بمَن نحن، بل بما نفعله، وهذا جزء من «صراع» صنع الذات، بينما نختبر العالم، في علاقة مع أشخاص آخرين. من ناحية أخرى، قد تعكس أنظمة الذكاء الاصطناعي صورة للسلوك أو القيم البشرية، ولكن كما كتبت في كتابها، فإنها «لا تعرف عن التجربة الحية للتفكير والشعور أكثر مما تعرف مرايا غرف نومنا آلامنا وأوجاعنا الداخلية».

الخوارزميات والعنصرية وعدم المساواة

في الوقت نفسه تعمل الخوارزميات المدربة على البيانات التاريخية، بهدوء، على تقييد مستقبلنا بالتفكير نفسه الذي ترك العالم «مليئاً بالعنصرية والفقر، وعدم المساواة، والتمييز، وكارثة المناخ».

«كيف سنتعامل مع تلك المشكلات الناشئة التي ليست لها سابقة؟»، تتساءل فالور، وتشير: «مرايانا الرقمية الجديدة تشير إلى الوراء».

الاعتماد على السمات البشرية المفيدة

مع اعتمادنا بشكل أكبر على الآلات، وتحسينها وفقاً لمعايير معينة مثل الكفاءة والربح، تخشى فالور أننا نخاطر بإضعاف عضلاتنا الأخلاقية أيضاً، وفقدان المسار للقيم التي تجعل الحياة تستحق العناء.

مع اكتشافنا لما يمكن أن يفعله الذكاء الاصطناعي، سنحتاج إلى التركيز على الاستفادة من السمات البشرية الفريدة أيضاً، مثل التفكير القائم على السياق والحكم الأخلاقي، وعلى تنمية قدراتنا البشرية المتميزة. كما تعلمون. وهي تقول: «لسنا بحاجة إلى هزيمة الذكاء الاصطناعي. نحن بحاجة إلى عدم هزيمة أنفسنا».

* مجلة «فاست كومباني» - خدمات «تريبيون ميديا»

اقرأ أيضاً